شرودر وميركل يحشدان الأنصار وألمانيا تنتظر

> برلين «الأيام» رويترز :

>
المستشار الألماني جيرهارد شرودر
المستشار الألماني جيرهارد شرودر
قال المستشار الألماني جيرهارد شرودر وزعيمة المحافظين أنجيلا ميركل إنهما سيتحدثان معا بشأن تشكيل حكومة جديدة بعد المأزق الذي نجم عن انتخابات الأحد ولكن كلا منهما أصر على قيادة الحكومة.

واستخدمت ميركل التي مازالت تبدو عليها ملامح الاحباط والصدمة بعد أن حقق حزبها آداء ضعيفا بشكل غير متوقع في الانتخابات لهجة تصالحية بأن وعدت باجراء مشاورات مع جميع الأحزاب ما عدا الحزب اليساري.

وقالت ميركل للصحفيين "ليست هناك مفاضلة" مشددة على ان حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشقيقه الاتحاد الاجتماعي المسيحي جاءا في المقدمة مما يمنحها الحق في أن تحل مكان شرودر مستشارا لألمانيا.

لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شرودر واصل التحدي بعد أن شجعته نتائج افضل من المتوقع جعلته يأتي بعد حزب ميركل بأقل من واحد في المئة رغم كل التوقعات بهزيمته.

وقال فرانز مونتفيرنج رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مؤتمر صحفي "من الواضح ان الألمان لا يريدون السيدة ميركل مستشارا لهم... علينا مسؤولية أن نوضح اننا نريد أن نحكم مع السيد شرودر كمستشار وننفذ كثيرا مما يتعين علينا القيام به."

ويبدو ان النتيجة الارجح لاكثر انتخابات غير حاسمة تشهدها المانيا بعد الحرب العالمية الثانية هي "ائتلاف واسع" بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشقيقه حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي.

ولكن الخلافات بين الأحزاب التي تدور ليس فقط بشأن من يتولى القيادة بل أيضا بشأن تعهدات الاتحاد الديمقراطي المسيحي بتحرير سوق العمل ومعارضته لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي يمكن أن تحول دون التوصل الى أي اتفاق قبل المهلة التي تنتهي 18 اكتوبر تشرين الأول لانعقاد البرلمان الجديد.

زعيمة المحافظين أنجيلا ميركل
زعيمة المحافظين أنجيلا ميركل
وسوف تشهد الأسابيع القادمة التي تسبق هذا الموعد جهودا حثيثة ومحاولات سياسية دؤوبة بين المعسكرين التنافسين وهما الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي المسيحي وشقيقه الاتحاد الاجتماعي المسيحي وشركائهما الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر.

وسيحاول كل من المعسكرين خطب ود حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر وهما الحزبان الذي حصل كل منهما على 10 في المئة من الأصوات تقريبا وأديا بشكل أفضل من المتوقع. ولكن زعيمي الحزبين تعهدا بعدم الاشتراك في ائتلاف ثلاثي.

في الوقت نفسه أثرت حالة الغموض بشدة على الأسواق المالية التي كانت تعول قبل الانتخابات على فوز ساحق للمحافظين بزعامة ميركل والحزب الديمقراطي الحر وهو التحالف الذي تعهد باجراء اصلاحات اقتصادية جذرية.

وانخفض اليورو بنحو واحد في المئة الى أقل مستوى في سبعة اسابيع امام الدولار وقال متعاملون في بورصة فرانكفورت ان الاسهم الالمانية انخفضت نحو 8,0 بالمئة. وتضررت أسهم شركات السيارات واسهم المرافق على وجه الخصوص.

وقال اقتصاديون في بنك كريديه سويس فيرست بوسطن "الشيء الوحيد المؤكد هو أن هناك فترة قادمة من عدم اليقين."

وتكهن بنك اوف امريكا بمزيد من الخسائر في الأوراق المالية وأسواق الصرف.

وقال المحلل الاقتصادي هولجر شميدينج "ايا ما كان لون الحكومة الألمانية الجديدة التي ستتشكل في نهاية المطاف فإن وتيرة الاصلاحات الهيكلية ستسير ببطء على الأرجح."

وجاء حزب شرودر في المركز الثاني متخلفا عن حزب ميركل بنقطة مئوية واحدة وبأقل مما حصل عليه المحافظون بثلاثة مقاعد فقط.

ودفعت هذه الأزمة الى اجراء مشاورات لتشكيل ائتلاف وهو أمر لم تشهده ألمانيا من قبل,والبديل الوحيد المقبول لتشكيل ائتلاف موسع يتمثل في أن يتمكن أي من الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشقيقه الاتحاد الاجتماعي المسيحي أو الحزب الاشتراكي الديمقراطي في اجتذاب كل من الخضر والحزب الديمقراطي الحر اللذان يقفان على طرفي نقيض في الساحة السياسية الألمانية.

وقال أعضاء بارزون في الحزب الاشتراكي الديمقراطي انه يمكن اقناع الحزب الديمقراطي الحر الذي حصل على 9.8 في المئة من الأصوات مما يجعله ثالث اقوى حزب للانضمام الى حكومة مع شرودر والخضر.

وابلغ أوتو شيلي وزير الداخلية وهو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الصحفيين "لدينا نقاط مشتركة مع الحزب الديمقراطي الحر وخاصة عندما يتعلق الأمر بالضرائب."

وليس واضحا الأثر طويل المدى للانتخابات على السياسة الخارجية الألمانية رغم سعادة تركيا اليوم الاثنين تجاه فشل ميركل في تحقيق نصر واضح.

وعلى خلاف شرودر تعارض ميركل دخول تركيا للاتحاد الأوروبي وكانت تركيا تخشى ان يؤدي فوز ميركل بالانتخابات الى تقويض محاولتها التي تبذلها منذ فترة طويلة للانضمام الى الاتحاد المؤلف من 25 دولة.

وقال رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي "كانت نتيجة مبشرة لعملية الاتحاد الأوروبي."

وفي بلدان أخرى كان رد الفعل أقل فرحا.

وفي مقال افتتاحي بعنوان "أسوأ نتيجة" قالت صحيفة تايمز البريطانية ان النتيجة غير الحاسمة "ربما كانت أسوأ احتمال للبلد ولقضية الاصلاح."

وكتبت صحيفة الماساجيرو الإيطالية "إذا كان ذلك بمثل مؤشرا على توجه مستقبلي في أوروبا فلن يكون هناك ما يدعو للفرح."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى