هو وحده

> «الأيام» د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
مرة أخرى.. تـُسقطه الشمس الغريبة وبالاً من الحزن في أعالي الروح مرة أخرى..تزفهُ مواويلُ الشوق ليموتَ على مفارق الشعر..أو يموتُ على أنثاهُ التي تخرج من براثن الجرح أو يموت.

لكنني الآن.. أقرّ: بأن مسارب الماء الشهي،

والعسل المميت، ومبتكرات الإخوة الأعداء.. تشبهه

تخرجه من نحلة ترتاد الأفق البعيد وتتوقُ بعثرةً على الأطلال..

من امرئ القيس إلى ما هنالك من شعراء يدمنون الصنعة يندمجون في التيه العريض وينهضون من الرماد كعنقاء الرماد .. أقر بأن (مبارك سالمين) وحيد يتشظى في امرأة ناريةٍ

وفي مرآيا الليل تقمرُ ثناياه

يختبئُ الفردوسُ الصاعدُ من حارة الفقراء فيه

في (البساتين) وحيداً يتشظى وفي فيحاء قلبه تنمو فتياتُ العصر يخرجن من المدارس بوجبات لا تشتهي النفسُ لا تشتهتي إلا إياه والشعر

يتزياه في الخطو المبهم بـ «الهاشمي» بالمثقلات وجداً

أو بما شاء من الأسماء الفصحى

أو بامرأة طليقة الجناح تتهجاهُ لفظاً لفظاً

هو وحدهُ والليلُ يتنفس شعراً

هو وحده سالماً من الأهوال ينطق شعراً

مزاياه العجيبة تنثالُ كالشعر نثراً

أو سَفَراً يتلقفه الصبحُ نشيداً للسارحين إلى الله.

هو وحده يرتقُ البحر بالبحر مدّاً لا يرتدُ جزراً

يتشظى عند نافلة سادرة فوق شمسان

وكالجرح اللذيذ..

أو الغيم الذي يسقط مطراً

هو وحده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى