حقوق الانسان والحوار الوطني في المملكة العربية السعودية

> «الأيامِ» متابعات:

> حقوق الإنسان كفلت الشريعة الإسلامية بنصوصها حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، حيث تستمد المملكة منها تشريعها وإجراءتها. وتتلخص أبرز هذه الحقوق بما أجملته نصوص الشريعة الإسلامية فيما يلي:

أولاً: كرامة الإنسان (ولقد كرمنا بني آدم) "الآية".

ثانياً: عدم التمييز في الكرامة وفي الحقوق الأساسية ما بين إنسان وآخر بسبب العرق والجنس أو النسب أو المال (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). "الآية"، (ولا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى). "حديث شريف".

ثالثاً: النداء بوحدة الأسرة الإنسانية والإعلان بأن خير بني الإنسان عند الله هو أكثرهم نفعاً لهذه الأسرة، (الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله) "حديث شريف".

رابعاً: الدعوة إلى التعاون بين الشعوب على ما فيه الخير وتقديم جميع أنواع البر إلى جميع بني الإنسان دون النظر إلى جنسيتهم أو دينهم (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). "الآية" (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).

خامساً: حرية الإنسان في عقيدته وعدم جواز ممارسة الإكراه فيها (لا إكراه في الدين) "الآية". (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين). "الآية".

سادساً: حرمة العدوان على مال الإنسان (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام). "حديث شريف".

سابعاً: حصانة البيت لحماية حرية الإنسان (لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا). "الآية".

ثامناً: التكافل فيها بين أبناء المجتمع في حق كل إنسان بالحياة الكريمة والتحرر من الحاجة والفقر بفرض حق معلوم في أموال القادرين ليصرف لذوي الحاجة على اختلاف حاجاتهم (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم). "الآية".

تاسعاً: إيجاب العلم على كل مسلم من أجل القضاء على الجهل (طلب العلم فريضة على كل مسلم). "حديث شريف" مع فتح آفاق السماء والأرض للنظر فيها والنفاذ إليها (قل انظروا ماذا في السموات والأرض). "الآية".

عاشراً: إمكان فرض العقوبة على الممتنعين عن واجب التعلم والتعليم، وهذا لم تصل إليه حقوق الإنسان في أية دولة حتى اليوم، وذلك نتجية لفرض التعليم على كل مسلم.

الحادي عشر: فرض الحجر الصحي في حالات الأمراض المعدية منذ أربعة عشر قرناً وقبل أن تتنبه أية دولة حينذاك لإدخاله في تشريعها وذلك مبالغة من قبل الإسلام في حماية الصحة العامة من المرض إلى جانب حماية المجتمع من الفقر والجهل، (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليها وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فراراً منه). "حديث شريف".

الثاني عشر: عدم التمييز في تطبيق العدل بسبب الحقد والعداء (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).

وهناك كثير من النصوص التشريعية الإسلامية التي لا تحصى لحماية هذه الحقوق وهي في مجملها تشرح حقوق الإنسان الأساسية التي لا يجوز مساسها كما تتناول بالتفصيل حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من آفاقها الإنسانية العليا التي لا تميز ولا تسمح أن يميز فيها بين إنسان وآخر.


الحوار الوطني
يؤسس القرآن الكريم منهجية فريدة في الوصول إلى الحق فهو يدعو إلى الحوار بحسبانه طريقاً لبيان الرشد وسلامة الاعتقاد والعمل إذ يبين أسس ذلك في الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول تعالى (إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

فالهدف من الحوار معرفة الحق، وإيصال الآخرين إليه، فليس الهدف التغلب على الآخر أو تدميره أو إظهاره بمنهج العاجز المهزوم، لذا اقترن الجانب الخلقي بالجانب العلمي فالحوار احترام للآخرين وفيه حرص على مصالحهم ورغبة في إيصالهم إلى الصواب (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) ويقول (أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين) فكما يفسح المنهج القرآني المجال في البحث والتفكير والحوار والإقناع يمهد الطريق أمام البحث العقلي دونما حواجز نفسية.

إن في القرآن الكريم دعوة ظاهرة إلى استعمال العقل والفكر يقول الله عزوجل(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).

(أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين) (ولا تجدلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون).

(أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين).

و(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواً بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).

(أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين) (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

(أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين).

إن هذه النصوص وغيرها تبين المنهجية التي يدعو إليها القرآن وإنها أسست على البرهان والعقل والتدبر والتفكر كما جاءت النصوص مبينة قصة الرسول مع أممهم حيث كان الحوار سبيلاً لإيصال الناس إلى الحق.

ومن هذه المفاهيم القرآنية السامية ينطلق مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ويؤطر منهجيته في الحوار، حيث صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في 24/5/1424هـ بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي بموجبه بُدئ في أعمال التأسيس وتم تشكيل اللجان المختصة.

ويجري حالياً استكمال النظام الأساسي للمركز وتشكيل الأطر التنظيمية والإدارية اللازمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى