> نزح حوالي مليوني شخص أمس الجمعة في تكساس جنوب الولايات المتحدة من ساحل الخليج هربا من إعصار ريتا ثالث أعتى إعصار مسجل يضرب الولايات المتحدة فيما يندفع الاعصار بشدة نحو قلب منطقة إنتاج النفط الامريكية مما تسبب في اكتظاظ الحركة على الطرق وفي المطارات.

واكتظت الطرق المؤدية من وإلى لويزيانا وتكساس حيث شهدت العديد من الاختناقات المرورية بعد أن نفد الوقود من العديد من السيارات وتوقفت على الطرق بسبب الاقبال الشديد على شراء الوقود مما أدى إلى نفاده من محطات بيعه بينما تعطلت السبل بشاحنات نقل الوقود إلى المنطقة.

واضطر العديد من الناس لقضاء الليل على الطرق باتجاه الشمال حول وخارج هيوستن رابع أكبر مدينة أمريكية.

وسمح المسئولون بالمرور في جميع الحارات الثماني على الطرق السريعة لتخفيف حدة الزحام.

ولكن الامر لم يشهد تحسنا كبيرا حيث مازالت الفوضى تعم الطرق بينما أصيب العديد من المسافرين باختناقات بسبب ارتفاع درجة الحرارة وطول الرحلة حيث استغرق قطع مسافة 20 كيلومترا 15 ساعة كاملة.

ودعا بيل وايت عمدة هيوستن المواطنين الذين لم يغادروا بعد الى البقاء في منازلهم.

كما أفادت تقارير إعلامية بأن عددا كبيرا من مواطني المدينة قرروا العودة إلى منازلهم والتخلي عن فكرة مغادرة المدينة بسبب ما تشهده الطرق من فوضى.

وفي تمام الساعة 00:09 بتوقيت جرينتش كان الاعصار على بعد نحو 466 كيلومترا جنوب شرق جزيرة جالفستون بولاية تكساس حيث بلغت سرعة الرياح المصاحبة له 14 كيلومترا في الساعة ومن المتوقع أن يضرب تكساس صباح اليوم السبت.

وتبلغ سرعة الرياح المصاحبة للاعصار المصنف بالفئة الرابعة على مقياس من خمس نقاط 225 كيلومترا في الساعة.

وارتفعت الامواج بمعدل 60 سنتيمترا عن المعدل العادي على طول ساحل لويزيانا والمسيسبي وآلاباما.

وأبلغ حاكم لويزيانا كاثلين بلانكو سكان هذه المناطق التي لا تزال تتعافى من إعصار كاترينا الذي ضربها أواخر الشهر الماضي وقتل ما يربو على ألف شخص "بالاستعداد للتحرك" إذا ما طال الساحل موجات مد يصل طولها إلى متر أو أكثر.

وتوجه الرئيس الامريكي جورج بوش الذي واجه انتقادات واسعة بسبب بطء استجابة الادارة الامريكية في التعامل مع إعصار كاترينا إلى تكساس أمس للوقوف على استعدادات الجيش والحرس الوطني لمواجهة الاعصار.

وصرح ماكس مايفيلد كبير خبراء الارصاد بمركز الاعاصير الوطني أن هناك احتمالا لوقوع "عدد كبير من الضحايا ..

ولا أعلم كيف يمكن للوضع أن يكون أكثر سوءا".

وكانت السلطات الاتحادية تجاهلت تحذيرات مايفيلد قبل إعصار كاترينا ولم تتول إجلاء سكان نيوأورلينز من كبار السن والمشردين مما أسفر عن مقتل عدد كبير منهم في دور الرعاية والمستشفيات.

ويبدو أن عمدة تكساس ليدا آن توماس استوعبت الدرس جيدا وحرصت على نقل كل من بحاجة إلى الانتقال خارج المدينة.

وسمحت للمغادرين باصطحاب حيواناتهم الاليفة وهو الامر الذي كانت السلطات في نيوأورلينز منعته وتسبب في بقاء الكثير من سكانها ورفضهم الرحيل.

وتسبب إعصار كاترينا في خسائر كبيرة لقطاع النفط الامريكي ولكن من المتوقع أن يتسبب الاعصار ريتا في مزيد من الخسائر.

وأغلقت حوالي 18 من مجمل 25 مصفاة نفط في طريق العاصفة مما سيخفض من انتاج البلاد من النفط المكرر بنسبة حوالي 25 في المئة.

وأخليت منصات استخراج النفط على خليج المكسيك حيث المياه الدفيئة زادت من قوة العاصفة.

ومن بين النازحين من تكساس مئات وربما آلاف من المشردين الذين نزحوا إلى مدينة جالفستون وغيرها بالولاية من قبل هربا من إعصار كاترينا.

وقال مسؤول كبير بولاية تكساس أمس الجمعة ان تكساس تتوقع اضرارا جسيمة نتيجة الاعصار ريتا منها ان تغمر المياه مدينة بورت ارثر الساحلية بالكامل.

وقال جاك كولي مدير وحدة ادارة الطوارئ بتكساس للصحفيين فيما بدأ الاحساس بالريح المصاحبة للاعصار على طول سواحل خليج المكسيك ان ما يقدر بنحو 5.2 مليون شخص سيتأثرون بالاعصار مع توقع تدمير نحو ستة آلاف منزل وتشريد نحو 16 الفا.

وقال ان مناطق من جنوب شرق تكساس حيث تم اجلاء عشرات الآلاف يتوقع ان تتعرض لعواصف الاعصار على مدى 16 ساعة.

وتوقع ان تغمر المياه مدينة بورت ارثر بالكامل بسبب امواج ارتفاعها بين ستة وسبعة امتار.

وفي مدينة نيواورلينزغمرت المياه صباح أمس الجمعة مجددا احد احياء المدينة بعد ان فاضت المياه على احد السدود حسبما افاد لوكالة فرانس برس متحدث باسم فوج الهندسة في سلاح البر الاميركي.

وقال ميتش فريجر "لقد فاضت المياه عن اعلى السد الا ان هذا الاخير لم ينهر والمياه تفيض الى الغرب من القناة في حي ناينث يارد".

واضاف "لدينا فريق يعمل حاليا في المكان".

وحي ناينث يارد هو في شرق الوسط التاريخي لمدينة نيو اورلينز المعروف بالحي الفرنسي.

وبدأت هذه المدينة تتلقى صباح أمس الجمعة اولى ضربات الاعصار ريتا مع امطار متواصلة ورياح تصل سرعتها الى ستين كلم بالساعة.

وكان المدينة غمرت بالمياه بنسبة 80% لدى مرور الاعصار المدمر كاترينا في 29 اغسطس.