خاص بالمتقاعدين

> احمد حسين حيدرة العطاس

> في هذا الموضوع الخاص بالمتقاعدين سنحاول قدر الإمكان التطرق فيه لتوضيح مشاكلهم ومعاناتهم وكذلك مستحقاتهم التي ظلت ولازالت معلقة دون أن يحصلوا عليها استناداً للقرار القانوني الصادر بشأنها، وقبل تناولنا لذلك نتقدم بجزيل شكرنا لصحيفة «الأيام»... وللناشرين هشام وتمام باشراحيل والمسؤولين والعمال القائمين عليها وجميع من كتبوا فيها وتناولوا في كتاباتهم بعض جوانب معاناة المتقاعدين. وحتى تكون الصورة مترابطة وواضحة عن معاناة وهموم المتقاعدين فإنهم يتعشمون من القائمين على صحيفة «الأيام» أن يتكرموا مشكورين بنشر ما يتناول موضوعهم بكل فقراته وإن احتل صفحة كاملة من صفحات الصحيفة.. وذلك من أجل إيقاظ اولئك المسؤولين الذين تهربوا وتحيزوا ولم يسهموا في المشاركة الصحيحة لمعالجة مشاكل المتقاعدين بما يتفق وحسمها ودفع كافة مستحقاتهم بموجب ما تمليه عليهم القرارات الصادرة بشأنها وحتى يكون أيضاً فخامة رئيس الجمهورية على اطلاع والمام بكل ذلك. فقد أجمع المتقاعدون وقرروا أن يوجهوا موضوعهم إلى فخامة رئيس الجمهورية ليطلعوه على التعنت والظلم الذي ظل يمارس ضدهم لسنوات عدة دون أن تدفع لهم مستحقاتهم وإليكم ما يريد المتقاعدون قوله في موضوعهم هذا:

فخامة رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح- حفظكم الله - بكل صراحة ما كنا نريد نحن المتقاعدين أن نقحمكم في مشاكلنا ومعاناتنا التي أصبحنا نعاني منها وذلك إحساساً وتقديراً منا لجسامة المسؤولية والمهام والمشاكل المتعددة التي قد تشغلكم احيانا عن البحث عن إيجاد الحلول المناسبة والمخارج العملية لها. إنها مسؤولية شعب أصبح قوام تعداده عشرين مليون يمني. إلا أنه للأسف إذا كان من قمتم بتعيينهم في تلك المناصب الذين من المفروض أن تعالج كل مشاكلنا عبرهم، أصبحوا متهربين وكأن الأمر لا يهمهم. ولو أنهم قاموا بتحمل تلك المسؤولية بكل تفان وإخلاص ومصداقية وشجاعة لكانوا قد استطاعوا حل مشاكلنا جميعها استناداً للقرارات الصادرة بشأنها ولكنهم لجأوا إلى خلق المزيد من الرؤى والاجتهادات والتفسيرات التي لو أخذنا بها لوجدناها جميعها لا تمت بصلة للقرارات الصادرة الخاصة بمعالجة مشاكلنا كما وأنها أيضاً لا تنسجم معها لا من قريب ولا من بعيد.. وللأسف نقولها بكل مرارة إن كل ما قاموا بإصداره لا يريدون من خلاله حل مشاكل المتقاعدين وتسويتها مع القرارات الصادرة بشأنها وإنما يريدون من خلاله أن تزداد المشاكل وترتفع الاصوات والاحتجاجات والتطبيلات و(الزيطة والزنبليطة) التي نحن وانتم وهم في غنى عنها لو أنهم نهجوا في حل تلك المشاكل من خلال إخضاعها لمسارها الصحيح والحقيقي. وحتى نكون على مقربة من حقيقة ما نحن بصدده طرحه نورد ما يلي:

أ- سبق لكم يا فخامة الرئيس أن قمتم بإصدار قراركم الذي تناقلته كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وقامت بنشره جميع الصحف المحلية المستقلة والرسمية ونشر في الجريدة الرسمية.

ب- قضى القرار بأن أي علاوة مقابل غلاء معيشة تحدد الدولة صرفها لموظفيها من المدنيين والعسكريين يجب أن يحصل جميع المتقاعدين من مدنيين وعسكريين على 50% منها وبذلك يصبح ذلك القرار في قانونيته غير قابل للرؤى والاجتهادات والتفسيرات المغلوطة التي تحيده عن مساره الصحيح وذلك لوضوحيته القانونية.

ج- وعلى ضوء صدور ذلك القرار تلته قرارات أخرى تتعلق بصرف علاوات غلاء المعيشة لموظفي الدولة على أن يصرف منها بواقع 50% للمتقاعدين، فهل طبق صرف تلك العلاوات للمتقاعدين وفقاً لما نصت عليه تلك القرارات ؟

د- من خلال الإجابة يتبين أنه ذلك لم يتم بل صرفت جميع العلاوات للمتقاعدين ضمن مبلغ رمزي ومقطوع وزعت عليهم بالتساوي ، 300 ريال ومرة 500 ريال ومرة 700 ريال وهكذا دواليك، ولم يصرف للمتقاعدين إلا مبلغ مقطوع يتساوى فيه جميع المتقاعدون.

هـ - ألا ترى يا فخامة الرئيس أن ذلك يعتبر في حق المتقاعدين هو الظلم والإجحاف بأم عينه ثم هل المتقاعدون جميعهم أحيلوا على المعاش في مجموعة وفئة وراتب واحد لكي يتم التعامل معهم بهذه الكيفية؟

و- وهل موظفو الدولة من قيادات عليا والذين يلونهم والمسكنون في المجموعات والفئات من المجموعة الأولى إلى السادسة صرفت لهم هذه العلاوات عبر مبلغ مقطوع بالتساوي بينهم أم إن كل واحد منهم صرفت له وفقاً لاحتساب راتبه.

ز- نجد أيضاً أن هذه العلاوات التي تصرف لموظفي الدولة مقابل غلاء المعيشة بمجرد ما يحدد مبلغها ويتم استلامها من قبلهم سرعان ما تضاف إلى رواتبهم لتصبح راتبا أساسيا أما المتقاعدون رغم محدوديتها وظآلتها يمنع عليهم أن تضاف إلى رواتبهم بل تظل في شكل علاوة يطلق عليها علاوة غلاء المعيشة، يا لها من مفارقات عجيبة!

فخامة الأخ رئيس الجمهورية.. كنا صادقين معكم عندما قلنا في بداية موضوعنا إننا لا نريد أن نشغلكم بمشاكلنا نظراً لمشاغلكم الجسيمة والمتعددة ويثبت نوايا مصداقيتنا فيما نقوله أننا قبل مدة لجأنا إلى الأخ محافظ عدن وطرحنا عليه مشاكلنا وهمومنا التي نعاني ومنها وعند تفهمه لها اتخذ ما يلي:

1- دعا إلى عقد اجتماع لبعض الجهات المسؤولة ممن هم مسؤولين عن مشاكل المتقاعدين.

2- وحضر هذا الاجتماع ممثل عن وزارة الخدمة المدنية وممثل عن التأمينات والمعاشات وشخصيات اجتماعية ونقابية وممثلون عن منظمات عربية ودولية.

3- وأقر المجتمعون في اجتماعهم هذا أن تدفع علاوات غلاء المعيشة للمتقاعدين بواقع 50% من العلاوات المدفوعة لموظفي الدولة وليس كما دفعت لهم بالتساوي بواقع 300 ريال و500 ريال و700 ريال.. الخ.

4- ومنذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة لم تدفع للمتقاعدين علاوات غلاء المعيشة بالطريقة التي يفترض أن تدفع لهم بموجبها ولا ندري يا فخامة الاخ الرئيس لماذا نحن المتقاعدون يتم التعامل معنا بهذه الكيفية علماً بأن المتقاعدين لهم اسهامات كثيرة في معترك الحياة قبل ان تتم احالتهم على المعاش نلخصها في التالي:

أ- يعتبر المتقاعدون ممن ساهموا في صنع ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر اليمنيتين.

ب- وأهم أول من هبوا في المقدمة يدافعوا عن مبادئ وأهداف الثورتين سواءً عن طريق حمل السلاح أو في السيارات او المظاهرات والتنديدات لصد كل المؤامرات التي كانت تحدق بالثورتين.

ج- كانوا بعد أوقات الدوام الرسمي يعمل الواحد منهم 7 ساعات وآخر 6 ساعات و منهم من كان يعمل 5 ساعات ولا يأخذون مقابلها قيمة عمل اضافي كما نراه اليوم.

د- ظلوا يعملون بكل حب وتفان وإخلاص ومصداقية، يريد كل منهم أن يقدم للثورة ولوطنه ولشعبه كل ما يقدر عليه ليرى الجميع وهم يعيشون في إباء وشموخ عاليين.

هـ - استطاعوا أن يدربوا ويأهلوا كوادر تخرجوا على أيديهم والعديد من الكوادر الذين نرى اليوم البعض منهم وقد تبوأ مناصب يشغلها في القيادات العليا من الرئاسة ورئاسة الوزراء والبرلمان والمشاريع والمؤسسات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي.. الخ.

و- وأمام كل ما ذكرناه، فهل يستحق المتقاعدون أن يلاقوا مثل هذه المعاملة التي يلمسونها أو أن من الواجب أن نعاملهم بكل حب ووفاء تقديرا لما قدموه.

ز- وإذا نظرنا إلى رواتب المتقاعدين بين الأمس واليوم سنجد أن المتقاعدين عندما أحيلوا بالأمس على المعاش.

كان رواتب البعض منهم يصل إلى أكثر من أربعمائة دولار ومنهم من أكثر من ثلاثمائة دولار ومنهم من أكثر من مائتين دولار ولكن بعد أن مرت فترة زمنية لاتقل عن 15 سنة ومع تصاعد ارتفاع الاسعار وارتفاع سعر قيمة الدولار تآكلت كل هذه المرتبات لأصبحت اليوم قيمتها ما بين مائة وعشرين دولار إلى سبعين دولار 120-70 دولار، ومن هنا نشأت وتكاثرت مشاكل وهموم المتقاعدين من تلك الآلآم.

ح- بعد أن استعرض المتقاعدون كل مشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم يا فخامة الرئيس فإنهم قد اصبحوا ينظرون إليك بأنك أنت الأب والأخ والابن والرئيس المنتخب شرعاً بالاغلبية الساحقة من قبل الشعب والذي لك الحق في أن تـُقوّم الاعوجاج وأن تصحح الاخطاء لذا فإنهم يرجون من فخامتكم التدخل في حل كافة مشاكلهم قبل الانتقال إلى الاستراتيجية الجديدة للأجور والمرتبات وحتى لا تطمس حقوقهم التي أقرت لهم لذا فإنهم بكل صراحة يجدون انفسهم بعد المطالبات المستمرة بأن لا أحدا يقدر على حل حقوقهم المشروعة غيركم لأن الآخرين لا يملكون الجرأة والشجاعة والمصداقية والاحساس بالآخرين كما تفيض به مشاعركم الجياشة.

ط- أخيراً فإن المتقاعدين يهيبون بفخامتكم وهم على عتبة النقل من الهيكل القديم إلى الهيكل الجديد أن تصدروا توجيهاتكم لينقل كل متقاعد على الاقل أمام مجموعته بدرجة راتب أول مربوط إذا لم تحدد لهم في نقلهم المرابيط المسكنين بموجبها في درجة الراتب وذلك تكريماً وتقديراً لما أفنوه وقدموه في معترك حياتهم العملية والتي تتراوح ما بين 40-35 سنة. مع تمنيات المتقاعدين لكم بالتوفيق في مهامكم، وشكراً.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى