القتال يبدد آمال الانتعاش في غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي

> بيت حانون/قطاع غزة «الأيام» رويترز :

>
قصف اسرائيلي على غزة
قصف اسرائيلي على غزة
راودت الفلسطينيين أحلام بحدوث انتعاش اقتصادي بعد خروج اسرائيل من غزة,ولكنهم افاقوا على وقع انتكاسة سريعة نحو العنف بين النشطين والقوات الاسرائيلية التي تتمركز على حدود غزة.

وقصفت اسرائيل غزة بالصواريخ واستخدمت نيران المدفعية للمرة الأولى منذ الاستيلاء على القطاع عام 1967 ردا على تجدد اطلاق الصواريخ من جانب النشطين بعد أسبوعين من اكتمال انسحاب الجنود والمستوطنين الاسرائيليين.

وقال نشطون ان الانفجار الذي وقع أثناء عرض لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الجمعة الماضية وقتل فيه 17 شخصا هو الذي دفعهم لاطلاق الصواريخ.

ويقول النشطون ان صاروخا اسرائيليا تسبب في الكارثة,وتنفي اسرائيل أي دور لها في الحادث. وتحمل السلطة الفلسطينية حماس مسؤولية الانفجار وتقول انه ناجم عن وجود متفجرات خلال العرض.

ولم يكن لدى المواطنين الفلسطينيين الذين تحملوا وطأة القصف الإسرائيلي بشمال غزة وقتا للمشاركة في لعبة تبادل الاتهامات. وقد ناشد جميعهم دون استثناء تقريبا النشطين وقف اطلاق النار حتى تكف اسرائيل يدها عنهم وتدعهم يعيدون بناء حياتهم في سلام.

وقال أبو محمد الذي يعمل معلما بإحدى مدارس بيت حانون "اعتقدنا أن بوسعنا أخيرا أن نعيش بحرية وأمن بعد رحيل المحتلين ولكننا نعيش حياة بائسة منذ يوم الجمعة الماضية."

ويضطر أبو محمد لسلوك طريق طويل للذهاب الى العمل بعد أن دمر صاروخ جسرا تقول اسرائيل ان نشطين يستخدمونه للوصول الى مزرعة قرب الحدود يطلقون منها الصواريخ.

وقبل الانسحاب دمرت الضربات الجوية الاسرائيلية وغارات الدبابات ضد النشطين تجمعات سكنية ومساحات شاسعة من بساتين الزيتون والموالح حول بيت حانون التي اشتهرت بأنها "سلة فواكه غزة".

وقالت اسرائيل ان عملياتها استهدفت حرمان النشطين من أماكن يتخذونها ستارا لشن هجمات من مناطق سكنية.

ولكن هذه الاجراءات دمرت الاقتصاد المحلي في غزة.

وقال ابو محمد "بغض النظر عما اذا كان الانفجار الذي وقع في عرض (حماس) من صنع اسرائيل أم لا فان الفصائل تحتاج الى وقف اطلاق صواريخها. كفى ما حدث لنا. يتعين علينا أن نبدأ اعادة اعمار غزة وألا ندمرها أكثر من ذلك."

طفلان فلسطينيان يجلسلن امام الدمار الذي لحق بمنزلهما
طفلان فلسطينيان يجلسلن امام الدمار الذي لحق بمنزلهما
ومن آثار الهجوم الصاروخي الذي شنته اسرائيل في الساعات الأولى من يوم امس الأربعاء تدمير محطة كهرباء مما حرم 35 ألف نسمة هم سكان بيت حانون من الكهرباء وقطع خطوط الهاتف.

كما شملت الحملة الاسرائيلية أيضا نشر الذعر بين الفلسطينيين من خلال شن عشرات الغارات الوهمية التي خرقت فيها الطائرات الحربية حاجز الصوت فوق غزة. ومنع كثير من فلسطينيي غزة ابناءهم من الذهاب الى المدارس كما عالجت المستشفيات المئات من الصدمة.

وبدد تصاعد العنف مجددا آمال 1.4 مليون فلسطيني في غزة في بدء فترة جديدة خالية من الحكم العسكري الاسرائيلي وتطوير الشريط الساحلي ليكون أساسا لدولة فلسطينية.

وقال أحمد محمد (25 عاما) وهو عامل بناء "الناس هنا لا يريدون العودة للأيام الماضية. نحن لا نعارض المقاومة ضد اسرائيل (من حيث المبدأ). ولكن لم يعد هناك اسرائيليون في غزة لقتالهم كما أن الصواريخ غالبا لا تلحق بهم أذى."

واضاف"الناس غاضبون لأن هذا العنف الجديد أعادنا الى نقطة الصفر."

وامتنع كثير من مزارعي بيت حانون عن الذهاب الى حقولهم بعد أن حذرت اسرائيل من أن أي أحد يقترب الى مسافة 650 مترا من السياج الحدودي يخاطر ببان يلقى حتفه بالصواريخ أو القصف.

وبعد ثلاثة أيام من الهجمات الجوية الاسرائيلية أعلنت حماس وهي أكبر فصائل النشطين وجماعة الجهاد الاسلامي وقف اطلاق الصواريخ وأكدتا مجددا التزامهما بالتهدئة التي سهلت انسحاب اسرائيل من غزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى