أخبار صحفية ولكن محزنة!

> علي سالم اليزيدي:

> صعد إلى السطح الاعلامي العربي والدولي خبران شديدا التأثير والاسى علينا نحن الصحفيون العرب وأصدقاء الصحفيين العرب وكذا محبي السلام وحماية هذه المهنة الشاقة، إذ فجع الوسط اللبناني بالجريمة النكراء التي طالت الصحفية والمذيعة بتلفزيون إل بي سي وعلى إثرها فقدت هذه الصحفية يدها وساقها وإصابات بليغة أخرى، وهي لم ترتكب ذنباً إلا أنها مهنية مسالمة ولا تملك غير المهنة وواجبها ورأيها أياً كان، لتجد نفسها فجأة نصف ميتة وبصورة بشعة جعلنا في حيرة وخوف وأسئلة حائرة، وخصوصاً بعد ما طال العنف وإرهاب العنف صحفياً سابقاً سقط على إثره صريعاً وهو الكاتب سمير مقبر منذ بضعة أشهر، ومع الشجب الذي تم على نطاق عربي واسع، سقطت الزميلة اللبنانية مي شدياق ضحية جديدة ومع أن القلق والتوجس قد هيمن فترة على كل الصحفيين حينما طالت أيدى الاختطاف بعض الحصفيين في العراق وافغانستان والصومال، وأصبح الخوف حقيقي من أن يصبح أصحاب المهنة المسالمة ومؤديها عرضة للصراعات السياسية والطائفية والانتقامية،بينما هم ليسوطرفاً البتة ويحتاجهم الجميع لعرض وجهة نظر أوتغطية وتتبع الأحداث بغض النظر عن جنسيتهم وبلدهم.

وبينما نحن من صدمة على إثر ما طال زميلة المهنة مي شدياق، ودعواتنا لها بالشفاء وتجاوز آلامها، ساقت إلينا الأنباء وهي الأنباء التي يصنعها الصحفي ذاته، خبر آخر من الضفة الآخرى للبحر المتوسط، وهو الحكم القاسي والظالم الذي مني به الزميل المراسل الصحفي تيسير علوني من قناة الجزيرة وخيمت الدهشة ولا زالت أمام هذا الحكم الذي دفعه هذا الصحفي ثمناً لعمله وعلاقات عمله وتشكلاته المهنية، والتي لم يشك يوماً ما من أنها ستضعه في قفص الاتهام ومن يذهب ضحية المزاج السياسي ويعاقب بالسجن سبع سنوات وهو حكم لا يستند إلا على النوايا أو على ما يدور في عقل الإنسان، كما أنه جاء إرضاءً للضعظ الامريكي على أسبانيا، وعندها عبر عدد من المراقبين والقانونيين ورجال حقوق الإنسان عقب صدور هذا الحكم== وحقوق الإنسان والعدل في أسبانيا بصورة خاصة وأوربا المحك وأنها قد اظهرت حقيقية ان التحيز واستباق الامور لا شيء الا لاصدار الحكم، قد يجعل كثير من مراكز الرأي والمنظمات الانسانية والقوى المحبة للسلام ومناصرة الصحفيين وحماية ظروف عملهم وما بعده، في مواجهة ضرورية مع هذه المستجدات التي كشفت سلباً أثارها حيث توقعنا استقامة القانون، جاءت التوقعات بإجماع كبير بعيداً عن الوقائع وعمقت محنة المراسل تيسير علوني وكل الصحفيين العرب والاجانب وفتحت تساؤلات سيقف أمامها أولاً الصحفيون الاسبان الاحرار، برغم عدم تعاضدهم الكامل مع زميل مهنة، وستدخل أدبيات العمل الصحفي في == وضعاً حرجاً في مواجهة تطور وحماية هذه المهنة داخل هذه البلدان وخارجها.
ومع أننا نقف كصحفيين في وجه هذا الحكم ضد علوني ونشجب كل السيناريوهات إلتي أوصلت إليه بغرض الإدانة، ومن واقع سخطنا ورفضنا ولما حدث للصحفية مي شدياق وندين كل الأيدي التي وصلت إليها وإلى زملاء آخرين، نقف مرة أخرى أمام وضعنا في اتحاد الصحفيين العرب والتراجع الذي يشهده هذا الاتحاد، وكأنه امتداد للصراعات العربية والكيد السياسي وتغيبت فعاليته لخدمة الصحفيين العرب واقتصرت على البيانات والاستقبالات وتنطبق عليه تهمة فساد الانظمة.
واجبنا كصحفيين عرب وواجبنا كصحفيين يمنيين، أن لا نسكت كما يراد لنا السكوت والاكتفاء بالتمتمة! ومن هنا فإن الصوت يجب أن يرتفع لوقف الإرهاب والجريمة ضد هذه المهنة المسالمة ورفض السجن السياسي للصحفي عند العرب وعند الاوربيين على حد سواء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى