جسدها الهزيل

> «الأيام» سونيا فؤاد مكي / عدن

> شكت إلي سوء حالها، وقلة حلّها، وترحالها. كانت تنظر اليّ بعينين تملؤهما الدموع وبقلب ينزف من الدماء كثيراً، فقالت: كنت أميرة لهم قبل قرون وقرون من الزمان، الآن صرت أرمى في الشوارع وأداس بالأقدام، صرت مملوءة بالأقذار وصرت بضع وريقات استُهينت كرامتها.

رجتني أن أهمس في أذن كل من يقرأها أن يصونها مثل مشاعره لأنها تملكها، وسوف تشتكي عنها في يوم الميعاد (القيامة)، أشفقت لحالها وكنت أتمنى لو أحملها بيدي وأحتضنها بصدري وأمسح عنها الحزن الذي أراه بجسدها الهزيل، ولكن لم أستطع، والسبب أنني واقفة على باب بيتي من الداخل في وقت ما بعد الشروق بقليل، والناس يسيرون، والآخرون نيام، فخفت أن أوقظهم بصوت النعال، فما أن أرتدي عباءتي وحجابي وأخرج لأنتشل ما بقي منها لن أجدها، فالرياح كفيلة أن ترتطم بها وتوصلها جثة هامدة تحت قدم طفل يدوسها وفيها آيات وحروف من القرآن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى