وهكذا لم تسلم جرة السلام

> «الأيام الرياضي» محمد بن عبدات:

> ما حصل في نهاية مطاف المسيرة السلامية في دوري الثانية المؤهل إلى الأولى، هو نتاج متوقع لدى الكثير من المتابعين لأوضاع نادي سلام الغرفة، وأعتقد أننا ومن على منبر صحيفة «الأيام الرياضي» وضحنا الداء، الذي يعاني منه الأزرق الغرفاوي قبل أن يدخل المنافسة الفعلية في غمار الدرجة الثانية، وتطرقنا حينها إلى علاج ذلك، ولكن للأسف لم يتنبه أحد ممن يهمهم الأمر لما طرح من قبلنا، بل ذهب البعض من هؤلاء، والذين لم يصلوا بعد إلى درجة كيفية إدارة الأندية الرياضية، نظراً لمحدودية إمكانياتهم وخبراتهم في هذا المجال إلى القول : «إننا أدرى مما قاله فلان، الذي يريد أن يتفلسف علينا»، وإن دل ذلك الكلام على شيء، فإنما يدل على عدم تقبل هؤلاء لما نصحنا به لأنهم يرون أنفسهم خبراء في الشأن الرياضي، وأنه من الصعب أن يأتي فلان أو علان بطرح أفكار وإيضاحات عليهم، لكونهم لا يتقبلون ذلك، ولأنهم حسب اعتقادهم أنهم وصلوا إلى درجة التشبع الرياضي، وهذا ما يتخيل لهم، والدليل أن علاقتهم بالأطر الرياضية والاجتماعية وغيرها(ما شاء الله، تبارك الله ،واللهم لا حسد)،ولهذا بقي أغلب أعضاء إدارة النادي مع احترامي للذين يتقبلون النصيحة والرأي الآخر، وإن كان ليس بأيديهم كامل الحرية في اتخاذ الشيء المناسب في دائرة مغلقة على أنفسهم خوفاً من أن يأتي آخرون، ويسحبون البساط من تحت أقدامهم، وهذا بطبيعة الحال تفكيرهم وحدهم فقط، وليس تفكير الآخرين، ولكن الأنانية المفرطة وحب الذات ، جعل هؤلاء لا يتعاملون سوى مع أشخاص معينين فقط، ويرفضون التعامل مع من ينصحهم ويخلص في طرح آرائه عليهم دون انتظار جزاء منهم ولا شكورا ،لأنهم يفعلون ذلك حبا في النادي،ولكنهم لا يسمعون.

ولهذا انعكست الأمور رأساً على عقب على مستوى عدد من الألعاب في النادي، وخاصة القدم، التي كان فريقها الأول في أمس الحاجة إلى رفده بعناصر فعالة، ولو تطلب الأمر أن تأتي من الخارج، كما فعل نادي سيئون في صفقة الجوكر المصري (محروس سعد)، ونجم سبأ في صفقة العراقي (عبدالواحد كاظم) وهي أندية قريبة أوضاعها من وضعية نادي السلام الغرفاوي، ولكن هناك من يفكر ويستعين بمن حوله من كفاءات سواءً أكانت رياضية أو ذات نفوذ وعلاقات وغيرها، ولكن من نعنيهم لم يفعلوا حيال ذلك شيئاً، بل لم يستطيعوا أن يعوضوا الفريق بلاعبين في مستوى مجدي كميد وعبود معيبد، اللذين استغنى عن خدماتهما النادي، وبقي مكانهما شاغراً، حيث لم يملأ الفراغ الذي تركاه أحد حتى الآن.. ضف إلى ذلك ابتعاد كثير من المواهب الكروية التي لم تجد لها مكانة وفق ما شرحنا في موضوعنا السابق الذي نشر في العدد (157) من «الأيام الرياضي» في مطلع شهر يوليو الماضي، حيث لم يتم الجلوس مع أغلب تلك العناصر التي كان يتوقع الكثيرون لها مستقبلاً طيباً، لكون تلك الوجوه أتت من اتجاه غير مرغوب فيه، وعندما سألنا اللاعب الخلوق فهمي سلمان عما يعانيه الفريق من نقص واضح في بعض الخانات، وهل كان للاعبين دور في مطالبة الإدارة بمعالجة ذلك، أجاب والمرارة واضحة في كلامه قائلاً: «لقد طرحنا عليهم ذلك مراراً وتكراراً ولكن دون فائدة».. وهذا ما يوضح عدم استيعاب الإدارة لمتطلبات الفريق الواضحة وضوح الشمس في وضح النهار.. إلا أنه قد يبرر أحدهم أننا «نافسنا في دوري الثانية حتى الرمق الأخير، ولكن الحكم ظلمنا في مباراة الحسم مع نجم سبأ ذمار».. قد يكون صادقاً في ذلك، ولكن أين ظلم الحكم في مباراة السلام مع السبعين، وكذلك في مباراة نجم سبأ ذمار نفسه على ملعب جواس، وهل سيكون الوضع عند سد الفراغ الواضح بلاعبين من ذوي الامكانيات الجيدة بما حصل في تلك المباراتين الشهيرتين اللتين خسرهما السلام في أرضه وبين جمهوره.. وما يؤكد ذلك المستوى المتذبذب الذي ظهر عليه الفريق طيلة مشوار الإياب والإصرار على إشراك لاعبين مصابين أمثال فهمي البرقي وعبود باصحيح ونايف العامري وغيرهم لعدم وجود البديل ، لهذا أجيبونا على ذلك أفادكم الله ،أم أنكم ما تزالون مصرين على أننا نحن أصحاب فلسفة عمياء لا تفقه شيئاً في الرياضة، وأننا فقط منظرون ومطبلون كبار، أتمنى أن يكون فهمكم جيداً هذه المرة لكي تراجعوا حساباتكم قليلاً، قبل أن يقع الفأس على الرأس مرة أخرى.. وقبل كل ذلك عليكم بصدق النوايا، لأن لكل امرئٍ ما نوى، والابتعاد عن صغائر الأمور، وفتح صفحة جديدة مع من ترونه مناسباً لخدمة وفائدة النادي، وليس مناسباً لكم وحدكم، والتخطيط مع هؤلاء بجدية وصدق من الآن، واعتبروا كل ما فات مات، فقط عليكم أخذ العبرة من دروسه، وبالتالي سيجني النادي ثمار العمل المدروس والصحيح، وإذا لم تسلم الجرة هذه المرة، فسوف تسلم في المرات القادمة في حالة إذا استوعب الجميع مهامهم، وتقبلوا ما يطرح من الآخرين برحابة صدر، لا بغطرسة وغرور.. أخيراً أقول للاعبي السلام الذين ليس لهم ذنب في ما آلت إليه الأمور: ما قصرتم وأتمنى أن تكون قادم الأيام بالنسبة لكم أجمل وأروع مما كان .. هذا والسلام خير ختام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى