المكلا واختفاء الأسماك إلى أين؟

> «الأيام»علي سالم اليزيدي:

> ارتفعت حدة التساؤلات في أوساط المواطنين وكذا دوامة من الحيرة عشية ليلة الرؤية لهلال شهر رمضان المبارك وغرة هذا الشهر، إذ أصبحت معاناة البحث عن الأسماك في أسواق المكلا والشحر وسيئون والغيل وارتفاع أسعار المتوفر منها بشكل جنوني ظاهرة فريدة استقبلها الناس لتضاف لكل همومهم الأخرى وقلقهم أيضاً من أن تستمر طوال هذا الشهر الفضيل ما لم تلجأ السلطات المحلية والجهات المختصة بصيد وتسويق ورقابة الأسماك على طول ساحل حضرموت إلى اجراءات تزيح هذه المعاناة المعيشية والشعبية من انعدام الغذاء الضروري الذي يعتمد عليه السواد الأعظم من السكان في حضرموت وكل المحافظات إذ لم يتوفر وفي نطاق أوسع لكل الناس وخاصة أصحاب الدخل المحدود والأسر وموائد الإفطار المتواضعة، فماهو الحديث الذي ستقدمه السلطة وأجهزتها الخدمية عوضاً وبديلاً عن الأسماك للمواطنين.

وقد شهدت أسواق الأسماك وخصوصاً في مدينة المكلا وضواحيها وما نقلته الروايات من مدن أخرى جفافاً واضحاً في تدفق وبيع الأسماك الطازجة والمجمدة وظهرت أسواق المكلا والشرج والديس وفوة وبويش خالية تماماً إلا فيما ندر ومنذ ما يقرب من ثلاثة أوخمسة أسابيع قبل قدوم شهر رمضان ولإيجاد مخرج سريع أقبل السكان على شراء علب التونة المتوسطة والصغيرة بأنواعها وذات الانتاج المحلي، إلا أن هذا لم يستمر طويلاً فقد توقفت المصانع عن انتاج هذه المعلبات بسبب انعدام سوق التونة ونفدت الكميات من الأسواق وتم تغطية الاسواق من قبل التجار وتجار السوق السوداء على حد سواء بالتونة الخفيفة والمنخفضة الجودة من دول آسيوية وعبر المنافذ البرية وشوهدت علب التونة تباع لأول مرة في المكلا في الشوارع وهي (ماركات) لا نعرفها إلا مع قدوم الشهر الفضيل وفرضتها علينا أزمة الأسماك الراهنة.

ومع أننا من ساحل حضرموت ومعظم خليج عدن ندخل زمن الفتوح ومواسم الصيد للثمد والزينوب والساردين (العيدة) وبنهاية شهر سبتمبر ودخول أكتوبر ونوفمبر وديسمبر يبدأ موسم الساردين ويتبعها الثمد، لأنها طعامه وغذاؤه المفضل، إلا أن المفاجأة هي تدهور بداية هذا الموسم السمكي واختفاء إجابات عن أسئلة رسمية وشعبية حول أسباب ازدياد معاناة الأسماك وما الذي سيفعله المستهلك والموظف وسائق التاكسي وأصحاب المعاشات .

ربما يحتاج الأمر إلى نظرة موضوعية في موازين الحالة التسويقية واستراتيجية صيد وتسويق الأسماك والضغط السكاني وازدياد الطلب، ولكنها ومع هذا لا تفسر أن يأكل الناس التونة الرديئة بدلاً عن أسماك في بحر يلامس بيوتهم والله المستعان أولاً وأخيراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى