عبده سيف..أول من صنع آلة العود الحديث في اليمن

> «الأيام» مختار مقطري:

> نجاح جديد حققه منتدى (الباهيصمي) بالمنصورة يضاف إلى سجل نجاحات فعالياته الأسبوعية باستضافته عصر الخمس الماضي 29/9/2005م صانع الآلات الموسيقية المبدع المتواضع الوالد عبده سيف راشد، في فعالية رائعة حضرها عدد غير قليل من المثقفين والفنانين والمهتمين، التقوا خلالها بشخصية مبدعة ومتميزة ومختلفة، فهو ليس مطربا أو ملحنا وليس بشاعر، ولكن علاقة قوية عمرها أكثر من خمسين عاماً ربطته بهؤلاء من خلال موهبته الفذة في صناعة الآلات الموسيقية وترميمها مثل العود والكمان والقانون والشيلو والكونترباص وغيرها، بالإضافة إلى آلات النقر، ولم يكد الرجل يستوي في مجلسه حتى انهالت عليه الأسئلة من كثير من الحضور، فأجاب عليها إجابات دلت على خبرة وكفاءة واقتدار في الصنعة، ولم تخل من المرح والدعابة وميل شديد للنكتة الجميلة.

وفي إجاباته قال الوالد عبده سيف راشد إنه تعلم النجارة على يد نجارين موهوبين، فشرب الصنعة مع ميل شديد للنحت على الخشب وعشق للموسيقي والطرب جعله قريباً لعدد من الفنانين مثل الجراش ومحمد سعد وسالم علي سالم. ويبدو أنهم حالوا بينه وبين تعلم العزف على العود حين وجدوا فيه مقدرة فائقة على ترميم آلة العود، فدفعوه إلى هذا المجال ليخدم الفن من خلاله، فتعلق الرجل بهذا الفن وحقق فيه نجاحات كبيرة وشهرة واسعة، ولكنه أشار الى أن صناعة الآلات الموسيقية وترميمها ظلا هواية وما زالا، إلى جانب عمله كنجار للأثاث الخشبية، ومن أشهر أعماله الزخارف الخشبية التي صنعها لمسجد ولي الله الصالح العيدروس بكريتر والتهمها حريق ولم يتبق منها سوى الزخارف على منارة المسجد.

فنانون كبار كثر صنع لهم أعواداً فربطته بهم علاقات محبة ومودة صافية، ذكر منهم فضل محمد اللحجي والدباشي وأحمد قاسم ومحمد سعد وخليل محمد خليل وغيرهم.

والراشد يصف نفسه بأنه أول من صنع آلة العود الحديث المعروف اليوم على مستوى اليمن والجزيرة والخليج، فهو قد بدأ بآلة القنبوس ثم تفوق بصناعة آلة العود ووصلت صناعته إلى دول أوربا مثل بريطانيا وفرنسا كهدايا يحملها اليمنيون المقيمون هناك من عدن ويعرف عوده إلى اليوم بالعود العدني، وهو لا يجد فرقاً بين العود الذي يصنعه وبين العود المصري أو العراقي، بل يرى أن العود العدني هو الأفضل من حيث قوة النغمة ووضوحها لأنه مصنوع من خشب سميك وخال من الزخارف كالعود الذي يستخدمه محمد القصبحي في فرقة أم كلثوم، ولكن الرجل يبدو أنه توقف عن صناعة الآلات الموسيقية واكتفى بترميمها وتحديداً آلة العود بسبب انخفاض سعر العود المصري والعراقي، الأمر الذي يجدر بنا معه مناشدة وزارة الثقافة ومكتبها بعدن على تكريم الرجل باستحداث ورشة لصناعة الآلات الموسيقية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة، ليتمكن من خلاله هذا الرجل العظيم من تعليم هذه الصناعة الجميلة لعدد من طلاب المعهد قبل أن تختفي هذه الصنعة وهي فعلاً قد أوشكت على الاختفاء.

وعبده سيف راشد ظل منذ شبابه - كما قال- يحلم بصناعة مجسم من الخشب لمدينة الشيخ عثمان القديمة، فهو من أبنائها ومن أبناء (حافة الصباغين) تحديداً، ولم يحقق حلمه بعد لقلة الإمكانيات وافتقاره لوسائل العمل الضرورية.. فهل تساعده الجهات المعنية على تحقيق حلمه هذا.. نتمنى ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى