الصحافة الالكترونية

> «الأيام» عبدالرحمن عبدالخالق:

> ماهي الصحافة الكترونية؟الصحافة الإلكترونية، هي منشور الكتروني دوري ، أي أنها تعتمد تقنيات الحاسبات وبرامج النشر الإلكتروني، على أن يحتوي هذا المنشور، على الأحداث الجارية سواء المرتبطة بموضوعات عامة أو بموضوعات ذات طبيعة خاصة ، ويتم قراءتها من خلال جهاز الكمبيوتر وغالباً ما تكون متاحة عبر الإنترنت. 1

البحوث والدراسات الخاصة بالصحافة الالكترونية العربية المتوافرة تضع مواقع الصحف المطبوعة أو الورقية على شبكة الانترنت، أو ما يمكن أن تسمى بالنسخ الالكترونية لهذه الصحف، في عداد الصحافة الالكترونية- وإن كنت أرى تواضعاً - أن الصحافة الالكترونية من الصحافة الورقية، وقد بدأ هذا النوع من الصحافة الالكترونية في الأول من يناير 2000 بصدور صحيفة «الجريدة» في أبوظبي وباب (السعودية) وإسلام أون لاين (مصر) وصدرت بعدها عدة صحف الكترونية أخرى ، يبقى أهمها : صحيفة «إيلاف» الإخبارية المتنوعة التي انطلقت في 21 مايو 2001م وهناك أيضاً «المحيط» و«جهينة» في شبكة «عجيب».

وعلى المستوى اليمني هناك تجارب ريادية مبشرة مثل:«المؤتمرنت» و«الوحدوي نت» و«الصحوة نت» وموقع «نيوز الإخباري» «ورأي نت» وموقع «المشكاة http://www.almishkah.net» عن الشبكة العالمية للمعلومات . مع ما يشوب هذه التجارب من نواقص ، خاصة أن جل الصحف اليمنية اليومية الالكترونية، إن لم تكن كلها ، تكاد تكون صورة طبق الأصل من الصحيفة الورقية ، فرئاسة تحرير الصحيفة وهيئة التحرير لا يعرفون في الغالب من أمر النسخة الاليكترونية شيئاً، حيث يعهد بها إلى فنيين ليقوموا ببعض المعالجات الكترونية.

على عكس حال الحصافة الالكترونية، التي تمر بكل مراحها اليكترونيا ، من أولى حلقاتها حتى ما يسمى بالتوزيع بالنسبة للصحافة. الورقية أي إيصالها إلى يد القارئ، مع ما يمكن أن يدخل على الصحيفة الكترونية في العدد اليومي من مواد إخبارية جديدة مجاراة لما يستجد.

وهو ما يعني أن الصحف الإكترونية العربية المتوافرة عبر الانترنت تعتمد في بثها للمادة الصحافية على ثلاثة تقنيات، تقنية العرض كصورة ، وتقنية بي دي إف، وثقنية النصوص وتختلف هذه التقنيات فيما بينها على مستوى عرض وتخزين المادة الصحافية ولكنها تجتمع في عدم إمكانية البحث والاسترجاع الآلي لمعلومات معينة من الطبعات اليومية الجارية أو من الطبعات السابقة المتوافرة آلياً الا في حالات محددة وبذلك فإن الصحيفة اليومية الإلكترونية العربية وإن دخلت ميدان الصحافة الإلكترونية إلا أنها لا تزال تفتقر إلى كثير من المزايا التي تتصف بها الصحيفة الإلكترونية.2

ونجدها - هنا - فرصة لنثني على التطور النوعي الذي شهده الموقع الكتروني لـدار «الأيام» للنشر الصحفيwww.al-ayyam.info) (شكلاً ومضموناً، خاصة انتقالها من تقنية بي دي إف، التي تحمل تعقيدات جمة بالنسبة لمتصفح الموقع، واعتمادها على تقنية النصوص الأكثر تطورا، وتوسيع حجم الموقع، مما مكن الصحيفة من وضع أرشيفاً اليكترونيا لها تحت يدي المتصفح المتابع فضلاً عن استحداث باب المنتدى ، وهو من الأبواب الهامة في كثير من المواقع ، وهو في الوقت الذي يعد نافذة للحوار، وتواصلا خلاقاً مع الصحيفة /الموقع، من خلال إبداء الرأي حول ما ينشر، والتحاور المباشر مع المحررين والكتاب، يعد في الوقت ذاته بمثابة رجع صدى ، وهو ما يمكن اعتباره مؤشراً لتطور لاحق للصحيفة والمواقع في آن.

ظهور الصحافة العربية على الانترنت
تشير الإحصاءات إلى أن عدد مستخدمي الانتزنيت في الدول العربية يعد ضعيفاً إذا لا يتجاوز 4% من السكان، فيما تصل هذه النسبة الى 27% في الدول المتقدمة كما لا يتعدى عدد المواقع العربية نسبة 7% من المواقع على شبكة الانترنيت.

وان كان قد تم الإعلان عن توافر الصحف اليومية آليا بواسطة الاتصال الفوري المباشر online) ( من خلال صحيفتي «واشنطن بوست» و«لوس انجلوس تايمز» اللتين كانتا متوافرتين مع مواد صحفية أخرى منتقاة من عدد من الصحف الأمريكية عبر خدمة معروفة بـ «خدمة واشنطن بوست ولوس انجلوس تايمز» فإن أول صحيفة عربية يومية ظهرت على شبكة الانترنت، هي صحيفة «الشرق الأوسط» كان ذلك في سبتمبر 1995م ، وكان ظهورها في أول الأمر علي شكل صور عبر شبكة الانترنيت، أما الصحيفة العربية الثانية التي توافرت على الانترنيت، فكانت صحيفة «النهار»، التي أصدرت أول طبعة الكترونية يومية خاصة بها، في الأول من فبراير 1996م فتلتها صحيفة «الحياة» في الأول من يونيو 1996م فصحيفة «السفير» اللبنانية اليومية ، في نهاية العام نفسه.

وبالعودة إلى الصحف العربية اليومية المتوافرة على الانترنت، سنجد البعض منها لا يلتزم بمواقيت محددة للنشر، كما سنجد عدداً قليلاً من هذه الصحف هي التي توفر للمستفيدين البحث في نصوص الأعداد السابقة للصحيفة، أو الحصول على معلومات مخزنة اليكترونيا، ضمن أرشيف الكتروني كما أن الصحف العربية المتوافرة علي انترنت، لا تحتوي على مواد صحافة غير منشورة في النسخة المطبوعة وبالتالي، فإن الصحيفة العربية المتوافرة علي انترنت لا يمكن أن تقدم سبقا صحافيا على دوامها المطبوع، ومعظم هذه الصحف لا تعتمد الوسائط المتعددة في تدعيم الخبر، ما عدا تقديم الصورة الثابتة من المواضيع الصحافية في عدد من هذه الصحف 3.

الصحافة الالكترونية والصحافة الورقية
القول بصحافة الكترونية، يعني القول بصحافة غير الكترونية وهي ما اصطلح على تسميتها بالصحافة الورقية، والثورة الرقمية التي أتت بالصحافة الكترونية من القوة والشمول، ما وضع سؤال «مستقبل الصحافة الورقية» على الطاولة وأعطى له مشروعيته.

إن سؤال الإلغاء غير وارد هنا ، وهو ماتؤكده التجربة الانسانية العامة، والحقائق العلمية، على الأقل على المدى المنظور ، بل يمكن أن نحيل موضوع العلاقة بين الصحافة الالكترونية والورقية إلى عنصري المنافسة والتكامل كما قال بها عامر عبدالمنعم رئيس تحرير جريدة «الشعب» الكترونية في ورقته «الصحافة الاكترونية تفرض وجودها» المقدمة إلى «مؤتمر الصحافة الالكترونية والورقية صراع أم تكامل؟!» الذي نظمته «وحدة الصحافة الاليكترونية» بنقابة الصحفيين المصرية في 9 أغسطس 2004م . والذي يعزو فيها صعوبة أن تحل الصحافة الإلكترونية بديلاً عن الصحافة المطبوعة إلى أن المواطن العربي يثق أكثر في الخبر المنشور في صحيفة ورقية حتى ولو كانت محدودة التوزيع.

وأرجعت الورقة التحدي الذي يواجه الصحافة الالكترونية إلى انعدام المصداقية، حيث تعد المواقع التي اثبتت نجاحاً حتى الآن هي تلك التي تمثل نوافذ لصحف أو مؤسسات إعلامية قائمة ومشهورة أو تلك التي تقف خلفها هىئات أو شخصيات معروفة، اما تلك تصدر اليكترونيا ولا يعرف أصحابها لا تحظى بثقة الكثيرين حتى وإن كانت تقدم خدمة جيدة.

وان كان هذا التحدي مردود عليه من خلال مستوى التعامل مع المواقع والصحف الرفيعة على هذه الشبكة المعلوماتية الدولية.

إن التحديات الكبيرة التي تواجه الصحافة الورقية اليوم لا يدعوها لكي تنظر إلى التخلي عن موقعها، بل في البحث عن أساليب وطرائق جديدة تجعلها أهلاً للتنافس مع هذا الاخطبوط المسمى انترنت متعدد الوسائط وخيراً عملت الصحافة الورقية، بإيجاد مواقع لها على شبكة الانترنت، مع ضرورة تطوير هذه المواقع، ودخولها أيضاً مجال البث الفضائي كما هو حاصل بالنسبة لصحيفة «الحياة » BBC.

وما يؤكد أيضاً على العلاقة التكاملية بين الالكتروني والورقي ، هو ذلك الابتكار الالكتروني الجديد الذي أعلنت شركة «آي إنك» بدء التعامل به من خلال إنتاج كتب الكترونية بشكل مختلف مع مطلع العام القادم، حيث تعرض هذه الشركة نوعاً جديداً من الورق يمكن أن يتيح إنتاج كتاب الكتروني يدمج مزايا الكتاب الورقي ومزايا الكتاب الالكتروني. والورق الجديد عبارة عن شاشة كمبيوتر مرئية ودقيقة تشبه إلى حد كبير الورق العادي من حيث المظهر، إذ يبلغ سمك هذه الشاشة مقدار ثلاثة أوراق عادية فقط ، وبها مزايا عديدة.

مواضيع جديرة بالاهتمام:
الأمر الاولى: ونحن نجد أنفسنا اليوم ، وجهاً لوجه مع أحدث التقنيات الإعلامية والمعلوماتية، المتمثلة بالكمبيوتر والانترنت باستخداماته المختلفة وأهمها النشر الالكتروني، ما أحوجنا إلى توجيه الدعوة إلى ضرورة أن تبدأ صحفنا بالتعامل مع الحاسوب الشخصي، ومع الانترنت في العملية الصحفية اليومية (التحرير تحديداً) فاستخدامات هذه التقنية تتعدد في العملية التحريرية، إذ يتمكن الصحفي عبرها من نقل الأخبار والاستطلاعات واللقاءات مباشرة من مواقعها ، ما يوفر على الصحفي والصحيفة كثيرا من الجهود، كما يمكن الصحفي من العمل من البيت مباشرة فيصبح بذلك مستوى الأداء مرتبط بما يقدمه الصحفي لصحيفته من مواد، والمستوى المهني لها ، وليس عملية الحضور من عدمه التي تستهلك من الصحفي والصحيفة جهداً كبيراً ومضنياً.

الأمر الثاني:مع تزايد الصحف الالكترونية، واستخدام الانترنت، يتوجب البدء بوضع هيكلية تنظيمية وقانونية للصحفيين العاملين في مجال الصحافة الالكترونية والبدء بتأهيل هؤلاء الصحفيين، والصحفيين إجمالاً على التعامل مع الكمبيوتر والانترنت من خلال تنظيم الدورات التدريبية، وتوفير أجهزة الحاسوب الشخصي لهم، إما كعهدة من صحفهم، أو من خلال توفيرها لهم بأسعار مخفضة وبالتقسيط.

1) عد إلى نجوى فهمي ، تجربة الصحافة الإلكترونية المصرية والعربية وافق المستقبل، القاهرة، المجلة العلمية لبحوث الإعلام، العدد الرابع، ديسمبر 1998م .

2) المنتدى الدولي للمجلس الأعلى للغة العربية «اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات» الجزائر 28/29 ديسمبور 2005 WWW.PROCOM.dz، موقع على الانترنت.

3) انظر عماد بشير، الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي، مستقبل الثورة الرقمية، العرب والتحدي القادم، نخبة من الكتاب ، كتاب «العربي» 55/15 يناير 2004م .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى