الأنوار البهية لنظرية الاستراتيجيةم

> أحمد سالم قطن:

>
أحمد سالم قطن
أحمد سالم قطن
للساخر الايرلندي (جورج برناردشو) كتاب طريف يحمل عنوان (دليل المرأة الذكية لفهم الاشتراكية) إذ من المعروف عن هذا الكاتب الشهير أنه تعلق دهراً، كغيره من كتاب ومفكري النصف الأول من القرن العشرين، بقضية الاشتراكية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وعندنا هذه الأيام كثر الحديث عن نظرية جديدة أسموها بالاستراتيجية، ولأن موضوعها يتعلق بأجور الناس ومرتباتهم فقد تنامى الحديث عنها في الجهر والأسرار، من المقايل والمبارز والأسمار إلى أن دخل المنازل والديار، فسمع بها الصغار واحتار في أمرها الكبار ودب بينهم الشجار.

يقول بعض المطلعين ممن يعرفون كيف تخرج الشعرة من العجين، إن هذه المسماة بالاستراتيجية ملأى بالعيوب العصية، وأن تطبيقها يحتاج إلى أياد عبقرية ترسم بالروية وحكمها من هنية إلى هنية، وإنها هداها الله لم تراع الأسبقية وتجحف الأحقية في المرتب والماهية.

أما الخبراء في المسائل الزئبقية، فقد اختلفوا في الدرجات بين الفهرنهايت والمئوية، واخترعوا من اللوازم والشروط واللوائح والبنود ما لم تحمله الوفود إلى سلطان الدولة العلية إبان ما عُرف في التاريخ بالمسألة الشرقية. ولأن الموظف المسكين وبعد أن ذبحته الجرعات بلا سكين، أضحى فاغراً فاه ينتظر التسكين، أضافوا إلى اللجنة الأولى لجنتين، لتتفحص إحداهما الملفات ولتفحص الأخرى أضراسه الخلفية فلعله قد بلغ أحد الأجلين.

ولأننا نعيش في عصر المعلوماتية فقد سخروا للاستراتيجية عشرات الأجهزة الحاسوبية. واحد للجمع وآخر للطرح وثالث للحروف الأبجدية، الأول تجمد بسبب خطأ في أرقامه السرية، والثاني تعطل بسبب انقطاع الطاقة الكهربائية، أما الثالث فلا علم لي بحالته الصحية.

ولأن المثل يقول الفتيت عالجوعان يبطي، كما يقول المثل الآخر الغريب له بشاشه.. ينتظر الكثيرون باللمحات الذكية ما تسفر عنه الأنوار البهية لنظرية الاستراتيجية في تحقيق العدالة الاجتماعية بالعدل بين الرعية والقسمة بالسوية!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى