المسحراتي غاب عن شوارع بغداد وأجواء الخوف طغت

> بغداد «الأيام» كمال طه:

> غاب هذه السنة عن شوارع بغداد المسحراتي الذي كان يطوف بين البيوت ليوقظ الناس بسبب حظر التجول الليلي، فيما امتنع الاهالي عن السهر وتبادل الزيارات وإقامة الشعائر الدينية كما العادة في رمضان خوفا من التفجيرات. ويقول المسحراتي حسون كريم (50 عاما) انه ترك مجبرا هذه المهنة المحببة الى قلبه والتي انتقلت إليه أبا عن جد بسبب حظر التجوال الذي يبدأ منتصف الليل لغاية الساعة الخامسة فجرا، أي بعد أذان الفجر. ويضيف "درست الامر بعناية وقلت في نفسي ايهما افضل ان أكون آمنا بين أطفالي الـ 12 أو ان اجازف وتقتلني رصاصة طائشة أو حفنة من المجرمين في وسط أحد الشوارع". ويتابع "عملت في هذه المهنة منذ كنت صغيرا مع والدي واليوم أرى نفسي مجبرا لا مخيرا أن اتركها". وكان المسحراتي يطوف بين البيوت ليوقظ الناس قبيل اذان الفجر يضرب على الطبلة ويردد "قم يا نائم وحد الدائم" أو "سحور يا عباد الله" وأحيانا ينادي اهل الحي كل باسمه مقابل أجر رمزي يجودون به عليه في أول ايام عيد الفطر. وكانت الحكومة العراقية فرضت للمرة الأولى حالة الطوارىء في البلاد في السابع من نوفمبر من العام الماضي عشية عملية اجتياح مدينة الفلوجة. وخلافا لما درج عليه العراقيون من الاحتفال برمضان في ظل اجواء تتميز بالسهر وممارسة الألعاب الشعبية وتبادل الزيارات وإقامة الشعائر الدينية تطغى هذا العام اجواء الخوف من التفجيرات بالسيارات المفخخة. وجاء رمضان هذا العام حزينا على بغداد وليلها موحش ومظلم. وانطفأت المصابيح الملونة التي كانت تضاء بالقرب من المساجد التي كانت تغص بالمصلين فيما أبواب مسارحها ودور السينما ومقاهيها ومطاعمها موصدة. وغابت عن سهرات رمضان الألعاب الشعبية كلعبة المحيبس الشهيرة التي كانت تمارس حتى ساعة متأخرة من الليل بين أبناء الاحياء الشعبية في المقاهي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى