بن عبيدالله السقاف..في جامعة عدن

> «الأيام» د. هشام محسن السقاف:

> كدأبه مركز البحوث والدراسات بجامعة عدن برئاسة الأستاذ الدكتور جعفر ظفاري، في اختيار قضايا جدل ذات قيمة تاريخية وتراثية، تتسم في كثير من الاحيان بعلمية رجل المركز الأول، وبحثه عن الجديد المخبوء في حشو الكلام الكثير الذي يطبع بل ويدمغ تاريخية الاحداث والوقائع والشخوص، لنخرج بحصيلة واقعية منطقية تعيد للتاريخ اعتباره بأدوات المنهج العلمي واشتراطاته، ليثمر ذلك المركز بذلك الرجل ومن معه، وبجهودهم المتفانية المخلصة، في ظل شحة المتاح، ثمرة علمية تفيد الدارسين والباحثين وتدفع بواقع البحث العلمي في الجامعة إلى مواقعه التي يجب أن يكون فيها.

كدأبه أقول.. افتتح المركز جهده العلمي - البحثي الموصول، برنامج الملتقى البحثي الدائر حول (بن عبيدالله السقاف) في الأول من أكتوبر الحالي، لتتناول المطارحات في يوم حافل الجوانب المتعددة من حياة وفكر ونشاط السقاف عبدالرحمن بن عبيدالله، كانت مبوبة على النحو التالي:

نبذة عن حياة بن عبيدالله السقاف: قدمها حسين حسن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف.

عن حياة بن عبيدالله السقاف: القاضي إسماعيل الاكوع.

أول رواية شعرية فكاهية لابن عبيدالله السقاف: جعفر محمد السقاف.

شعر بن عبيدالله السقاف: د. عبدالمطلب جبر.

بن عبيدالله السقاف شاعراً: علي أحمد بارجاء.

موقف السقاف من الحركة الإرشادية: محمد عبدالله علوي السقاف.

موقف بن عبيدالله السقاف تجاه الوجود البريطاني في حضرموت: د. مسعود عمشوش.

البلدان والقبائل في النسبة إلى المواضع لبامخرمة وإدام القوت في ذكر بلدان حضرموت للسقاف (دراسة تقابلية: د. محمد صالح بلعفير)

بن عبيدالله السقاف والتقليد: عبدالرحمن عبدالله السقاف.

ولأن فاتحة القول الجميل قبل الإنصات للمطارحات وكما تعودنا عاماً فعاماً في ندوات المركز الحولية، هي استدراج للحوادث التاريخية بلغة علامة مبجل، تذهب للشك للوصول إلى اليقين التام أو حتى ملامسته، فقد فاتني الحضور هذا العام في هذه الندوة، وبالتالي الانصات بانتباه لكلمات راعي المركز والندوة الأستاذ الكبير جعفر ظفاري، لكن لم يفتني سرد لمحات عن حياة العلامة بن عبيدالله السقاف عبر هذه الصحيفة الغراء كما خطتها يراع حفيد من أحفاده الأخ حسين حسن بن عبيدالله السقاف مدير عام المركز الوطني للوثائق فرع حضرموت تعميماً للفائدة، مع تقدير موصول لمركز الدراسات والبحوث في جامعة عدن على هذا الجهد العلمي الرصين الذي أماط اللثام عن علم من أعلامنا البارزين، عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف:

نبذة عن ابن عبيداللاه

هوالزعيم والمصلح والشاعر والأديب والمؤرخ مفتي الديار الحضرمية عبدالرحمن بن عبيداللاه بن محسن بن علوي السقاف، مولده في ضاحية علم بدر بمدينة سيئون في 27 شعبان 1299هـ، نشأ نشأة صالحة في كنف أسرته وهي إحدى الأسر المرموقة المشهورة بالعلم والتي ظهر منها علماء كبار وأعلام أفذاذ فوالده العابد الصالح وجده الزعيم المصلح محسن بن علوي الرجل الذي ملأت شهرته ربوع حضرموت، ولابن عبيداللاه مواقف سياسية واجتماعية مشهورة الى جانب زعامته الروحية وقد رزقه الله عقلاً صافياً وفكراً نيراً وقريحة وقادة، وقد كان سريع الاستحضار والبديهة ولا يخشى في الله لومة لائم، ومصنفاته التي نذكر بعضاً منها خير شاهد على ذلك، وأهمها:

1- صوب الركام في تحقيق الأحكام (فقه).

2- العود الهندي في نقد ديوان الكندي (نقد لديوان المتنبي).

3- إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (معجم بلداني).

4- بلابل التغريد في علم التجريد (في الحديث).

5- بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت (تاريخ).

6- حاشية على كتاب فتح الجواد (فقه).

7- الإسلام المفترى عليه.

8- السيف الحاد لقطع الإلحاد.

9- ديوان شعر 3 اجزاء.

10- النقد الذوقي في الجواب على ابيات شوقي.

وغيرها الكثير من المؤلفات والرسائل في مختلف العلوم وجميعها تعد من أروع المصنفات في موضوعها وهي من ذخائر المكتبة العربية والإسلامية التي تتجاوز حدود الجغرافيا.

كانت لابن عبيداللاه اتصالات مباشرة ووثيقة بالعديد من قادة وزعماء عصره في البلاد العربية والإسلامية وقد كانت له جهود سياسية جبارة لتوحيد اليمن والتخلص من الوجود الاستعماري في الجنوب بالتنسيق مع الشيخ أحمد الحضراني، وقد ذكر جزءا من ذلك مؤخراً الاستاذ ابراهيم احمد الحضراني في صحيفة «الثقافية» الصادرة في 2/5/2002م وقد كان الشيخ الحضراني عالماً وشاعراً وشجاعاً حيث انه قد أسقط طائرة بريطانية ببندقيته من على صهوة خيله.

لقد استطاع ابن عبيدالله ان يوحد قبائل حضرموت وشبوة وغيرها لفكرته هذه حتى تعرض للنفي من قبل الانجليز، وقد سافر إلى بعض دول افريقيا وآسيا وزار اندونيسيا ساعياً لرأب الصدع الذي أحدثه الاستعمار الهولندي بين أبناء المسلمين العرب هناك، وله دور بارز في حقن دماء المسلمين وجمع كلمتهم في أكثر من موطن من البلاد الإسلامية، حتى ان المرحوم الملك عبدالعزيز قد تأثر به واراد ان يكرمه فقال له ابن عبيداللاه: «إن لي طلبا قد يصعب عليك تلبيته».

فقال عبدالعزيز: «طلبكم مجاب بقدر ما نستطيع»، فوصف ابن عبيداللاه حالة اهل التهائم اليمنية جراء حملة الأمير فيصل بن عبدالعزيز فسرعان ما أرسل الملك عبدالعزيز برقية لابنه الأمير فيصل يأمره بالعودة إلى الديار عاجلاً، فأجاب فيصل في رده :

«لأن انتحر خير لي من الرجوع إلى الحجاز وأنا احقق لمملكتي هذه الانتصارات» فرد عليه الملك عبدالعزيز: «لأن انتحرت فانت احد أبناء عبدالعزيز الذين ينيفون على الأربعين، ودماء المسلمين أحق بأن تحقن» .

لقد كانت جامعة عدن سباقة الى نشر ذخائر هذا العلم البارز في تاريخ أمتنا إذ بادرت الجامعة الى جمع أعداد صحيفة «العرب» الصادرة في الرياض بالمملكة العربية السعودية حيث كان رئيس تحريرها الأديب الشيخ حمد الجاسر ينشر كتاب (إدام القوت) لابن عبيداللاه وعلى مدار سنوات عديدة.

أرجو أن تكون محاور الندوة هذه مفتاحاً للغور في شخصية هذا العلم والانتهال من ذخائره وأن تأخذ جامعة عدن على عاتقها طباعة ونشر هذا التراث.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى