حصيلة قتلى زلزال باكستان قد تتجاوز 30 ألف شخص

> مظفر اباد «الأيام» ذو الفقار علي:

>
احد قتلى الزلزال تحت الانقاض في بلدة بلاكوت في شمال شرق باكستان
احد قتلى الزلزال تحت الانقاض في بلدة بلاكوت في شمال شرق باكستان
استمر عمال الإنقاذ في البحث بلا كلل عن ناجين بين أنقاض البلدات والقرى المدمرة أمس الأحد بعد أن خلف زلزال قوي أكثر من 20 ألف قتيل في شمال باكستان والهند..بينما قال مسؤولون باكستانيون ان عدد قتلى الزلزال في كشمير الباكستانية وحدها قد يتعدى الثلاثين الفا.

وفي باكستان الأكثر تضررا لا يزال مئات الأطفال محاصرين تحت مباني المدارس المنهارة بعد مرور أكثر من 24 ساعة على وقوع الزلزال فيما دفن نحو 150 شخصا بينهم أجانب تحت مبنيين سكنيين في العاصمة إسلام أباد.

واستخدمت فرق الانقاذ ومواطنون عاديون الرافعات والمعدات او ايديهم في بحث دؤوب عن احياء محاصرين تحت الانقاض.

وشكا بعضهم من قلة المساعدات من السلطات المركزية بسبب عدم كفاية مواردها لمواجهة الكارثة.

وقال الرئيس الباكستاني برويز مشرف إن هناك صعوبات في الوصول إلى المناطق النائية.

وشكر مشرف الدول الأجنبية لتعاطفها ولكنه قال إن ما تحتاجه باكستان أكثر من ذلك وهو الأغطية والخيام وطائرات هليكوبتر للنقل وأدوية.

لكن رئيس الوزراء شوكت عزيز قال ان بلاده تحتاج أيضا لمساعدات مالية.

واضاف عقب جولة فوق المنطقة المنكوبة "كان ذلك زلزالا هائلا..

كارثة كبرى.. تسببت في دمار هائل."

وحصلت باكستان على تعهدات بتقديم مساعدات من جميع أنحاء العالم في غضون ساعات من وقوع الكارثة وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الجهود "تسابق الزمن".

ووقع مركز الزلزال وهو اعنف زلزال يضرب جنوب آسيا خلال قرن من الزمن في الجبال التي تغطيها الغابات في كشمير الباكستانية بالقرب من الحدود مع الهند وضرب بعنف مناطق كبيرة من شمال باكستان إلى جانب مناطق من دولتي أفغانستان والهند المجاورتين.

وقال وزير الداخلية الباكستاني أفتاب أحمد خان شرباو إن نحو 19400 شخص لاقوا حتفهم وأصيب أكثر من 42 ألفا في البلاد.

وكان الشطر الباكستاني من إقليم كشمير وعاصمته مظفر اباد أكثر المناطق المنكوبة تضررا.

ولكن وزير الاتصالات في حكومة الشطر الباكستاني من كشمير طارق فاروق قال إن حصيلة القتلى هناك فقط قد تصل إلى 30 ألفا.

وفي مظفر أباد انهارت معظم المنازل والمباني الحكومية والمتاجر وأمضى السكان الخائفون ليلة قارسة البرودة في الحقول ومواقف السيارات والمقابر والسيارات.

ولقي نحو 689 آخرين حتفهم في الشطر الهندي من كشمير حيث دفنت العديد من المنازل الطينية والحجرية بسبب الانهيارات الأرضية.

وكان بين القتلى عشرات النشطاء التابعين لجمعية خيرية اسلامية مرتبطة بجماعة عسكر طيبة وهي جماعة باكستانية متشددة محظورة تقاتل ضد الحكم الهندي لكشمير.

ويلقى اللوم على الجماعة في الهجوم على البرلمان الهندي في عام 2001 وهو الحادث الذي جعل الهند وباكستان وقتها على شفا الحرب.

وقالت الجماعة ان بعض المساجد والمدارس والمستشفيات التابعة لها دمرت بسبب الزلزال.

ووصف الميجر جنرال شوكت سلطان المتحدث باسم الجيش الباكستاني الدمار بأنه الأسوأ في تاريخ باكستان.

وقال سلطان "هناك الكثير من القرى التي محيت من على سطح الارض." ووسط مشاعر امتزج فيها الأمل بالهلع أخذ آباء يبحثون بأيديهم وبالمعاول عن أبنائهم بين أكثر من 850 طفلا انهارت عليهم مدرستان بسبب الزلزال في شمال باكستان.

واختلطت اصوات الاطفال المحتجزين المذعورين بعويل الآباء وصراخهم وهم يبحثون جاهدين بين أنقاض المدرستين في وادي بالاكوت في جبال الاقليم الحدودي الشمالي الغربي على الحدود الأفغانية.

ومن بين حطام مدرسة حكومية قال سكان ان هناك نحو 200 طفل محاصرين وسط انقاضها انطلق صوت واهن من صبي أخذ يردد مرارا وتكرارا "انقذوني..

اتصلوا بأمي..

اتصلوا بأبي." أما امه فأخذت تصرخ "اخرجوا ابني..

اخرجوا ابني" وهي تضرب بيدها على صدرها بينما استخرج آباء واقارب آخرون جثث اربعة اطفال ليرتفع عدد الجثث التي تم انتشالها صباح أمس الاحد الى ثماني.

ودعا البابا بنديكت السادس عشر المجتمع الدولي أمس الاحد للتحرك على نحو يتسم بالسرعة والسخاء.

وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل ثماني طائرات هليكوبتر عسكرية لتوصيل الاغاثة الطارئة إلى التجمعات المتضررة الى جانب طائرتي نقل من طراز سي-130 محملتين بالأغطية والخيام وامدادات أخرى.

وعرض البنك الدولي تقديم 20 مليون دولار فيما رصد الاتحاد الاوروبي 4.4 مليون دولار بصفة مبدئية وقالت الصين انها ستتبرع بنحو 6.2 مليون دولار نقدا الى جانب مواد اغاثة.

وقالت تركيا انها أرسلت طائرتين عسكريتين الى باكستان تحملان مساعدات وأطباء وعمال انقاذ لمساعدة الضحايا.

وفي بادرة على التخفيف من حدة التوتر اتصل رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بمشرف وعرض عليه المساعدة.

وتعطلت جهود الإغاثة بسبب التوابع المتتالية مما أثار هلع الناجين الذين يواجه الكثير منهم مستقبلا قاتما بسبب عدم توفر الغذاء والمأوى.

وقالت كريس شموتر وهي طبيبة تعمل مع وكالة الإغاثة الالمانية في بالاكوت حيث تعرض الكثير من النساء والاطفال لاصابات "شاركت في مساعدة اللاجئين على مدى الأعوام السبعة عشر الأخيرة ولكنني مصدومة لأني لم أر دمارا بهذا الحجم." واحصى مراسل رويترز 105 جثث على الطريق المؤدي الى البلدة والذي يبلغ طوله ثمانية كيلومترات.

ووضع بعض اقارب القتلى جثثهم على جانب الطريق أملا في المساعدة في دفنها بينما حملت جثث اخرى على محفات تقليدية من الحبال.

وحمل صبي اخته الصغرى التي ربما لا يتجاوز عمرها اربعة او خمسة اعوام وقد انسلخ الجلد عن وجهها وجانب من جسدها بفعل صخرة كبيرة سوت منزلهما بالارض.

ولم يكن يعرف ما يجب عليه ان يفعله.

قال "لا توجد ضمادات ولا اي شيء بالمرة... لا يوجد اطباء ولا شيء.

الى اين يجب ان نذهب؟" وانتظر أقارب واصدقاء المفقودين في مبان سكنية في مارجالا تاوارز في اسلام اباد التي يسكنها أجانب وباكستانيون من الطبقة الوسطى فيما كان عمال الانقاذ يبحثون بين الحطام.

وقال مشرف إن نحو 35 جثة انتشلت من الشقق وأن 80 شخصا انقذوا ولكن لا يزال نحو 150 آخرين تحت الأنقاض.

وبين القتلى يابانيان ومصري ولكن عمال الانقاذ عثروا على امرأة مدفونة أمس مما زاد من آمال العثور على آخرين.

وقال البريجادير عبد الجهور "إنه لأمر رهيب.إنني أنتظر معجزة.

شقيقي وعائلته كلها هناك."

شارك في التغطية زيشان حيدر وسوزانا كوستر. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى