المحطة الأخـيرة..يوم الصحة العقلية العالمي

> د. معن عبدالباري قاسم:

> إن فكرة اختيار يوم في السنة لحشد حملة واسعة لمختلف قطاعات ومؤسسات المجتمع المحلي أو العالمي حول قضية معينة إنما تهدف إلى لفت الانتباه لتقديم مختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي لها. من هذا المنطلق جاءت مبادرة الاتحاد العالمي للصحة النفسية(WFMH) ولو متأخرة (1992) لاختيار يوم 10 أكتوبر يوماً عالمياً للصحة النفسية.

إن شدة الوصمة الاجتماعية من مفهوم العيب، العار والسخرية دوماً ما تطال كل شيء يرتبط الحديث عنه بالصحة العقلية: من المريض العقلي مروراً بالمشتغلين بالمهنة وحتى المشاريع والبرامج، وهذه مشكلة ليست في اليمن، ولكن في العالم كله.

إن قراءة في تقارير منظمة الصحة العالمية التي كرست احتفاليتها السنوية بالعام 2001م للصحة العقلية تشير إلى حجم التدني الكبير لاستحقاق قطاع الصحة العقلية، وهو ما دفعها إلى حث دول العالم على إعطاء هذا القطاع مزيداً من الاهتمام والرعاية.

فالتقارير تشير إلى أن هناك قرابة 450 مليون شخص في العالم يعانون الاضطرابات السلوكية والانفعالية وأنه في كل أسرة من أربع أسر يوجد عضو واحد على الأقل مصاب باضطراب نفسي، وتقع على كاهل تلك الأسر كامل المسؤولية في تحمل الرعاية التي في معظم الأحوال تخفق في إنجازها. كما تقدر آخر دراسة(WHO-2004) بأن 33% من السنوات التي يعيشها الناس في حالة العجز تعود إلى اضطرابات نفسية وعصبية ويكون لانتشار الاكتئاب نصيب الأسد فيها، حيث تتراوح ما بين 3% -10% بين عامة السكان وتكون نسبته الأعلى بين الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

إن وضع الصحة العقلية في بلادنا العربية، واليمن منها، لا يحسد عليه.

فرغم غياب البيانات الإحصائية الرسمية إلا أن التقديرات العالمية تشير إلى أن 30% من السكان يعانون اضطرابات نفسية، وهذا يعني أن هناك أربعة مليون مواطن يمني من أصل 20 مليون بحاجة للمساعدة النفسية فيما يعانون من مشكلات معظمها غير مشخصة أو أنها غير مدركة على المستوى الفردي أو المجتمعي.

وبهذه المناسبة فإن واجب الاختصاص والضمير الإنساني يملي علينا قرع الأجراس والتذكير بضرورة الاهتمام بقضايا الصحة النفسية ليس من منظور صحي، ولكن كحقوق إنسانية وقيم أخلاقية، خصوصاً ونحن في هذا الشهر الفضيل .. ورمضان كريم وكل عام والجميع بخير.

رئيس الجمعية اليمنية للصحة النفسية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى