ابوبكر سالم بلفقيه شاعر قبل الطرب

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

> يقترب منا الفنان والمطرب والمغني أبوبكر سالم بلفقيه ويعرفه معظمنا تقريباً كفنان مطرب، ويعلم البعض أنه يقول الشعر وكما قال هو عن نفسه ذات مرة تواضعاً: أنا شويعر. ولحياة هذا الفنان والمثقف واللغوي والناقد الأدبي والفني أيضاً صورة من حياته لم يقدمها لنا عالمه إلا كفنان وهكذا درجنا على علاقتنا به، وكل عشاق أغانيه والحانه وفنه ومدرسته عموماً. وربما هو اراد أن يقسو على نفسه ويظلم حقوقه وهو معروف عنه التواضع وعدم الإبهار بإظهار امكاناته الأدبية وثقافته الشعبية عن واقعه وسيرة قومه وبلدته والوان الحياة وعلاقاته، وبخفض درجة التباهي بقدراته الثقافية ولكنه لا يخفيها في مقابلاته وقول العربي الفصيح والمساجلات ووقائع دللت على عمق فكر هذا الفنان وهذا ما صبغ فنه بثقافة اوصلت الكلمة إلى مراتب فنية وغنائية عند بلفقيه ميزته عن سواه من الفنانين في سنه ومسيرته وجيله.

وشاعرية أبوبكر سالم بلفقيه هي امتداد لأجواء ثقافية رفيعة وتراثية وحضارية ومتمدنة هي تلك التي ورثها في ذاته ومخزنه الفكري من تريم وما كسبه من تحضر وتمدن في عدن وزمن عصر رائع لم يذهب سدى في تاريخ عدن واليمن بأكمله يوم شهدت هذه المدينة أزهى عهود النمو الثقافي والفني والرياضي وصعدت الالحان والطرب والشعر والمسرح والسينما ومنتديات عدن إلى درجة قدمت الثقافة العدنية وتجربتها الممتدة إلى حضرموت ورجالها إلى مستوى أثر بشكل كبير على الفنان أبوبكر سالم المدرس واللغوى آنذاك والفنان بعدئذ والشاعر وكل المثقفين والفنانين العدنيين وامتزاج علاقاتهم داخلياً وخارجياً.

ووجد أبوبكر سالم بلفقيه نفسه شاعراً ولكنه ومن عدن أولاً يوم ظهر كفنان غنائي ارتبط بلطفي جعفر أمان عملاق شعر الاغنية العدنية وغنى له، وبعدها قدم اشعاره الغنائية الاخرى من أغان مشهورة منها «يا طائره»، «الحلاوة كلها من فين»، «يا ورد»، «من نظرتك يا زين»، وهي أشعار مرحلة عدن، ثم بعدها أشعار مغناة اخرى في السبعينات والثمانينات منها «ما حبيت غيرك»، «يا وردة الخاطر»، «يا الله مع الليل»، «ذا اللي حصل»، «كثر الله خيرك»، ومنها أيضاً ومن بقايا أيام عدن: «لما الاقي الحبيب»، «تبنا خلاص» وقد لاقت هوى بين الشباب يومذاك. واثناء فك الرباط ما بينه وبين حسين المحضار وغياب لطفي امان قال اغاني من شعره منها، «غدره على الناس»، «إللى كان امسي»، «قال بو محضار»، «يعين الله»، وله أشعار وطنية عربية منها «أمي اليمن»، «بحرين في وسط عيني»، «عيدى الكويت»، «يا دار المحبة»، وقيلت فيه أشعار تمدحاً لشعراء منهم محمود الحاج وسعيد محمد دحي وحسين المحضار وأحمد سالم البيض.

وكل هذا في كتاب استطعنا الاطلاع عليه تحت «اسم أبوبكر سالم بلفقيه شاعر قبل الطرب»، وقد سألته في زيارته الأولى للمكلا عن أشعاره ولماذا هو يخفيها؟ وفجأة أظهر لنا الرجل الاجابة عن السؤال، وقد تحدث الناقد والأديب د. عبدالله حسين البار عن جمالية التشكيل في أشعار الفنان أبوبكر بلفقيه هي رحلة أدبية رائعة وباب خفي يطرقة القارئ عن هذا الفنان الذي صدح ولا زال أطال الله عمره، والله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى