مع القرآن

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 52 من سورة الشورى مخاطباً حبيبه الأعظم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم :{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كُنت تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.

وحينما نتأمل هذه الآية المباركة نجدها تؤكد أن القرآن (روح) وبالتالي فهو (كائن حي) على حد تعبير د. مصطفى محمود في كتابه (القرآن كائن حي).. وإذا كان الإنسان البعيد عن التوحيد وعن القرآن يكون في حالة موت روحي، وجفاف قلبي وجمود وجداني فإنه ما إن يدخل إليه هذه الروح حتى ينتعش بالحياة وينفتح قلبه لهذه الروح فتدب في قلبه الحياة ويشع في وجوده النور قال تعالى: {أَوَمَن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثَلُهُ في الظلمات ليس بخارج منها} الأنعام 122.

ولذلك فالقرآن (نور) كما سماه الله، نور متألق متدفق ينير القلب المؤمن فيزهر بالحب والرحمة والعطف والحنان، لقد كان الإنسان (ميتاً) بدون القرآن، فأحياه الله بالقرآن وجعل له نوراً يمشي به في الناس فيهدي إلى الله ويهتدي بنور الله لان هذا القرآن /النور {يهدي للتي هي أقوم} الإسراء 9، ولتأكيد هذه الهداية الفاعلة العاقلة الحية قال الله: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ü يهدي به الله من اتبع رضوانه سُبُل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} المائدة 15، 16. بل أمرنا الله بقوله: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} التغابن 8.

فنحن بحيوية الروح نتحرك ونهدي وندعو إلى الله على بصيرة ونحيا بروح القرآن، ونحن بإشراقات الانوار القرآنية نهتدي، وبمنهج الأنبياء نقتدي، ونعامل الآخرين بالمحبة والسلام والوئام والصفح والعفو والمسالمة فلا نظلم ولا نعتدي ولا نبخس ولا نغتاب ولا نشتم ولا نحتقر ولا نتكبر ولا نغتر.

وحريّ بكل مسلم ومسلمة يتلو هذا القرآن روحاً ونوراً أن يضفي الحياة والضياء على كل من حوله، وكل ما حوله.. وأن يساهم في إخراج الناس من الظلمات إلى النور.. من ظلمات الكفر والشرك والجهل والطغيان والعدوان والبهتان والاستبداد والاستعباد والظلم والكبر والتعالي وبطر الحق وغمط الناس.. وغيرها من الاخلاقيات الظلامية العاتية الجافية إلى الاخلاقيات القرآنية الروحانية النورانية الرقيقة الرحيمة الكريمة الحكيمة الحليمة العظيمة، لأن نبينا الذي هدانا بنور القرآن وأضفى على علاقاتنا روح القرآن قال «أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».

اللهم نوّر أبصارنا بنور القرآن العظيم، واهدنا بروح القرآن إلى الصراط المستقيم، واحشرنا إلى أعلى جنات النعيم، مع النبي الرؤوف الرحيم صاحب الخلق العظيم.. آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى