«الأيام الرياضي» تستطلع حكاية إنجاز تعشيب ملعب نادي البرق الرياضي بتريم حضرموت بجهود ذاتية

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> رئيس النادي: تعشيب ملعبنا سبق تاريخي والمطلوب دعم الوزارة والسلطة المحلية..نادي البرق بتريم أحد الأندية الأهلية بحضرموت الوادي، وهو ناد حديث التأسيس، حيث تأسس في عام 1989م، ونال الاعتراف الرسمي في عام 2002، ليشكل مع شقيقه نادي الوحدة قطبي الكرة بمدينة تريم، غير أن نادي البرق ارتبط منذ ظهوره على الساحة الرياضية بامتلاكه ملعباً معشبا بعشب طبيعي، وليسجل اسمه في قائمة الأندية القليلة في بلادنا التي تمتلك ملاعب معشبة، وهو النادي الوحيد في حضرموت كلها، الذي ينفرد بذلك الإنجاز، في الوقت الذي لا تمتلك الدولة مثل هذا الملعب في مدينة سيئون.. غير أن أبناء ومحبي نادي البرق الرياضي والثقافي جعلوا من العشب الأخضر رمزاً لهم وشعاراً يرتديه كل اللاعبين، وهو بمثابة حياة متجددة تبعث على الانشراح وتسر القلب، على الرغم من المناخ القاسي والبيئة الصحراوية الصفراء المتوحشة، التي لا ترحم البشر، ناهيك عن الشجر، حيث يصعب ترويضها ومؤاخاتها مع اللون الأخضر..«الأيام الرياضي» زارت هذه البقعة الخضراء الجميلة، وسجلت انطباعات ورصدت آراء من قاموا بهذا العمل الجبار، الذي يحتاج إلى رعاية واهتمام السلطة المحلية والقيادة الرياضية، وذلك بتقديم الدعم وتسوير الملعب ليبقى شاهداً على إرادة الشباب البرقاوي.. والبداية كانت مع الأخ سعيد سالم بارجيب، صاحب فكرة الملعب حيث قال لنا :

زيارة صنعاء أوحت لنا بالفكرة

«جاءت فكرة تعشيب الملعب بعد زيارة النادي البرقاوي إلى العاصمة صنعاء، وقيامه بزيارة ملعب الفقيد علي محسن المريسي، وذلك كان قبل نيل نادينا الاعتراف الرسمي، حيث بدأت فكرة التعشيب تلح على أذهان كل من كان في الرحلة لما شاهدوه في الملعب وما يتصف به من مميزات خاصة، وبعد هذه الزيارة بدأ تطبيق الفكرة عمليا، بعد أن قام كل محبي النادي ببذل جهود كبيرة، حيث قمنا بحفر أرضية الملعب أولا بعمق (50 سم).. بعد ذلك تم نقل تربة زراعية مع جذور العشب من إحدى المزارع الموجودة في المنطقة إلى أرضية الملعب التي تم مسحها بشكل مستوي مع تقسيم الملعب إلى مستطيلات (مسطرة)، ثم تم عمل قنوات حتى يتم من خلالها ري تلك المستطيلات، وهي طريقة بدائية وتقليدية، وقد واجهتنا صعوبات وعراقيل كثيرة في عملنا، وفي مقدمتها (المياه) لكون طريقة الري تقليدية تستغرق حوالي 8 ساعات، لبعد مسافة مصدر المياه عن الملعب، وبعد نمو العشب وتكاثره ازداد الطلب أكثر على المياه، مما أدى إلى تفاقم الأزمة للمياه، حيث كانت غير كافية، مما أدى إلى أن يكون وضع العشب في موضع حرج، لذا بدأ التفكير في حفر بئر بطريقة يدوية، وكان العمل فيه متواصلا ليل نهار، وبفضل الله ظهر الماء ولكن المعاناة لا زالت مستمرة في كيفية ضخ المياه إلى سطح الأرض، وهو أمر يحتاج إلى إيجاد (مضخة)، وبعد فشل الجهود والمساعي في ايجاد المضخة، قامت لجنة المشروع برهن وثائق بيوتهم لشراء المضخة، وتم ذلك على أن يتم تسديد المبلغ على أقساط، وعادت الحياة إلى كل مشجعي النادي، قبل حياة العشب وبعد ظهور العشب الجميل ظهر شيء لم يكن في الحسبان، ألا هو (الأغنام السائبة)، التي ترعى في المنطقة نتيجة عدم تسوير الملعب، ولا زالت المعاناة قائمة حتى هذه اللحظة، ولذلك فإننا نطالب السلطة وقيادة الشباب والرياضة بضرورة تسوير الملعب للحفاظ على العشب من الغنم.. أما سؤالك أخ علي حول إمكانية تكرار هذه التجربة في ناد آخر. فأجيبك وأقول: نتيجة لعدم وجود الكادر الزراعي المؤهل وقلة الموارد المالية للمشروع أدى ذلك إلى طول فترة المشروع التي وصلت إلى (3 سنوات)، أما فكرة التعشيب فهي سهلة وبسيطة وبالامكان تكرارها في أي ناد لديه كادر زراعي مؤهل وعنده موارد مادية كافية، وعلى سبيل المثال شقيقنا نادي الوحدة فقد عمل مشروع تعشيب الملعب في فترة قصيرة، لكونه يمتلك الكادر والموارد المالية، وأيضا هناك فريق شعبي اسمه (الزمالك) تصوروا لديه ملعب معشب.. أما عن الأدوات المستخدمة في المشروع، فبعد أن قمنا بقص العشب نهائياً استعنا بالحراثات الزراعية، واستبدلنا طريقة الري التقليدية بطريقة الري الحديثة عبر النوافير.. وهكذا نجح مشروعنا وكان شعورنا بتحقيق هذا الانجاز كبيرا بالفرحة الكبرى، التي لا توصف في تلك اللحظات خاصة، بعد التغلب على المعاناة والعراقيل والصعوبات التي كانت تبرز هنا وهناك، والتي رغم قساوتها تعتبر ضريبة نجاح كل عمل يقوم به كل إنسان، ولهذا النوع من العمل لذة عظيمة خاصة وأن النتيجة كانت باهرة وتمخضت عن إنجاز أسعد كل شبابنا الرياضي».

التعشيب عكس البعد الجمالي لتريم
وبعد أن عشنا مع الأخ سعيد بارجيب منفذ الفكرة لحظات ولادة هذا المشروع دلفنا إلى بوابة النادي لنلتقي الأخ رجب نصر يادين، رئيس نادي البرق الذي بدأ حديثة بالشكر لـ «الأيام الرياضي» على تجشم مندوبها عناء الوصول إلى النادي ثم قال:«حقيقة إن إقدام النادي على تعشيب ملعبه يعكس البعد الجمالي لتريم، وفاعلية ونشاط إداراته المتعاقبة منذ التأسيس، وهو سبق تاريخي على مستوى أندية محافظة حضرموت، وكذا أندية أخرى عريقة تمتلك مصادر مادية كبيرة، وهذا السبق يتطلب من وزارة الشباب والرياضة مباركة جهدنا هذا الملموس من خلال دعم نادينا مادياً ورصد مبالغ لصيانة الملعب والحفاظ عليه أسوة بالملاعب المعشبة الأخرى، لأن النادي بظروفه المالية الحالية الصعبة غير قادر على ذلك».

واثقون من وفاء المحافظ بوعده
وسألنا الأخ رئيس النادي عن عدم تسوير هذا الملعب الإنجاز حتى الآن للمحافظة عليه، وعن الخطوات التي اتخذها النادي بهذا الصدد فقال:

«شوف أخ علي.. تسوير الملعب مطلب ضروري وملح للحفاظ عليه من السطو من جهة وللحفاظ على العشب من الأغنام والكباش والعابثين من جهة أخرى، ولاستكمال البنية التحتية للنادي أيضا، ولتحقيق هذا الحلم والذي يشاركنا فيه الأستاذ علي عبيد بامعبد، مدير عام مكتب الشباب والرياضة، فقد وعدنا الأستاذ العميد عبدالقادر هلال، محافظ حضرموت أثناء لقائه بالقيادات الرياضية بالوادي بتسوير الملعب أسوة بغيره من الملاعب، كما وعدنا المحافظ أيضا بإنارة الملاعب وصرف مضخة ماء، ومنظومة ري آلي متكاملة للنادي، ونحن على ثقة من وفاء المحافظ بوعوده، لكونه محافظا رياضيا قدم وما يزال يقدم دعما لا محدود للرياضة في عموم حضرموت، راجين من الله أن يديمه لحضرموت وأهلها إن شاء الله.. أما بالنسبة للكلمة الأخيرة التي أود قولها، فإنني أتوجه بالعرفان والشكر لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الراعي الأول للشباب والرياضة والحركة الرياضية والشبابية في بلادنا على تكرمه بإنشاء مقر جديد للنادي تم افتتاحه بحمدالله.. كما أوجه شكري لابن المنطقة البار الأستاذ القدير عبدالكريم بابطاط على دعمه للنادي والملعب ومن خلالكم أناشد وزير الشباب والرياضة ومحافظ المحافظة والجهات المسؤولة بالاهتمام المتزايد بالشباب، فهم ثروة الوطن وصناع الحاضر والمستقبل بإذنه تعالى».

عملنا المستحيل لنجاح المشروع
الأخ فرج سعيد التمور، أحد الكوادر الزراعية المحلية التي تم الاستعانة بهم في تعشيب الملعب.. قال لنا بكل تواضع وصراحة:

«أنا ليست لدي الخبرة الكافية لعدم حيازتي لأي مؤهل سوى العمل الذي أمارسه في هذا الجانب، وقد قدمت كل ما أستطيع نتيجة خبرتي المتواضعة، حيث قمنا في البداية بإحضار جذور العشب من أماكن زراعية، ثم حفظها في أكياس بلاستكية حتى تجف، ثم غرسناها في التربة بمقدار عمق (5) سم ثم رويناه،ولكن نجح الجزء البسيط منه فقط، ونتيجة لصعوبة هذه الطريقة تم استبدالها بطريقة نقل التربة مع الجذور وتسويتها ثم ريها وكانت النتيجة نجاح سريع، والذي ينقصنا الآن بعد نجاحنا هذا هو تسوير الملعب للحفاظ عليه من الأغنام والأيادي العابثة، كما ينقصنا شبكة ري حديثة وكافية أي (الري المحوري الحديث).. وقد كان شعورنا بعد أن حمدنا الله على إتمام المشروع وإنجازه كبيراً بالفرحة، لأن هذا يعد صرحا لا يستهان به وقد كنا نحلم به وبرؤيته في هذه المدينة، بل وفي المحافظة وشعوري شعور كل إنسان قام بعمل المستحيل وهذا فخر لنا ولنادينا نادي البرق الرياضي ولمدينة تريم الغناء».

الملعب المعشب سيساعدنا على التطور
الكابتن علي أحمد الخطيب، أحد لاعبي فريق كرة القدم بنادي البرق بتريم، قال رأيه في هذا الإنجاز:

« الملعب يعد مكسباً مميزا وفخراً لنا، خاصة وأننا أصبحنا الآن نمتلك ملعبا معشبا يعتبر الأول على مستوى أندية حضرموت كلها، وبالتأكيد سيساعدنا كلاعبين على التطور في مستوياتنا وابراز مهاراتنا وكل فنون الكرة، لأن اللعب أو التمرين على ملعب فيه عشب يقلل من خطر الإصابة ويخلق المتعة للاعب والمشاهد أيضاً.. وأنت تعلم أخ علي أن تمرير الكرة يختلف في الملعب المعشب عن الملعب الترابي، وقد كان مدربنا القدير السابق أحمد صالح الراعي، يقول لنا من الضروري بعد فترة وأخرى أن تقوموا بالتمرن على ملاعب ترابية، لكي يتعود اللاعب منا على الملاعب الترابية لكون المباريات الرسمية تقام على ملاعب ترابية للأسف الشديد».

أما الأخ محمد رمضان بكير، أحد العاملين البارزين في المشروع والمنفذ رقم (1) للمشروع بخبرته الزراعية فقد قال:

«الملعب المعشب فخر لنا جميعا، لأنه حتى الأندية الكبيرة في بلادنا لم تستطع إنجاز ملعب مثله، وهذا تحقق لنا على أيدي المخلصين من أبناء هذا النادي، وقد تم تسوية العشب بطريقة بدائية ويدوية لعدم توفر الآلات الحديثة، كما تواجهنا مشكلة صغر المضخة التي بحوزتنا وعدم كفاءتها وافتقارها لمواصفات الجودة العالية وقلة المواسير والنوافير الخاصة بالمشروع وأكبر مشكلة نعانيها أن الملعب مفتوح وبدون سور».

اما الوالد عبيد علي بن محفوظ، أحد كبار المشجعين للنادي فقد قال :

«هذا في الحقيقة كان حلما وتحقق بعد مضي سنوات طويلة انتظرناه خلالها ونحن كمشجعين ومحبين لنادينا أصبح هذا الانجاز يعني لنا الكثير، لكن يجب الحفاظ عليه لأنه أول ملعب من هذا النوع في المحافظة وبجهود ذاتية من قبل الجمهور، وهو بكل تأكيد سيساعد في تطوير اللاعب والحفاظ عليه من الإصابات ..وشكرا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى