خيارات الشعوب

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
وحدها الشعوب فقط التي تصنع القوانين وتضع الدساتير بما يتوافق وقضاياها وحقوقها وتحقيق كرامة معيشتها وتأمين الحصول على أمنها واستقرارها، عدا ذلك فإن كل ما يتسنى من قوانين وأنظمة لا يسير في مصلحة هذه الشعوب مطلقاً.

ومن هنا فقط فإن معظم الكوارث والنكبات السياسية التي تجتاح بعض الدول تتأتى بفعل اختلال وتصدع تلك القوانين، التي لم تأخذ بعين الاعتبار مطالب وحقوق أولئك الناس.

هذا هو قانون الأرض والإعمار والعمل الصالح، فبين الناس وهم (الحلقات الدنيا) وبين المسؤولين وهم (الحلقات العليا) يتوجب وجود خطوط تواصل وقنوات للاستجابة، وبين هاتين الحلقتين توجد هناك مطالب وهموم للناس ينثرونها مع طلوع كل شمس على هذه الأرض، فإن أثمرت هذه القنوات باستجابات إصلاحية لصالح الناس، فذلك يعني سلامة القوانين والأنظمة لتختفي عندها الآلام والأحزان المعيشية.

وحينما يشعر الناس أن قنوات الاستجابة قد بترت واندثرت فإن موجة غضب ستملأ الشارع رويداً رويداً، ومع تراكم الجرع والبرع وغياب معايير الورع يبدأ الناس بالسخط العام، الأمر الذي يؤجج مشاعر الحزن والألم ويصاحب ذلك غليان داخلي قد ينفجر في أي لحظة وحين.

المفروض اليوم، وبعد تلك الحقبة الزمنية المنصرمة، وبعد تلك التجارب والمنعطفات السياسية المحلية منها والدولية، وبعد أن استفاقت وأطلت البشرية على نافذة جديدة من التحولات، وأضحت البصيرة المثلى ركناً مهماً من أركان التفكر العقلاني الناجع لتحقيق السكينة والاستقرار.. المفروض أن يفعّل السياسيون والرعاة - وبمصداقية خالصة- خطوط التواصل وقنوات الاستجابة لمطالب وقضايا الناس، لأن هذا الأمر بات وأمسى وأصبح مطلباً مهماً لتجاوز المحن والويلات والانكسارات المعيشية المتلاحقة. نقولها بصدق وألم، لقد تعب هؤلاء الناس كثيراً وطحنتهم تلك الشطحات القانونية، التي تسير بعيداً عن رغباتهم وأمنياتهم وقضاياهم، وتاهت وبعدت عنهم خطوط التواصل والاستماع إلى صرخاتهم، فأغرقهم فيضان الحيرة وضاقت بهم الدنيا بما رحبت.

(حالياً) مآزق معيشية صارخة تعصف بهؤلاء الناس، وسلب منهم كل احتمالات الدفء والتحسن والأمان، وهم ينتظرون حالياً استفاقة إنسانية سريعة تداوي انهياراتهم المتلاحقة، فهل تحين هذه الاستفاقة من قبل الرعاة المصلحين التائهين عنا في الدولة لرفع كل هذا الانفلات؟ أم إن عصراً آخر للويلات والخراب يلوح إلينا بالقدوم قريباً. نسأل الله اللطف والعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى