المحطة الأخيــرة..الرطوبة استثمار

> محمد سالم قطن

> مر علينا حين من الدهر، لم نعرف عن الاستثمار سوى النصف السفلي منه، حيث اتخذه البعض عندنا غطاء للاستحواذ على الأراضي والبقع ليتغير مدلول هذا اللفظ البريء، عند العامة، من النقيض إلى النقيض، ويكتسب المستثمر من جراء ذلك عندهم صورة أشبه بصور الأشباح والوحوش.

إلا أنني وفيما كنت أطالع «الأيام» قرأت خبراً في أحد أعدادها الماضية عن تقدم شركتين كنديتين بطلب الاستثمار في مجال استخراج الرطوبة من أجواء بلادنا!! إنها تقنيات جديدة للاستفادة من هذه الرطوبة المتراكمة وتحويلها إلى ماء بأرخص التكاليف، كما أوردت الأخبار.

استدرت على مقعدي وأنا أقرأ الخبر، تساءلت عن الفرق الكبير بين الهزل والجد، بين الوهم والحقيقة.. فما أقسى الرطوبة علينا هذه الأيام، حتى الكهرباء عافاها الله تنسب إليها الأعطال والانقطاعات. وبسبب الرطوبة يتضاعف استهلاك أهالي المناطق الساحلية من الكهرباء والمياه أضعافاً على مدار العام. وبسبب الرطوبة يكتئب الناس وتصدأ الآلات وتتوقف أجهزة التلفزة ويعطب الحاسوب، كما أن الصحيفة التي أطالعها تبللت أوراقها في يدى بفعل الرطوبة.

نفسي لا تتطاوعني أن أصدق أن الاستثمار ربما لا يطلب أرضاً تعرض فيما بعد، للبيع أو الإيجار. وأن في الاستثمار ما يمكن أن تصح به البيئة بعد خراب، وأن دنيا الاستثمار وعالم المستثمرين ليست كلها أشباحاً ووحوشا!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى