كـركـر جمل

> عبده حسين أحمد:

> من حق نادي التلال الرياضي أن يرفض (الأسلوب) أو (الطريقة) التي تم بها تكريمه كبطل للموسم 2004-2005م، فقد كان التكريم باهتاً فجاً لا يليق بمكانة النادي وتاريخ النادي .. كأول ناد رياضي في تاريخ اليمن .. والمناسبة التي استحق بها درع البطولة والميداليات والكأس بجدارة وشرف .. فنادي التلال يعتبر امتدادا لتاريخ طويل في كرة القدم في عدن .. ومن الخطأ أن نقول إن بداية ممارسة القدم فيها كانت عام 1905م كما يعتقد الكثيرون .. فقد كان الناس يمارسون هذه اللعبة في عدن من قبل هذا التاريخ بسنوات كثيرة .. إنما أول ناد رياضي في عدن كان (الاتحاد المحمدي) الذي تم (تسجيله) رسمياً لدى الإدارة البريطانية عام 1905م.. فالممارسة كانت قبل التسجيل.

إن المذكرة التي بعث بها رئيس نادي التلال الرياضي الأخ رشاد هائل سعيد أنعم إلى الأخ رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم .. والتي نقل فيها استياء نادي التلال الرياضي من أسلوب تكريمه كبطل للموسم 2004- 2005م .. كانت هذه المذكرة شجاعة وصادقة ورصينة في نقل مشاعر جمهور نادي التلال الرياضي وأبناء محافظة عدن أيضاً .. الذين كانوا يتطلعون إلى فريق التلال وهو يتعب ويعرق ويواصل النهار بالليل في التدريب والاستعداد .. ويشق طريقه بمهارة إلى النجاح .. وخاض مباريات كثيرة في ظروف قاسية وصعبة وتحمل الأذى البدني والنفسي آخرها من الضرب ورمي الحجارة والشتائم وإطلاق الرصاص للتخويف والإذلال .. وليس آخرها «إصابة شخصين تكفل النادي بعلاجهما كاملاً بسبب التحكيم السيء في المباراة بين التلال مع شقيقه وحدة صنعاء في ميدان الحبيشي بعدن».

وللأسف الشديد أن أقلية جداً من النوادي تريد أن تشاهد نادي التلال الرياضي راكعاً على ركبتيه .. وتكره أن تراه واقفاً على أقدامه .. وكأنها لا تعرف أن هذا النادي العريق لن يجثو على أقدامه .. وأن قامته طويلة.. واستطاع أن يصمد أكثر من خمسة عشر عاماً .. وعندما حقق الانتصار .. تعاملوا معه كأنه ارتكب خطأً فادحاً .. وكأن محافظة عدن لا تستحق هذه النتيجة العظيمة .. فليس من حقها أن تلعب وتفوز في كل المباريات .. وتحصل على درع البطولة بجدارة واستحقاق.. أو كأن الفوز يحب أن يكون دائماً من حق غيرها من الأندية دائماً .. وعلى طول.

هل ارتكب نادي التلال الرياضي جريمة عندما انتصر ورفع رؤوسنا المنكسة رياضياً؟ .. وهل جريمة أن يحصل على بطولة الموسم بمناسبة الذكرى المئوية لتاريخ الرياضة في عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن؟.. وهل من حقنا أن نفخر أم لا بأن عدن هي أول مدينة يمنية عرفت الرياضة بأنواعها .. والتعليم والصحة.. والكهرباء والماء ومجاري الصرف الصحي والتلفون .. والإذاعة والتلفزيون.. والسيارة والقطار .. والصحافة والسينما؟ وكانت أول دار للسينما في المرسابة في العشرينات من القرن الماضي.

وأخيرا ليس أجمل ولا أفضل من الكلمة الختامية في مذكرة الأخ رشاد هائل إلى رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم .. «إن التلال الذي احترم دعوتكم بالرغم من عدم قناعته .. يشعر وهو يعيد ما استلمه كبطل للدوري .. يضعكم أمام مسئولياتكم في الأسلوب الصحيح الذي يجب أن يتبع والتكريم اللائق والمناسب لبطل دوري عام مازلنا في انتظاره .. ولتكن رسالتنا هذه بمثابة التصحيح الجاد للأسلوب الأمثل لمسار كرتنا اليمنية التي نتمنى لها التطور».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى