ضرس العقل والعظم المنقش!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
الشعب حقنا ما يتعبش أبداً من التلسين على الحكومة حقنا، وهذا التلسين أي الحشوش يبدأ من أدنى درجة ليصل أحيانا إلى أعلى المستويات البلاطة التي لا تليق بشعب حضاري موعود بالعذاب الأزلي مع وجوه كرتونية تتناوب على كراسي السلطة وتتبادل المناصب وهي هي نفسها تخرج من هنا وترجع من هناك وكل هذا الخل من ذاك المرطبان.. وكل أنواع التلسين والحشوش والسبوب والقطّاع من بيستين يعتبر رياضة وطنية ألفها شعبنا وتمرس عليها حتى صار يستحق بجدارة نيل الكاب الوطني (يعني الكأس) والترس الشعبي وكل أنواع الميداليات والتكريم حتى ولو كان الأمر على طريقة تكريم فريق التلال الرياضي وناديه الذي خرج من المولد بلا حمص.. واللي شلته القرعاء مابا تحصلوش أم الشعور.

في قدامي في مقهاية عثمان اللي جنب أبو البرد اثنين مستوظفين حكوميين قدامى يقتربان من سن المعاش اللي يحلى به الشقاء.. يعني تقدر تقول عليهم مستقعدين يعني مجبور عليهم الاستقعاد لا لشيء إلا لأنهم من أهل عدن الحبيسة.. آسف قصدي الحبيبة.. يعني أنهم في حكم المحالين على معاش التقاعد برغم أنهم ما بلغوش سن التقاعد أو أحد الأجلين كما يقول رجال صحة البيئة وأصحاب المطافي والخدمة المدنية واللجنة المركزية.. بس طلعت عليهم إشاعة تقول أنه خرج لهم ضرس العقل وبان العظم المنقش.

على كل حال يبان من حوار هذولا النفرين أنهم أقعار (جمع قعر) ومربتين وما همش سهل لأنه يبان من حوارهم الحيطة والحذر وحرصهما الزائد على تغليف الكلمات بالحلاوة والبقلاوة المعلقة في كيس نايلون من الذي يقال له «العلاّقي» لكن المدقق لا يفوته إدارك بعض المقاصد التي تظهر لا إردايا في هذه الجملة أو تلك.. وتبدي سع قرن التيس، وفي قول آخر سع ذقن التيس والله أعلم بالسرائر.

ومع أن الحشوش والنميمة حرام أو على الأقل غير مستحبة بالذات في شهر رمضان الكريم، إلا أن الحشوش على الحكومة مباح إذا كان بالحق وليس بالباطل، بل أنه مطلوب ومرغوب في أي مكان وزمان كما أفتى بذلك الشيخ عبدالله بن حميدان المطهافي صاحب زعفران زعيران المولود في قرية مطهفة بعيد قليل من نقيل الإبل وأنت نازل وقريب أكثر منها وأنته طالع.. والطالع أفضل من النازل كما يقول أبوبكر مليط من أعيان البلدية، ويؤكد على قوله هذا صاحبنا حسن فرور عين أعيان البلدية.. وقد أيد القول بعض الحشاشين وزادوا عليه بأنه الحشوش لوحده ما يكفيش بل أن الواجب يقتضي التصرف بالقرحاف.. وعلى كل حال ما أحد مننا يختلف على أنه دائماً ما تكون النتيجة أنه القبقبة للولي والفائدة للقيوم وقاح بقاح قرحوا «حق» الرباح.

يقول المستوظف الأول الخائف من الإحالة على المعاش:

- با لله ذلحين هذونا ما با يستحوش على أعمارهم. هل يدروا إيش يقول عليهم العالم؟

فيرد عليه المستوظف الثاني الخائف برضه.. الخ الخ .. ويقول:

- يا أبه اللي استحوا ماتوا.. هذونا لو كان عندهم قليل حيا ما كانش (... هنا كلام أنا ما أقدرش أكتبه).

الأول- طيب وإلى متى با نجلس على ذا الحال؟

الثاني- لما يقول الله ما قال.

الأول- لا أبه.. لا الله ولا رسوله قالوا كذه هذا الحال ما يرضابوش مسلم ولا مسيحي ولا كافر.

الثاني- قلت لك نقص صوتك الجدار له آذان.

الأول- بلا جدار بلا آذان.. خلاص بغرنا من هذه الحالة خليهم يشلونا ويعلقونا من (...) وذكر في مكان النقط جزءا حساسا من جسمه!

الثاني- قلت لك أعقل ما فيبناش طافة للعلاج.. كيه قوم بانروح عند سكينة نصلّح البابور قبل ماتودينحنا في داهية.

الأول- يا رجال أجلس عيب عليك.. إيش يخوفك بالله عليك؟

وهنا وجدت أنا أن الفرصة مناسبة لأدخل معهما في هذا الحوار البناء، فقمت من مكاني وسلمت عليهما بحرارة، قال الأول بعد السلام وقبل الكلام- «يا أخي أنا يبان لي شفتك من قبل.. فين الله أعلم..».

وأكد الثاني على الكلام الأول بقوله: «أيوه صح كلامك» وسألني: «الأخ من لو سمحت يعني نحنا زي اللي شفناك من قبل؟» قدمت نفسي لهما قائلاً: «أنا الفنان فضل كريدي..» ثم سألتهما: «ممكن أتعرف بالأخوين مما يشرفني.» شفت الثاني يغمز للأول وقلت: «أكيد الأخوين العزيزين من أبناء عدن الحبيبة مش كذا؟»

قال الأول: «لا والله طال عمرك نحنا من البحرين!»

وقاما معاً وقال الأول مواصلاً: «عن إذنك.. بانروح نصلح الموتر حقنا عند سكينة.. وإذا تشتي حشوش على الحكومة دور لك على غيرنا»!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى