أراد باشراحيل خيرا فتأبطتم شراً

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
قام الزميل باشراحيل هشام باشراحيل بمحاورة سفير الولايات المتحدة الأمريكية، المفوض وفوق العادة المعتمد لدى الجمهورية اليمنية، سعادة وليام جراكيسكي، والزميل باشراحيل صاحب باع وذراع في محاورة شخصيات أجنبية من العيار الثقيل وباللغة الإنجليزية.

نشرت «الأيام» نص الحوار في عددها الصادر يوم الخميس 6 أكتوبر 2005م ووردت فيها العبارة اللغم التي فجرت الأوضاع ومفادها أن نمو الديمقراطية في اليمن قد توقف، فلجأت السلطات الى «العنعنة» السيئة الصيت، ذلك أن «يمن أوبزرفر» التي وصفتها الزميلة «الصحوة» بأنها قريبة من السلطة (راجع عددها الصادر الخميس الماضي 13 أكتوبر 2005م) نسبت لسعادة السفير أن خطأ ورد في ترجمة ما أدلى به لصحيفة «الأيام» وفي اليوم التالي طلعت الصحف الرسمية بصورة كورس بالمانشيت العريض أن السفير جراكيسكي ينفي ما نسبته له «الأيام» وأن تجربة الديمقراطية اليمنية نموذجية مقارنة بدول المنطقة.

«الأيام» تتعامل بمهنية وصدقية وقانون، والأسلوب الأمثل للخروج من هذا المأزق إن كان هناك مأزق أن يوجه السفير الأمريكي خطابا رسميا إلى «الأيام» ويلفت نظرها إلى الخطأ ويشير صراحة إلى الصواب و«الأيام» بدورها ستنشر له خطابه امتثالاً منها بالقانون والأعراف الصحفية، أما «العنعنة» فلا تقدم ولا تؤخر.

أما المهنية والصدقية اللتين التزمت بهما «الأيام» وتمثلت تلك المرة في محاورة الزميل باشراحيل مع السفير الأمريكي، فإن الزوبعة التي أثارتها دوائر في السلطة سببتها العبارة التي أشرنا إليها سلفاً، والتي ارتكزت على الفعل STALL وإعطاها الزميل -رحمة بقومه- صيغة مخففة وهي أن ماكنة الديمقراطية (هكذا تفسيرها المعجمي) توقفت فجأة، أما لزيادة مفرطة في الحمولة أو لنقص في الوقود أما التفسير المعجمي الآخر للفعل STALL فهو:

THE USE OF DEALYING TACTICS IN ORDER TO GAIN TIME

وترجمة ذلك : «استخدام الإبطاء أسلوبا لكسب الوقت» وهو توصيف أكاديمي لمسيرة الديمقراطية في اليمن وهو أخطر من التوصيف السابق، فقد يرتبط الأول بعامل المصادفة، إلا أن الثاني مرتبط بعامل «الترصد وسبق الإصرار».

أيها السادة إن حجر الزاوية في عبارة السفير جراكيسكي هو الفعل STALL وهي الحقيقة، وقد تكون مرة والدواء مر لكنه مفيد، فمتى نعترف بأخطائنا ونتعلم منها؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى