محللون: التحقيق في مقتل الحريري قد يضر زعماء سوريا ولبنان

> بيروت «الأيام» نديم لادقي:

> التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة والمقرر أن يقدم تقريره هذا الاسبوع عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قد يكون بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة في دمشق وبيروت.

وربما يجاهد رئيسا البلدين من أجل البقاء سياسيا إذا القى التقرير اللوم كما يتوقع الكثيرون على مسؤولين سوريين ومسؤولين لبنانيين مؤيدين لسوريا في قتله مما قد يؤدي الى إجراء صارم من جانب مجلس الأمن الدولي ضد دمشق.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية "المجلس يجب ان يكون مستعدا لاتخاذ إجراء بشكل... يترك الأمور تمضي في اعنتها." ومن المقرر أن يقدم ديتليف ميليس كبير محققي الأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل تقريره لكوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة عن اغتيال الحريري وعشرين آخرين يوم 14 فبراير في انفجار قنبلة ضخمة مخبأة في شاحنة في بيروت.

ويقول دبلوماسيون ومصادر سياسية لبنانية إن ميليس سيذكر بالاسم بعض المسؤوليين السوريين لكن لم يتضح بعد ما إذا كان التقرير سيضم اسماء أعضاء في الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد.

واعتقل اربعة قادة امنيين سابقين مؤيدين لسوريا ومقربين من الرئيس اللبناني اميل لحود في لبنان في اتهامات بالتآمر على قتل الحريري. ورفض لحود تقديم استقالته.

وظهرت بالفعل دلائل على اضطرابات عنيفة في دمشق حيث توفي وزير الداخلية غازي كنعان الذي كان ضمن عدة مسؤولين سوريين استجوبهم محققو الأمم المتحدة في مكتبه الاسبوع الماضي فيما قال مسؤولون انه انتحار. وقال باتريك سيل الخبير البريطاني في الشؤون السورية لرويترز "وفاة غازي كنعان تظهر أن هناك توترات حادة في المستويات العليا من السلطة وربما يكون صراعا داخليا على السلطة." لكنه قال إن ذلك لا يعني بالضرورة أن تكون قبضة الأسد على السلطة قد ضعفت.

وقال سيل "تجدر الإشارة إلى ان النظام مازال يسيطر على الجيش واجهزة الأمن والمعارضة السورية ضعيفة للغاية وأمريكا منغمسة في العراق." وتابع "اعتقد ان فرص بقاء النظام أفضل مما يعتقد الكثيرون." ويضيف الدبلوماسيون ان واشنطن ربما تطلب تعاونا سوريا كاملا مع ميليس وحملة على المقاتلين الذين يعبرون الحدود للعراق وانهاء لدعم سوريا لنشطاء فلسطينيين ولبنانيين مقابل تعهد بعدم السعي لاسقاط حكومة الأسد أو اعتبار بلده دولة منبوذة. وقال ساطع نور الدين كاتب العامود بصحيفة السفير التي تصدر في بيروت إنه يبدو ان العالم لا يريد تغيير النظام في سوريا الآن. وأضاف أن هناك بالطبع قائمة مطالب لكن ليس هناك نية لتغيير النظام. ويقول العديد من المحللين إن الفوضى في العراق المجاور وغياب بديل مقبول لزعماء حزب البعث السوريين يحد من أي رغبة لدى الولايات المتحدة في تغيير قد يأتي بضباط الجيش او جماعات إسلامية للحكم. وقال سيل إن واشنطن تريد التعامل مع دمشق وليس استبدال الاسد وان ذلك يتطلب مفاوضات صعبة. وأضاف "الولايات المتحدة ستضع شروطا في محاولة للي ذراع النظام... شروطا لا يقبلها السوريون لان تطبيقها يعني تغيير طبيعة النظام." وقال نور الدين إن ما توصل إليه ميليس قد يجعل من المستحيل على لحود المؤيد الشديد لسوريا البقاء في الحكم. وتابع إنه لن تحدث هزة كبيرة في لبنان بل في عنصر واحد فقط هو الرئاسة وأضاف أن شرعية لحود مشكوك فيها منذ أن فرضت سوريا مد فترة ولايته العام الماضي.و مضى يقول ان لحود هو آخر وأسوأ رمز للمرحلة السورية في لبنان واشار إلى أن الباقين من الساسة المؤيدين لسوريا يتمتعون بشعبية على عكس لحود الذي يقف وحده. وطلبت الحكومة اللبنانية التي يهيمن عليها وزراء مناهضون لسوريا من عنان مد مهمة ميليس حتى 15 ديسمبر لمساعدة ممثلي الادعاء اللبنانيين في توجيه اتهامات ضد المشتبه فيهم. وقالت مصادر سياسية إن ميليس من المرجح أن يشكو من ان التعاون السوري "غير كاف" مع التحقيق وقد يطلب استجواب المزيد من المسؤولين السوريين على الأرجح في الخارج. ويقول محللون ودبلوماسيون إنهم يتوقعون ان تستمر سلسلة تفجيرات وعمليات قتل في لبنان حيث مازال النفوذ السوري قويا وحيث سيتجاهل المؤيدون لسوريا أي نتائج يتوصل إليها التحقيق تشير إلى دمشق باعتبار ان لها دوافع سياسية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى