أيش تشتوا من الرجّال؟

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
والله وذي قصة.. يعني خلاص حكومتنا الموقرة حلت كل مشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية وقضت على الفقر والبطالة والغلاء وحسنت الاوضاع المعيشية للعمال والموظفين وطورت البنية التحتية للبلاد وعمرت البواري في كل المحافظات وأمّنت الوطن من الفتن والبلقنة وحققت العدل والمساواة وحقوق الانسان.. وماعاد باقيش معاها إلا قضية واحدة وحيدة وهي المطالبة بتسليم الاستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج لها بعد مرور أكثر من عشرين سنة على وجوده في المملكة العربية السعودية .. استفاقت حكومتنا من غفوتها الطويلة لتكتشف ان فشلها في إدارة شؤون البلاد والعباد قد بلغ مداه.. وأنها لا بد ان تبحث عن ذرائع لإشغال الناس وإبعادهم عن العمل من أجل الخلاص من تردي ظروفهم المعيشية.. وهكذا يختلق مطبخها السياسي كل مرة ذريعة ليفتعل أزمة مع هذا البلد أو ذاك ومع هذه الشخصية أو تلك.. والآن فإن الحكومة الغارقة في المشاكل والأزمات حتى طرف شفتها السفلى لاعاد معاها شغل ولا مشغلة إلا افتعال المزيد من الأزمات تنفيذا لمقولة بعض أساطينها المتمكنين من فنون المراوغة والتي ترى أن تكاثر الأزمات يغري بافتعال المزيد من الأزمات. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه واللي مامعوش شغل يطلع وينزل الدرج فقد استفادت الحكومة من تحصيلها العلمي منذ الطلوع والنزول في درج المعلامة وحتى بلوغ المرحلة الجامعية لمن بلغ أحد الأجلين .. وهكذا كانت مفاجأتها الرمضانية هذا العام هي المطالبة بتسليم الاستاذ عبدالله الأصنج.

ولو كانت الحكومة تعرف قيمة الناس وتقدرهم حق قدرهم وتريد لهم وبهم الخير للوطن لما كان رجال مثل الرئيس علي ناصر محمد والاستاذ عبدالله الأصنج والاستاذ عبدالرحمن الجفري وغيرهم وغيرهم بعد تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في المنافي وخاصة بعد مرور كل سنوات الوحدة وما جاءت به من منجزات او نكسات - والملفت أن المنفيين بالجملة أو بالتفرقة كلهم من جنوب الوطن الذي تحققت به الوحدة والثروة - فماذا نقول ونحن نرى بأعيننا أن المطالبة بالعودة ليست في أحسن الأحوال سوى مكيدة سياسية وهي بالتأكيد ليست عملاً من أعمال حسن النيات حتى ولو كانت طريق جهنم مفروشة بحسن النيات.. إذن ماذا نستنتج وأيش نقول؟ هل هذه هي المصالحة والعفو وطي صفحة الماضي؟ أشك كثيراً.. ودليلي على ذلك هو كثرة تخبط سياسات التعددية الكيلية (بمعنى الكيل بأكثر من مكيال) ويا ليته كان بمكيالين فقط.. إن الكيل حتى في داخل الشطر الجنوبي السابق الذي لم يبق فيه سوى الغبن وسلب الحقوق ونهب الممتلكات العامة وتحويلها إلى هبات وعطايا للمتنفذين الوافدين من خارجه.. أقول انه بقي في هذا الجنوب وبتعاون ومساعدة من أبنائه نظام الكيل بأكثر من مكيال حتى بين أبناء الجنوب أنفسهم.

وبإرادة هؤلاء الأبناء أو بدونها.. فقد ساعدت الأرضية الخصبة والمناسبة على المنازعات والخلافات والمنافسات الجنوبية - الجنوبية وعلى تفكيك الروح المعنوية لهذا الشطر المنكوب والسيطرة على إرادة أبنائه حتى صار من أسهل الأمور على السلطة تخوينهم وتخويفهم.. وبالتالي فإن عجلة إنتاج الأزمات الواحدة تلو الأخرى تدور بهم وتدور عليهم فيصبح من السهل على الآخرين الركوب على ظهورهم وجلدهم بالسياط هم وبني جلدتهم أو أرضهم أو منطقتهم.. وتاريخ دوران هذه العجلة طويل ولا يتسع المجال هنا لتفصيله بالرجوع إلى وقائعه .. والآن .. فإن الشغل الشاغل للنظام هو المطالبة بتسليم الاستاذ عبدالله الأصنج.. نعم والله ودي قصة من صدق.. طيب قولوا لنا يا أهل الوحدة والديمقراطية والتعددية والزلابية.. أيش تشتوا من الرجّال؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى