مع القرآن

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري

> يقول الله جل في علاه :«إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر» سورة القدر الآيات 1-3,في البدء أنقل لقرائي الأعزاء أصدق التهاني وأعمق الأماني بمناسبة حلول هذه الليلة المباركة التي انزل الله فيها القرآن «إنا أنزلناه في ليلة مباركة» الدخان 3.. وفي ظلال وأفياء وأفنان ليلة القدر العظيم والشرف الكامل والبركة الشاملة أطلب راجياً ممن قرأ مقالاتي المتواضعة أن يمن و يجود على شخصي الفقير الى الله بدعاء مخلص خاشع صادق لله جل وعلا لأننا التقينا على صفحات هذه الصحيفة وتعارفنا وتآلفنا وتحاببنا في الله وإن من أوثق عرى الإيمان ان يحب المسلم إخوته في ذات الله تبارك وتعالى.

ولست أنسى أن اوصي نفسي- والقراء الاعزاء - بكثرة الذكر، وطول القيام وصدق اليقين وحب الثبات على عقيدة التوحيد، وشريعة الإسلام والتواضع للمسلمين ابتداء من هذه الليلة المباركة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» والحق سبحانه يقول «ليلة القدر خير من ألف شهر» أي أن العبادة فيها تعدل 83 سنة و4 شهور، وهو عمر مديد مجيد لو حافظ الانسان فيه على عمل صالح بعلم نافع، وسلوك طيب ومعاملة جيدة، وورع صادق، وإخلاص دائم، لأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

لو افترضنا ان شخصا ما- رجلا كان أو امرأة- قد وفقه الله فواظب على قيام ليلة القدر لمدة 20 عاماً فكم سيكون رصيده؟ الجواب: يقوم بضرب 83 عاماً و4 شهور في 20 سنة فيكون الجواب 1732 عاماً وثمانية شهور.. وهذا رصيد ضخم فخم سيكون عونا للمسلم على فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين.. بالإضافة الى سلوك الإنابة والإخبات والتشوق الى لقاء الله والتجافي عن دار الغرور، والطمع اللاهت اللاهف الى ما عند الله.

إن الله تعالى يقول « والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم» المزمل 20.. ولأنه يعلم ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهوان نفوسنا، وذلة معاصينا وقلة صبرنا امتن علينا بفضله وكرمه، وأسبغ علينا من واسع نعمه فجعل لنا مواسم وأوقاتاً مباركة ملأها بنفحاته وبركاته ورحماته مثل: الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفيها يوم عرفة، ومثل الليالي العشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة القدر ولعل هذه الليالي والأيام تنبه المسلم والمسلمة الى فاعلية الزمن التدميرية في عمر الإنسان المحدود المعدود على هذه الأرض، وتذكره بقول الحسن البصري (ت 115هـ) لما قال في احدى مواعظه البليغة.. واعلم يا ابن آدم أنك لم تزل تهدم عمرك منذ خرجت من بطن أمك.

اللهم افتح لنا باب الإقبال عليك حتى لا نميل الى سواك وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك حتى لا ننشغل لغير هواك، وأدخلنا بجودك وكرمك مع من أحبك وآلاك، اللهم إنك عفو تحب العفو عمن آوى ولجأ إلى حماك، اللهم اعف عن المهتدين بهداك واجعل خير أيامنا وأسعدها يوم نلقاك، واجعلنا ممن يسارع دائماً في رضاك .. آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى