يوم من الأيـــام..على كيف؟

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
إذا قمت من نومك صباحاً وتوجهت إلى أحد المرافق والمؤسسات الحكومية، ناشداً مصلحة معينة وكانت أوراقك ووثائقك كاملة وسليمة بحيث يتوجب أن تمر عبر خمسة مكاتب أو خمسة أشخاص للمراجعة والفحص والتمرير لتحصل بعدها على تقرير النجاح والتوفيق، فتيقن أنك سوف تتعرض للامتحان والاستجواب.. ومن أصعب هذه الأسئلة (سؤال من خارج المقرر) وهو .. على كيف؟

تارة يأتي السؤال جريئاً ووقحاً، وتارة يأتي عبر المماطلة والدبلوماسية التي تخفي في طياتها سؤال «على كيف؟».

فإذا كان الشخص الذي يفحص أوراقك تغيب عنه الجرأة -أو بالأحرى الوقاحة - فإنه سوف يشعل السيجارة أولاً وسيطلب الشاي ثانياً (وسيمطش) ثالثاً بتنهيدة حُزن قائلاً:

«هيا تصوروا عادنا لما الآن بلا قُراع.. أوه باقي حبة سجارة معي في الباكت» وفي كل هذا تكتيك مبطن ينطق متدحرجاً بـ «على كيف»؟ أما لو قابلت شخصاً آخر (عملي ومخارج نمبر«1») فسوف يعميك في وجهك قائلاً «تشتي تتخارج يا حبيبي وإلا تشتي عبر البريد؟) (تشتي حسب النظم واللوائح.. بعد شهر وإلا مخارجة ذلحين .. هيا اليوم».

وبهكذا لن تستطيع النجاح إلا إذا أجبت عن السؤال الإجباري.. بالمفهومية والمخارجة، وإلا سرحتك الداهوفة، وسوف تدور وتدور، وتعتجن وترتكن .. ثم تدور وتدور مثل «جمل المعصرة» وباتدوخ دوخة لا يعلم بها إلاّ الله.

يا أحبتي الأفاضل .. الأرض تنتج - مع الزمن ومرور الأعوام- نمطا معيشيا وحياتيا معينا يترسخ من خلال طبيعة العلاقة الاجتماعية التي يتداولها الناس بشكل يومي في حياتهم، مرجعين كل ذلك إلى طبيعة الواقع المعاش ومدى تجاوبه مع هذه السلوكيات أكانت إيجابية أم سلبية.

ترتقي هذه العلاقات إيجاباً، وتضمحل سلباً تبعاً لمدة صحوة الأنظمة والقوانين أو إخفاقها في ضبط إيقاع حركة الحياة.

نحن هنا لا نعمم .. فالناس يختلفون في الخلق والسلوك والمعاملة، لكننا نتحدث عن النمط الجديد المستشري بين الكثير من الناس، الذي أصبح مثل القانون يحرك مصالح الناس فيما القانون هائم شارد عن كل صغيرة وكبيرة.

هذه المعاملات المتفجرة من رحم الأرض تنفر كثيراً من رجال المال بالابتزاز والملل والعبث، فيولون دون رجعة.

اتقوا الله يا هؤلاء، فليس الكل قادراً على أن يجيب عن سؤال «على كيف؟» والبسطاء يلقون المعاناة والمرارات بسبب هذا التعنّت المؤذي، وأصبحت مصالح الناس معطلة ومركونة آملة في ابتسامة صادقة وحضور آدمي للبت في قضاياها بصدق ونزاهة من دون حتى انتظار شكر ولا جزاء.. فهل أنتم فاعلون؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى