شرف محفوظ كتاب شيق لا توجد منه سوى نسخة واحدة

> «الأيام الرياضي» عبدالله سالم بشهر/ المكلا

> أكدت كثير من الجماهير الرياضية والمتابعة لكرة القدم في بلادنا أن النجم الخلوق شرف محفوظ هو من أكثر اللاعبين، الذين نالوا حباً من الناس خلال مسيرته الكروية، وهذا التأكيد يثير تساؤلاً عن سر حب الجماهير لهذا النجم الخلوق الذي أصبح مثالاً وقدوة لقطاع كبير من الشباب دون شك ،فإن للموهبة دور رئيسي في هذا ،إلى جانب أن الشرف التلالي المحفوظ كان نجماً شديد الإخلاص، كبير العطاء والأهم أنه كان يدرك جيداً أن الجماهير تعلق عليه آمالاً، فعمل حساباً لهذه الجماهير ولم يبخل عليها بالعطاء وخاف من خالقه وخشي من عواقب الإهمال فسلم من الغرور ونجا من بريق الأضواء الباهرة وشرها التي كثيراً ما أسكرت نفوساً ضعيفة وأوصلتها إلى قاع الهاوية، ونجح في اختيار الكلمات وانتقاء الألفاظ ووضعها في المكان المناسب لها، فلم يعرف يوماً أنه تمادى أو يكابر أو يستفز الآخرين، لأنه كان يدرك بذكائه أنه يمثل ناديه وبلاده في بعض المواقف.

ومن أهم الجوانب المضيئة في شخصية أبي مالك أنه كان إنساناً بسيطاً يحفظ كبرياءه بغير ادعاء، وهو متواضع إلى أبعد الحدود يؤكد ذلك إصراره على استقبال كل محبيه، وهو بهذا العمل الطبيعي غير المصطنع قد هدم سوراً أجاد بناءه كل مغرور من أشباه النجوم، بالإضافة إلى صفة أخرى في شخصية شرفنا المحفوظ وهي الإرادة فلولا الإرادة لما كان شرف قد تعرض جسده لكثير من الإصابات التي انهكته فتغلب عليها بصبر وعزيمة الرجال، وواصل وأبدع ثم تجلت إرادته في قرار اعتزاله، حيث فضل الصدق على الأضواء وفكر بالعقل قبل العاطفة، فوداعاً أبا مالك فقد ملكت القلوب وتركت معشوقتك الكرة ومحبيك فباعتزالك ستشتاق الملاعب إليك وسيزداد حنين الشباك لأهدافك وروعة جمالها.

ويبقى سؤال مهم: هل يعتبر التفوق الرياضي وحده كافياً لصنع بطل محبوب بين الناس ؟ .. يقول كثير من المختصين والعارفين بأمور الرياضة أنه لابد أن يكون هناك تفوق مماثل في الأخلاق، وبالنسبة لشرف التلال واليمن المحفوظ فقد كان لعبه عالي المهارة وكانت موهبته الرياضية كبيرة، ولكن أخلاقه وسلوكه كانا أعظم من مهاراته وموهبته وفعلاً صدق من قال:

(شرف محفوظ كتاب شيق لا توجد منه سوى نسخة واحدة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى