مع القرآن

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> اختلف المفسرون واللغويون في مسألة الحروف المقطعة التي افتتحت بها العديد من سور القرآن مثل: (كهيعص، الم، ق، الر، يس، طه.. الخ) .. وقد اوردت الدكتورة (عائشة عبدالرحمن) رحمها الله- أستاذ ورئيس كرسي التفسير في جامعة القرويين بالمغرب - تحليلات شتى، وتأويلات مختلفة منها:

1- أنها حروف تدل على اسم الله الأعظم.

2- هي مفاتيح لأسماء الله الحسنى.

3- أنها أسماء للسور الواردة فيها.

4- أنها من أسماء القرآن.

5- هي حروف تدل على التنبيه.

6- أن كل حرف منها له عدد، ومجموع الأحرف والاعداد يدل على عمر أمة الاسلام، أو قيام الساعة.. بمقتضى حساب الجمل- بضم الجيم وتشديد الميم!!

7- يدل كل حرف إلى كثرة وروده في السورة، مثل نسبة ورود حرف الالف واللام والميم في سورتي البقرة وآل عمران مثلاً، أو غلبة حرف القاف في سورة (ق).

8- قال بعضهم: هي من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، ولذلك اورد بعض المفسرين عبارة (الله أعلم بمراده) بعد تلك الاحرف، (راجع كتاب - الاعجاز البياني في القرآن للدكتورة عائشة عبدالرحمن صفحة 128 وما بعدها).

ويعلق د. صلاح الخالدي في كتابه البديع (البيان في إعجاز القرآن) صفحة 156 على تلك الآراء بقوله: «وتلك الاقوال كلها مرجوحة، ومنها ما هو باطل مثل القول السادس، ولا نرى أنها من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، ونرى أننا مطالبون بالنظر فيها، وتدبرها ومحاولة الوقوف على معناها.

وأقدم هنا رأي الشهيد المظلوم سيد قطب - رحمه الله - في ظلال القرآن 1/38 بتصرف: «إنها إشارة إلى أن هذا الكتاب مؤلف من جنس هذه الاحرف، وهي في متناول المخاطبين به من العرب، ولكنه - مع هذا - هو ذلك الكتاب المعجز الذي لا يمكن لهم أن يصوغوا من تلك الحروف مثله.. والشأن في هذا الاعجاز هو الشأن في خلق الله جميعا، وهو مثل صنع الله في كل شيء وصنع الناس. إن هذه التربة يصوغ الناس منها لبنة أو آجرّة أو آنية.. ولكن الله المبدع يجعل من تلك التربة حياة، حياة نابضة خافقة تنطوي على السر الإلهي المعجز: سر الحياة.. وهكذا القرآن حروف وكلمات يصوغ منها البشر كلاماً وأوزاناً ويجعل منها الله قرآنا وفرقاناً والفرق بين صنع الله وصنع البشر من هذه الحروف والكلمات هو الفرق ما بين الجسد الخامد والروح النابض، هوالفرق ما بين صورة الحياة وحقيقة الحياة». وستكون لنا عودة - إن شاء الله الى هذا الموضوع.

اللهم فارق الفرقان، ومنزل القرأن، بالحكمة والبيان اجعل جوانحنا لجمال كتابك مشاهدة واجعل جوارحنا إلى منازل طاعتك قائدة واجعل افهامنا لعظمتك ساجدة، وقلوبنا لمحبة كتابك واجدة ومن أجله مجاهدة، آمين.. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى