بأية حال عدت يا عيد

> م.محمد شفيق أمان:

> أقبل العيد، وازدحامات الشوارع بالأطفال على اختلاف أعمارهم والشباب عاما عن عام تكتظ بالمزيد، بالمزيد غير الطبيعي، الخارج عن المألوف حتى لكأن الرائي إلى المشهد يحسبهم خروجا من بيوت لهم تحت الارض غير ما هو ظاهر على سطحها وعلى ضيق حجمها، كيف احتملت كل تلك الجموع الكثيفة؟

عدن القديمة لا تغيب صورة بيوتها عن أفئذة الذين يعرفونها، كما لا تغفل ذاكرتهم أبدا أعداد ناسها وربما أسماءها، والعارف جيدا للمدينة القديمة لاشك يستطيع أن يسمي البيوت بأسماء أصحابها.

أينما تول وجهك اليوم تجد الزحام اللافت، زحام البشر والعربات، وزحام البناء على السطوح القديمة والجبال وعلى ما كان يجد الاطفال لهم مرتعا للعب والمرح من مساحات بين البيوت والأحياء، فهي لم تعد غير كتل من الاسمنت والحجر حتى مقبرة المدينة ضاقت بمن فيها من الأحياء والأموات، الأحياء الذين اقتصوا من أطرافها بيوتا لهم، والأموات الذين صارت قبورهم زحاما غير مسبوق.

لكن العيد هو العيد، لا يعرف زحاما ولا فضاء ، فهو يغدو علينا ويروح عنا في زمانه الذي لا يخلفه ومكانه الذي لا يثنيه عنه حاجز، ويبقى زمان ومكان الفقير والمسكين اللذين لا حول لهما ولا قوة على صد أو تأخير موعد العيد ريثما يجود الزمان عليهما بثوب متواضع جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى