الاصلاح ليس اجندة اميركية ومن "الخطأ" ربطه بحل الصراع العربي الاسرائيلي

> المنامة «الأيام» ا.ف.ب :

> بدأ وزراء خارجية حوالى عشرين دولة من منطقة الشرق الاوسط ومجموعة الثماني ودول اوروبية اخرى امس الجمعة بالتوافد الى المنامة للمشاركة في الدورة الثانية من "منتدى المستقبل" الذي يفتتح رسمي اليوم السبت.

وقال مسؤول اميركي في تصريحات صحافية ادلى بها في المنامة ان الاصلاح في منطقة الشرق الاوسط ليس اجندة اميركية، في رد على انتقادات بشأن سعي واشنطن الى فرض اصلاحات من الخارج على المنطقة، في حين شدد وزير بحريني على ان "من الخطأ" ربط الاصلاحات في المنطقة بحل الصراع العربي الاسرائيلي .

وقال سكوت كاربنتر نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية ان "اجندة الاصلاحات ليست اجندتنا انها اجندة الجميع في المنطقة".

وتستضيف المنامة الجمعة والسبت الدورة الثانية من "منتدى المستقبل" لاشاعة الديموقراطية والاصلاح في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

ويسعى المسؤول الاميركي الذي كانت بلاده وراء مبادرة لدفع الاصلاحات في الشرق الاوسط في 2003، الى الرد على انتقادات تثار باستمرار في المنطقة وتؤكد ان الاصلاح لا يمكن ان ينبع الا من داخل المنطقة ولا يمكن فرضه من خارجها.

وتواجه الولايات المتحدة انتقادات في المنطقة بسبب تعثر حل النزاع في الشرق الاوسط بشكل رئيسي.

وقال كاربنتر ان "ما نفعله هو اننا نسهل تنفيذ الاصلاحات"، مؤكدا انه "لا يجب النظر الى الاصلاحات على انها عملية تتم بين عشية وضحاها".

واضاف ردا على سؤال "نحث الحكومات في المنطقة على انهاء العمل بقوانين الطوارىء" المفروضة في عدد من دول منطقة الشرق الاوسط.

واشار كاربنتر الى ان الولايات المتحدة تتعامل اساسا مع حكومات المنطقة "لكننا نتعامل ايضا مع بعض مكونات المجتمع المدني المعارضة".

من جهته اكد عبد اللطيف عبد الله المستشار في وزارة الخارجية البحرينية الذي تتراس بلاده مع بريطانيا "منتدى المستقبل" انه "علينا ان ننظر الى عملية الاصلاح على انها حاجة داخلية وانها تهم الجميع في المنطقة ولا احد يفرضها. انها تأتي من الداخل ونحن بحاجة اليها".

واكد المسؤول البحريني عدم مشاركة او دعوة اي وفد اسرائيلي للمشاركة في المنتدى.

من جهته، قال بيتر غودرهام مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية البريطانية "لا نريد ان ينظر الى اننا نفرض هذه العملية على المنطقة. اننا نعمل
بشراكة".

وعقد امس اجتماعات مغلقة بين كبار مسؤولي الدول المشاركة لوضع اللمسات الاخيرة على المشروعين اللذين يتوقع الاعلان عنهما في المنتدى وهما "صندوق المستقبل" الذي سيخصص له حوالي مئة مليون دولار وفق ما اعلن في واشنطن و"مؤسسة المستقبل".

كما سيتم تبني "اعلان المنامة" الذي يحدد المبادىء التي تتفق عليها الدول المشاركة لدفع الاصلاح والديموقراطية في المنطقة.

واكد كاربنتر ان الهيئتين "ستكونان مستقلتين تماما عن الحكومات (..) التي لن تتدخل في شؤونهما"، مضيفا انه يجب على الدولة المضيفة ان تطبق بعض المعايير مثل تسهيل عمل المنظمات غير الحكومية واحترام حقوق الانسان.

واوضح في حديث لصحيفة "الوسط" البحرينية نشرته اليوم "اعتقد ان تأسيس طاقم مجلس الادارة (لمؤسسة المستقبل) سيتم في منتصف كانون الثاني/يناير 2006 على ان يبدأ اول اجتماع في اذار/مارس المقبل".

واشار الى ان اربع دول في المنطقة رحبت باستضافة المؤسسة هي البحرين وقطر ولبنان والاردن الذي سيحتضن الدورة الثالثة من "منتدى المستقبل" العام القادم.

من جهة اخرى قال وزير الاعلام وزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني محمد عبدالغفار ان "من الخطأ ربط الاصلاح بايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي" مؤكدا ان الاصلاح يجب ان يكون "ذاتيا وبقناعة القيادات العربية الحاكمة".

واوضح في مؤتمر صحافي عقده اليوم ان "الصراع العربي الاسرائيلي صراع طويل وصعب جدا واعتقد ان من الخطأ ان نربط عملية التغيير في العالم العربي والتنمية السياسية والاقتصادية بايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي".

وكان الوزير يرد على سؤال بشأن التحفظات التي ابدتها دول عربية شاركت في الدورة الاولى من "منتدى المستقبل" في كانون الاول/ديسمبر 2004 في الرباط عن المضي في الاصلاحات رابطة ذلك بحل الصراع العربي الاسرائيلي.

وتابع عبد الغفار "الاصلاح يجب ان يكون ذاتيا ومنبثقا من قناعات القيادات العربية والمجتمعات العربية".

وردا على سؤال حول اهمية تخصيص صندوق لاشاعة الاصلاح والديموقراطية في المنطقة، قال عبد الغفار ان المساعدات الاجنبية والصناديق "قد تساعد لكنها لا تقدم حلولا سحرية" مؤكدا "ان اي دولة لن تتطور ما لم تعتمد على طاقاتها الذاتية وعلى رؤية واضحة لعملية التنمية والوعي بالمتغيرات التي حدثت".

ويشارك وزراء خارجية 13 دولة عربية الى جانب وزيري خارجية بريطانيا جاك سترو والولايات المتحدة كوندوليزا رايس بالخصوص في المنتدى اليوم الجمعة في عشاء عمل
للتباحث في هذه المشاريع والاوضاع في المنطقة، حسب ما ذكر احد المنظمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى