اتهامات بشار الاسد للبنان تؤجج التوتر بين بيروت ودمشق

> بيروت «الأيام» سليم ياسين:

> ادى الخطاب الشديد اللهجة الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد أمس الأول الخميس وشن فيه هجوما عنيفا على السلطات اللبنانية واصفا هذا البلد بانه "ممر ومصنع لكل مؤامرة على سوريا"، الى تأجيج التوتر بين البلدين واثار تجاذبات داخل الحكومة اللبنانية.

والقى الاسد خطابا هجوميا رأت الصحافة العربية من خلاله انه "اختار المواجهة"، فحمل فيه بقوة على الحكومة اللبنانية المنبثقة عن الغالبية النيابية الجديدة واعتبر ان لبنان عاد "ممرا ومصنعا لكل مؤامرة على سوريا".

ولقي هذا الخطاب انتقادات وتنديدا في العواصم الغربية.

وهاجم الاسد خصوصا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي وصفه بانه "عبد مأمور لعبد مأمور" في اشارة الى سعد الحريري نجل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي قتل في عملية تفجير في بيروت في 14 فبراير الماضي. كذلك حمل على مناصري الحريري معتبرا انهم "تجار دم".

واتهم الاسد بعض افراد الحكومة اللبنانية بالعمل من اجل اقامة اتفاق سلام منفصل مع اسرائيل.

ورفضت الحكومة اللبنانية هذه الاتهامات بالرغم من ممانعة الوزراء الشيعة من حركة امل وحزب الله الحليفين لسوريا.

وقد انسحب الوزراء الشيعة الخمسة من مجلس الوزراء الذي انعقد مساء الخميس في بيروت "احتجاجا" على التطرق الى خطاب الاسد "الذي لم يكن مدرجا في جدول الاعمال".

غير ان باقي اعضاء الحكومة تجاهلوا هذا الموقف وعبروا عن تضامنهم مع السنيورة في وجه حملة بشار الاسد الذي سيطرت بلاده لسنوات عديدة على لبنان حتى انسحاب قواتها منه في ابريل الماضي تحت ضغط الشارع اللبناني والاسرة الدولية.

ووصفت الصحافة اللبنانية كلمة الاسد بـ"خطاب المواجهة". ورأت صحيفة النهار فيه "اعلان حرب جديدة على لبنان واللبنانيين" معتبرة ان "كلامه يندرج في خانة التهديد المباشر لمجموعات كبيرة من المواطنين والسياسيين والاعلاميين".

وكتب المدير العام لصحيفة النهار النائب جبران التويني "لقد فاجأنا الخطاب بتحريضه على الدولة اللبنانية الجديدة التي انبثقت من انتخابات نيابية جرت للمرة الاولى خارج الوصاية السورية".

واتهم الرئيس السوري بانه "حاول بكلامه التحريضي شق الصف الداخلي وخلق محاور سياسية وحتى مذهبية جديدة بهدف القيام بانتفاضة مضادة لانتفاضة الاستقلال ومتوعدا بأن يقوم بكل ما في وسعه كي تنتصر هذه +الانتفاضة المستوردة من سوريا+ على انتفاضة اللبنانيين الامر الذي يهدد بجولات عنف جديدة ضد الوطن والمواطنين".

وقال الاسد في خطابه ان الانتخابات التي جرت في لبنان في مايو "لم تكن محطة لبنانية بل كانت محطة دولية وبداية نقل لبنان من دوره العربي الى التدويل والتدويل هو نقله اكثر باتجاه اسرائيل".

وفي الوقت الحاضر يبدو ان الهجوم السوري لا يهدد بانفراط الحكومة اللبنانية ولو ان وزير الاعلام غازي العريضي اعترف بانه انعكس على لحمتها.

واثارت هذه الازمة مجددا "المخاوف الشيعية" ولا سيما بشأن مستقبل سلاح حزب الله الذي يدعو قرار مجلس الامن 1559 الى نزعه والذي يشكل موضع خلاف داخل الطبقة السياسية اللبنانية.

وقال نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله "نقول له (للرئيس الاسد) ان لبنان لن يكون ممرا للمؤامرات ضد سوريا وستبقى هويته عربية وسنمد يدنا لكل من يحارب الاستعمار ولكل من يقف ضد 17 ايار/مايو جديد".

ونظم حزب الله المدرج على اللائحة الاميركية لـ"المنظمات الارهابية" قبل عشرة ايام عرضا عسكريا ضخما في ضاحية بيروت كان بمثابة استعراض قوة رغم غياب السلاح فيه.

ويواصل قادة حزب الله التأكيد على تمسكهم بسلاحهم. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى