الاردن يستجوب مشتبها بهم بعد تفجيرات عمان

> عمان «الأيام» سليمان الخالدي وايبون فيليلابيتيا:

>
احد القتلى في فندق جراند حياة
احد القتلى في فندق جراند حياة
حققت قوات الامن الاردنية أمس الجمعة مع عشرات من العرب من ضمنهم عراقيون لتورطهم المشتبه به في التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي وقعت في فنادق فاخرة بالعاصمة الاردنية عمان قبل يومين وراح ضحيتها 56 شخصا وأعلنت القاعدة مسؤوليتها عنها.

وبعد يوم من تعهد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امس الأول الخميس بتعقب المتشددين المسؤولين عن التفجيرات وإخراجهم من جحورهم صعدت السلطات من ملاحقتها لخلايا كامنة في شتى انحاء البلاد.

وقال مصدر امني لرويترز ان الشرطة قامت امس الأول الخميس بعمليات مداهمة وتفتيش لاحياء فقيرة من عمان يعيش فيها عدد كبير من العمال العراقيين. ولم يتوفر المز يد من التفاصيل.

وقال عوني يرفاس وزير الداخلية الاردني لرويترز "السلطات تحقق" مع عدد كبير من المشتبه بهم من جنسيات مختلفة من بينهم عراقيون لجمع الادلة التي يمكن ان تقود الى الجناة.

وفي واحد من أسوأ الهجمات التي شهدها الاردن في تاريخه الحديث حوّل مهاجمان انتحاريان حفلي زفاف مزدحمين الى ساحات للدم والذعر في فندقي راديسون ساس وجراند حياة بوسط عمان. واستهدف تفجير ثالث فندق دايز ان.

وقتل في الهجمات 56 شخصا على الاقل غالبيتهم اردنيون وجرح 96 لكن مسؤولي الصحة حذروا من امكانية ارتفاع عدد القتلى نظرا لوجود 17 حالة حرجة بين المصابين.

وصرح يرفاس بان خبراء الطب الشرعي يجرون تحليلات الحمض النووي (دي.ان.ايه) لاشلاء يعتقد مسؤولو الامن انها للمفجرين.

وقال الملك عبد الله أمس الأول في كلمة اذاعها التلفزيون بعد يوم من الهجمات شبه المتزامنة التي اعلن تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عنها "اننا سنلاحق هؤلاء المجرمين ومن يقف وراءهم وسنصل اليهم اينما كانوا ونخرجهم من جحورهم ونقدمهم للعدالة." واضاف عبد الله في كلمة موجزة بدا أنها تهدف الى طمأنة الاردنيين المصدومين "كلنا يجب ان نكون يدا واحدة وقلبا واحدا في التصدي لهذه المجموعات الارهابية الجبانة التي لا دين لها ولا ضمير." ولم يذكر العاهل الاردني اي اجراءات محددة.

وقال نائب رئيس الوزراء الاردني مروان المعشر للصحفيين ان الهجمات نفذها ثلاثة مهاجمين انتحاريين كانوا يرتدون احزمة ناسفة، وان اثنين منهم دخلا فندقين فيما فجر الثالث نفسه في سيارة خارج الفندق.

وأضاف ان التفجيرات اسفرت عن مقتل 56 شخصا واصابة 96 اخرين. وكان بيان لمجلس الوزراء قال في وقت سابق ان الحصيلة بلغت 57 قتيلا و 110 مصابين.

وقال تنظيم القاعدة في العراق الذي يقوده الاردني ابو مصعب الزرقاوي في بيان نشر على موقع على شبكة الانترنت "ثلة من اسود خير الكتائب وأكرمها" نفذت الهجمات على الفنادق لان ضباط مخابرات امريكيين واسرائيليين يستخدمونها.

وزعمت الجماعة في البيان انه "بعد دراسة الاهداف ومراقبتها تم اختيار اماكن التنفيذ لبعض الفنادق" التي وصفها بأنها تحولت الى "حديقة خلفية لاعداء الدين من يهود وصليبيين ومرتعا قذرا لخونة الامة من المرتدين وملاذا آمنا لمخابرات الكفار." ولم يتسن على الفور التحقق من صحة البيان.

ويتردد على الفنادق متعاقدون امنيون غربيون وصحفيون وموظفو هيئات المساعدات يستخدم كثيرون منهم عمان كنقطة توقف او كقاعدة لعملياتهم في العراق .

ولكن معظم الضحايا كانوا اردنيين. وقالت السفارة الامريكية في الاردن أمس آن اثنين من الامريكيين كانا من بين القتلى كما جرح اربعة آخرون. وقالت قناتا الجزيرة والعربية الفضائيتان ان المخرج السينمائي العالمي العربي الاصل مصطفى العقاد توفي في المستشفى متأثرا بجروحه من جراء التفجيرات كما قتلت ابنته في احد الانفجارات في التو.

وقالت الصين ان ثلاثة من مواطنيها كانوا ضمن القتلى. وقال دبلوماسي فلسطيني ان ضابطا فلسطينيا كبيرا ومسؤولين اثنين آخرين قتلوا في الهجمات.

وقال النقيب بشير الدعيجة المتحدث باسم الشرطة الاردنية ان سعوديا واندونيسيا كانا ايضا بين القتلى.

وتستضيف عمان نحو 400 الف عراقي فروا من بلادهم المضطربة وأخذوا معهم ثرواتهم. وترصد الولايات المتحدة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود الى قتل او اعتقال الزرقاوي.

وقال امس الأول الرئيس الامريكي جورج بوش للصحفيين في واشنطن "اليوم روع العالم بمشهد هجمات على اشخاص ابرياء في الاردن من جانب قتلة يشوهون سمعة ديانة عظيمة." واضاف ان الولايات المتحدة وحلفاءها يجب ان يظلوا حازمين في محاربة الارهاب.

الملكة رانيا تعود احدى المصابات في المستشفى يوم امس الأول
الملكة رانيا تعود احدى المصابات في المستشفى يوم امس الأول
وفي واشنطن توقع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي بتصاعد الهجمات مثل تفجيرات فنادق الاردن مع تحول المتشددين الى ضرب اهداف في دول اخرى بالشرق الاوسط.

وقال عبد المهدي انه نظرا لأن المتشددين الاسلاميين اصبحوا "ضعفاء او اضعفوا في العراق فإنهم سيفتحون جبهة اخرى في اجزاء اخرى من العالم بما في ذلك العالم العربي." وقال "يجب على الدول جميعا ان تتوخى الحذر." والقى الملك عبد الله في بيان اصدره الديوان الملكي باللوم في الهجمات على "فئات ضالة مضللة".

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بينما كانت في طريقها الى الشرق الاوسط والتي وصلت أمس الأول في زيارة مفاجئة للعراق ان واشنطن ستقدم اي مساعدة يمكنها تقديمها وإنها قد تضم عمان الى جولتها في المنطقة.

واضافت للصحفيين في مطار شانون بايرلندا "اذا كانوا يعتقدون ان ذلك سيكون مفيدا فسوف نتوقف (في عمان)." ومن المقرر ان تزور رايس البحرين والمملكة العربية السعودية واسرائيل والضفة الغربية.

وقال فاروق القصراوي وزير الخارجية الاردني ان الهجمات لن تغير سياسة الاردن وهو حليف وثيق للولايات المتحدة وله حدود مشتركة مع العراق وسوريا والمملكة العربية السعودية واسرائيل.

والاردن احد بلدين عربيين وقعا معاهدات سلام مع اسرائيل. وساعد الاردن الولايات المتحدة في الحرب في العراق.

ويلقى موقف الاردن استحسانا في الغرب لا في الداخل حيث تواجه الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق وتأييد واشنطن لاسرائيل استياء كبيرا من غالبية سكان الاردن ذوي الاصل الفلسطيني. وتجنب الاردن في السابق هجمات كبرى. وقالت السلطات ان يقظتها ساعدت في احباط كثير من المؤامرات في وقت سابق.

وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي زار الاردن يوم الخميس في طريقه الى العراق للصحفيين في فندق جراند حياة المدمر "هذا شر عالمي." واضاف "تصميم الاردن على مكافحة هذا الارهاب هو نفس تصميمنا ايضا." واغلق الاردن حدوده لفترة وجيزة لمنع فرار المشتبه بهم. وقال مسؤول امني ا نه تم اعتقال العشرات.

ودعا مجلس الامن الدولي يوم الخميس الى تقديم المسؤولين عن تلك التفجيرات الانتحارية الى ساحة العدالة على وجه السرعة وحث جميع الحكومات على مساعدة السلطات الاردنية في تعقبهم.ووصل الامين العام للامم المتحدة الى عمان أمس الجمعة لمقابلة الملك عبد الله وزيارة موظفي الامم المتحدة في المملكة. وكان من المقرر ان يزور عنان الاردن يوم الخميس لكن الزيارة تأجلت يوما بسبب التفجيرات.

قتلى امام فندق ديزان وسط عمان
قتلى امام فندق ديزان وسط عمان
ونصحت السفارة الامريكية في عمان الامريكيين بالبقاء في غرف الفنادق التي يقيمون بها لاطول وقت ممكن وتجنب المطاعم والملاهي الليلية والمواقع الاخرى التي تعتبر اهدافا غربية.

واغلقت المدارس والاعمال التجارية والادارات العامة بينما نشرت قوات الامن حواجز التفتيش حول الفنادق والسفارات ونكست الاعلام.

والانفجار الذي وقع في مبنى فندق راديسون وقع في قاعة افراح حيث كان حوالي 250 شخصا يحضرون حفل زفاف. وقال العريس المصدوم اشرف الاخرس لرويترز ان هذا كان حفل زفافه. وفقد الزوج الذي يبلغ الثانية والثلاثين من عمره عشرة من افراد اسرته منهم والده في الانفجار.

وتظاهر مئات حملوا الاعلام الاردنية وصور الملك عبد الله الثاني قرب فندق راديسون يوم الخميس. وكتب على احدى اللافتات التي حملها المتظاهرون عبارة "الزرقاوي حثالة".

وفي اغسطس اعلنت القاعدة بالعراق مسؤوليتها عن هجوم صاروخي فاشل على سفن للبحرية الامريكية في ميناء العقبة الاردني. وصدر الحكم بسجن الزرقاوي في الاردن لمدة 15 عاما في عام 1996 لكنه خرج من السجن بعد ثلاثة اعوام بموجب عفو من الملك عبد الله الثاني.

وادانت الدول العربية في المنطقة التفجيرات فيما شدد بعضها من اجراءاته الامنية مثل اليمن.

وقال مجلس التعاون الخليجي في بيان انه يجدد التاكيد على ان الحوادث الارهابية هي هجمات بغيضة تتعارض مع جميع الاديان والمبادئ الانسانية. رويترز ...شارك في التغطية سينثيا جونستون في عمان وميرال فهمي في دبي وفيل بوليلا في روما وستيف هولاند في واشنطن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى