الارهاب يقتل مخرح فيلم الرسالة

> «الأيام» عبدالعزيز يحيى محمد:

> المخرج السوري العالمي (مصطفى العقاد) وابنته (ريما) كانا ضمن الـ 59 شخصا الذين استشهدوا بالاضافة إلى جرح حوالي 100 شخص آخرين جراء العمل الإرهابي القذر والجبان الذي تم تنفيذه في العاصمة الأردنية عمان مساء يوم الأربعاء 9/11/2005م وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه.

ويعد العقاد من أشهر الفنانين العالميين في مجال الإخراج السينمائي، بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في إخراج العديد من الأفلام وفي مقدمتها أفلام الرعب التي أنتجتها عاصمة السينما العالمية (هوليود)، للأساليب الفنية الرائعة التي اتبعها في إخراج تلك الأفلام مما شكل إضافة جديدة في عالم السينما، بعد ذلك اختير العقاد لإخراج أهم فيلمين تاريخيين عربيين هما: (الرسالة) و(عمر المختار) حيث تناول الأول البدايات الأولى لظهور الدعوة الإسلامية فيما تناول الثاني السيرة البطولية العظيمة للمجاهد الليبي عمر المختار في قيادة شعبه لمقاومة الاستعمار الإيطالي الذي كان جاثما على أرض بلاده. وقد أدى دور عمر المختار الممثل الأمريكي الراحل (انطوني كوين) الذي كان أشهر وأهم ممثل على مستوى العالم كله.

فمن خلال مشاهدتنا للفيلمين يتبين لنا أن العقاد قد وظف كل الإمكانات المالية والمادية الضخمة التي رصدت للفيلمين بصورة جعلت منهما فيلمين عالميين بكل جدارة واستحقاق، حيث تجسد ذلك في حرص الكثير من أفراد شعوب الأرض على مختلف ثقافاتهم ومذاهبهم وأديانهم على مشاهدة هذين الفيلمين، ومن المفارقات التي تبعث على الاستغراب أن فيلم (الرسالة) مُنع وما يزال يمنع عرضه في سوريا، وهو البلد الذي ينتمي إليه مخرجه العقاد.

وحين كان مصطفى العقاد يتحدث عن حال الفن السابع (السينما) في عالمنا العربي فقد كان حديثه مليئا بالألم والمرارة والحسرة للأوضاع الصعبة السيئة للغاية التي تعيشها وتمر بها وتعاني منها السينما العربية ومبدعوها، الناتجة وبدرجة رئيسية من الإهمال واللا مبالاة اللذين تبديهما الحكومات العربية تجاه هذا الفن الراقي والجميل، برغم الأهمية الكبيرة التي يكتسبها في حياة الأمم والشعوب قاطبة.

ففي المقابلة التي أجراها معه برنامج (اللقاء المفتوح) الذي بثته قناة (الجزيرة) قبل عام، وهي المرة الأولى التي تسمح له السلطات السورية بالحديث لقناة فضائية من سوريا، كما ذكر ذلك مؤخراً مقدم ذلك البرنامج (غسان بن جدو)، قال العقاد: لو أن كل دولة عربية خصصت قيمة طائرة عسكرية واحدة فقط لأمكن بناء وتجهيز مدينة سينمائية عربية متكاملة من شأنها أن تمكن مبدعينا العرب السينمائيين من إنتاج وتقديم عشرات الأفلام الهامة في مختلف المواضيع كل عام بأقل تكلفة وبوقت أسرع، الأمر الذي سيخلق وعيا ثقافيا عاليا لدى غالبية المواطنين العرب.

وحين تحدث عن دور الإعلام العربي في التأثير على الرأي العام الغربي بصدد قضايانا العادلة فإن أهم ما سمعته بهذا الخصوص، هو ما ذكره عن المناضلة الفلسطينية (حنان عشراوي) فلكونها مسيحية فقد طلب منها العقاد، حين علم أن إحدى المحطات التلفزيونية الأمريكية ستجري معها مقابلة، أن تضع على عنقها عقداً يتدلى في نهايته صليب يكون ظاهرا للمشاهدين، وذلك كي تكسب تعاطف وتأييد المشاهدين الأمريكيين المسيحيين، إلا أن حنان عشراوي رفضت القبول بفكرة العقاد تلك إذ قالت: على شعوب العالم أن تتعاطف وتؤيد القضية الفلسطينية على أساس أنها قضية شعب مضطهد سلبت حقوقه لا أن يتعاطفوا معها ويؤيدوها على أساس ديني.

أخيرا .. تُرى أي دين هذا الذي يعتنقه أفراد تلك الجماعات الإرهابية ويبرر لها نتيجة العمل الذي قامت به والذي أدى إلى استشهاد مخرج فيلمي (الرسالة) و(عمر المختار) ومعه ابنته الشابة و57 شخصا من الأبرياء بالإضافة إلى جرح حوالي 100 شخص آخرين، ناهيك عن الأضرار المادية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت وستـلحق بالشعب الأردني الطيب؟!

تغمد الله المخرج العالمي مصطفى العقاد وكل الذين استشهدوا في ذلك العمل الإجرامي بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى