السوق المركزي بعتق : باعة يفترشون الشارع ومحلات للبيع مغلقة وازدحام وانعدام النظافة

> «الأيام» احمد بوصالح:

>
الباعة خارج اسوار السوق
الباعة خارج اسوار السوق
السوق المركزي بمدينة عتق احسنت السلطة المحلية بمحافظة شبوة ممثلة بمكتب الاشغال العامة والطرق صنعاً بإنشائه في وسط العاصمة وتجميع كافة الباعة للخضروات والسمك والقات في مكان واحد، وتسهيل مهمة المواطن المستهلك في شراء جميع محتاجاته اليومية. وهكذا عمل من صلب مهام مكتب الاشغال العامة ولكن الملاحظ ان المكتب اكتفى ببناء السوق فقط ثم رفع يده منها تماما اللهم إلا من استلام الايجارات الشهرية من الباعة.

«الأيام» لفت نظرها الوضع المزري للسوق فدخلت بكاميرتها الى اروقة السوق وتجولت ورصدت الملاحظات التالية:

سوق مركزي للقات
قبل سنوات كما اشرت سلفا تم بناء السوق ليستوعب بائعي الخضار والفواكه والاسماك والقات، وتكون السوق من اكثر من 60 محلا (دكانا) تم تأجيرها لعدد من المواطنين المشتغلين في هذه المجالات واحتل بائعو القات اكثر من 80% والبقية الباقية للاسماك والخضار والفواكه والبوفيات والمطاعم الشعبية وغيرها مما دعا بعد سنوات لبناء ملحق يتكون من 20 محلا بهدف تخصيصها لبائعي الخضار والفواكه بالإضافة الى انشاء (برندات) من الخارج باتجاه الشارع العام للغرض نفسه وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على استئجار هذه المحلات ولكن يبدو أن ذلك لم يف بالغرض بدليل وجود عشرات الباعة خصوصا باعة الخضار والفواكه خارج أسوار وحرم السوق.

شارع مزدحم .. ومحلات مغلقة
بتزايد الباعة اتسعت رقعة السوق حتى احتلت المساحات كلها المحيطة بالسوق والبعيدة منه بأكثر من مائتي متر.

الشيء الذي ترتب عليه ميلاد زحمة مستمرة في الشوارع الاربعة المحيطة بالسوق اضافة الى تشويه كامل للمنظر الجمالي للمنطقة التي يمر بها الشارع الرئيسي المؤدي الى السوق القديم وإدارة المحافظة والفنادق والمطار ومرافق الدولة المختلفة، وكل ذلك يحدث طبعا في حين توجد محلات عدة خاوية على عروشها بالملحق الذي تم بناؤه في وقت لاحق، ولا يعرف هل هي مؤجرة ام لا؟ لكنها في كل الاحوال مغلقة ولم يستفد منها رغم الوضع المزري الموجود في الخارج.

نظافة غائبة
خلال التجوال في السوق يلاحظ غياب كامل للنظافة وانعدمها، ولو بدأنا بالسوق من الداخل الذي تحتل مفارش القات اكثر من 80% من اجمالي مساحته، سنجد انه لا يحمل من السوق إلا التسمية بسبب تكوم بقايا القات وتوابعه:

شوالات (جواني) حبال وأكياس نايلون وأعلاف وغيرها، ومع هذا يمارس الباعة نشاطهم وكأن كل شيء على ما يرام، كما أن المستهلكين بما فيهم بعض المسؤولين المباشرين عن السوق والموظفين المحصلين للايجارات والرسوم وغيرها يؤدون نشاطهم اليومي في شراء القات والخضار والسمك مستخدمين الكمامات بالأيادي أو بالقماش المحمول على اجسادهم، اما خارج أسوار السوق المركزي فحدث ولا حرج، حيث تتراكم بقايا خضار وأسماك وتتجمع مياه المجاري أحيانا لتنبعث منها الروائح الكريهة من مسافة بعيدة، مع انه لا يمكن تجاهل وجود برميل كبير في الخارج غير أنه لم يستوعب سوى 5% من اجمالي فضلات السوق، والمصيبة أنك احيانا تجده خاليا تماما بينما تتكوم حوله من كل الجهات أطنان من القمامة.

سور.. وأكشاك
مما يلفت النظر بالسوق ايضا وجود عشرات الاكشاك لكل الاغراض تحيط بسوره الخارجي من كافة الجهات وتقوم ببيع كل الاحتياجات من ملابس وأحذية وجنابي وكاسيتات والكترونيات، كل شيء تقريبا موجود بهذه الاكشاك التي يصل مساحة الواحد منها الى 4 أمتار، وهذه بالطبع تخصم من مساحة الشارع، حيث تتبقى منه مساحة لا تتعدى 3 أمتار وتستخدم لمرور السيارات والبشر، ولكم أن تتخيلوا شارعا بهذه السعة كيف سيكون مظهره وخاصة في ساعات الذروة! مع العلم أن هناك ايضا على الضفة الأخرى للشارع بائعي أوانٍ منزلية وخرازين يفترشون ارضية الشارع مما يدعو كل من يمر في تلك اللحظة أن يردد بعلو صوته اغنية: «زحمة يا دنيا زحمة».

موقف سيارات محتل
اكبر مشكلة يعانيها مالك أو سائق سيارة قاد سيارته إلى السوق هي اين يوقف سيارته، فيستغرق منه البحث عن موقف وقتا طويلا حتى يجد له موطئا لعجلات سيارته في الشارع، لسبب بسيط وهو أن المساحات التي خططت لتكون موقفاً للسيارات تم احتلالها من قبل بائعي الخضار أو الأكشاك لهذا تظل المشكلة كبيرة ومعقدة وبدون حل خلال السنوات القادمة إلا اذا (حمّرت) السلطة عيونها؟

ازدحام مارة ومركبات في الشوارع المحيطة
ازدحام مارة ومركبات في الشوارع المحيطة
متسولون أكثر من الزبائن
بمجرد أن تضع يدك في جيبك حتى ولو كان خاليا فجأة وبسرعة الصوت أو البرق تجد حولك اربعة متسولين مختلفي الاشكال والاحجام والأعمار واللهجات جميعهم يتسولون إليك مرددين عبارات محفوظة عن ظهر قلب «الله يخليك ويرزقك ويطول عمرك ويبارك في رزقك وعيالك» وغيرها .. أطفال يرددونها لم تتعد اعمارهم خمس سنوات (بدون غلط) وصوماليون معظمهم نساء يرددون نفس العبارات بكل طلاقة .. متسولو آخر زمان (فحاسين) يفحسوك فحس حتى يسببوا لك الغثيان ويخرجوك عن طورك بعد اكتمال حدود صبرك، الذي يتعرض للقتل كل يوم في سوق عتق من قبل هؤلاء المتسولين، الذين يكاد يصل عددهم لأكثر من الزبائن والبائعين معاً.. اللهم جنبنا المتسولين وويلاتهم.

مطاعم شعبية لك الله
وبداخل السوق ثلاثة مطاعم شعبية يتضح منذ الوهلة الأولى لدخولك إليها انها تفتقد كل شيء تقريبا يمت بصلة للصحة العامة، وينطبق القول ايضا على المطاعم الأخرى المحيطة بالسوق من الخارج، فبالرغم من أن العمل فيها ماشي عال العال ما شاء الله إلا أن اصحابها وفي ظل الغياب التام للجهات الرقابية لا يكلفون انفسهم الالتزام حتى بأبسط قواعد النظافة العامة والشروط الصحية.

حقنا ونحن أحرار
في ختام رحلتي الصحفية في سوق عتق المركزي التقيت بعض الباعة الذين يمارسون أعمالهم خارج نطاق السوق، سالت الأول وهو الاخ عبده محمد لماذا تبيع هنا ولم تأخذ محلا في الوسق، فقال «والله الحركة كلها بره وليش أكلف نفسي ايجار محل وأنا الحمد لله هنا مرتاح».ومواطن آخر يبيع (حبحب) بجانب سيارته قال «هذا حبحبي داخل سيارتي وأبيعه حيثما اريد، يعني حقي وأنا حر فيه ابيعه حيثما أبيعه» سألته ألم يسبق ان جاءك احد من البلدية؟ قال «انا ابيع هنا سنويا ولم يحصل أن جاءني احد من المسؤولين وحتى إذا جاء باقول له دخلوا الناس كلهم وأنا مثلهم».

وأخيرا
قبل قيامي بهذا الاستطلاع كنت اعتقد تماما أن حالة أسواق البلاد كلها متشابهة وأن سوق عتق المركزي لا يمثل استثناء ، ولكن بعد التجوال فيه وملاحظة وضعه العشوائي والفوضوي أيقنت انه يكاد يكون الاستثناء، لذلك احببت عبر هذه المادة الصحفية أن الفت نظر واهتمام السلطة نحو السوق، لتعمل على تحسينه وتجاوز بعض الجوانب السلبية وليس كلها، ومنها الاهتمام بالنظافة وهي الاهم حفاظا على صحة الجميع .. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى