لحظةالحقيقة!

> فضل النقيب:

>
فضل النقيب
فضل النقيب
قال رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان أمام برلمان بلاده إن «فرنسا جريحة، وتواجه لحظة الحقيقة، حيث لا يمكنها أن تتعرف على نفسها في شوارعها ومناطقها المدمرة في تفجر نوبات الكراهية والعنف التي تدمر وتقتل».

وبما أن الكلام حمّال أوجه، فإن السيد دوفيلبان قد قال أشياء وغابت عنه أشياء، فلحظة الحقيقة لا يمكن تفحصها إلا إذا تم تسمية مكونات الأزمة بأسمائها الحقيقية لا بأسماء حركية تضلل أكثر مما تهدي، وفي مقدمة المسميات حقوق المواطنة لا بمعنى الأوراق الثبوتية من نوع«بلها واشرب ماءها» وإنما بالرعاية الشاملة من المهد إلى اللحد وبينهما التعليم والعمل وحقوق الإنسان، الأمر الذي يقتضي إعادة تثقيف للحياة السياسية التي تعودت غض النظر عن مشاكل المهاجرين وتركها للزمن ليقوم بحلها على الطريقة التي يفعلها الآن.

وقد أحسن دوفيلبان حين زامن بين الحل الأمني الذي يقتضي المباشرة الفورية وبين الحل الاقتصادي - الاجتماعي الذي يحتاج إلى وقت ليعطي ثماره، وهي بالتأكيد أكثر دواماً من ثمرات الحلول الأمنية. وقد تحدث دوفيلبان عن سلسلة من الإجراءات الاقتصادية لمساعدة الضواحي المحرومة لا سيما لجهة تشجيع إيجاد فرص عمل جديدة، وكذلك إنشاء وكالة للانصهار الاجتماعي وتكافؤ الفرص، كما وعد بإنشاء 15 منطقة حرة إضافية في المدن لتحفيز الشركات على افتتاح مراكز لها، إضافة إلى تخصيص عشرين ألف عقد خاص بالعاطلين عن العمل وزيادة 25% من الأموال المخصصة للوكالة الوطنية لإعادة التأهيل المدني.

هذا يعني أن هناك أعمالاً ملحة كانت غير منجزة، مع التقدير أن هذا ليس كل ما في جراب الحاوي، فثمة الكثير الذي يمكن إنجازه لامتصاص غضب الثائرين من الجيل الثالث وربما الرابع من أبناء المهاجرين الذين ولدوا في فرنسا ويقرأونها كما يقرأ العرّافون خطوط اليد.

إن أعين اوروبا مفتوحة على الآخر تجاه ما يجري في فرنسا وكيفية مواجهته وكيف يمكن أن يكون إلهاماً في الاتجاهين: اتجاه الشغب المدمر، واتجاه الإصلاح البناء. فقد أعلنت الشرطة البلجيكية أن أعمال شغب جرت في العاصمة بروكسل لليوم الثاني على التوالي، حيث جرى إحراق خمس سيارات، وقد وصف مسؤولون ذلك الشغب بأنه تقليد للأحداث الجارية في فرنسا.

من جهته وجه رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان نداء إلى المهاجرين الأتراك في أوروبا البالغ عددهم أربعة ملايين ونصف المليون مهاجر للنأي بأنفسهم عن أعمال العنف الجارية في فرنسا، ويذكر أن تركز المهاجرين الأتراك يقع في ألمانيا. وأضاف أردوغان «في عالم (العولمة) اليوم لا يمكن العيش في أحياء جيتو (معازل ) لذلك على المهاجرين أن يتعلموا الاندماج والعيش بسلام عن طريق احترام القيم المشتركة».

وقد أعربت روسيا عن اهتمام كبير بما يجري في فرنسا ووصف برلمانيون روس البرامج الأوروبية لاستيعاب المهاجرين بأنها «فاشلة ولا تعمل».

غاية الأمر أن كل واحد يغني على ليلاه ويتحسس مهاجريه، ولكن أجراس ساعة الحقيقة قد دقت ولا بد من دفع استحقاقاتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى