الصحيفة القرآنية ليست لابن البواب إن صح تاريخها

> «الأيام» منصور نور محمد:

> نقلت صحيفة «الأيام» في الصفحة الأخيرة من العدد (4633) الصادر بتاريخ 12/11، عن «البيان» الإماراتية، خبراً بعنوان (صحيفة قرآنية تعود لسنة 891 هجرية) والأخ اليمني صالح عمر غالب يحتفظ بها، وهو من المهتمين بجمع المخطوطات والسيوف والبنادق والعملات النادرة والمقتنيات التراثية، وهذا ليس بجديد فقد عرفت الجزيرة العربية واليمن وحضرموت، شخصيات عربية وأجنبية تهتم باقتناء التحف والأشياء النادرة والثمينة.

وهناك بيوت في اليمن والكويت مازالت تحتفظ في مكتباتها بالمخطوطات ومصاحف القرآن الكريم النادرة، إضافة إلى توجه بعض الشخصيات الى تأسيس متاحف لمقتنياتهم في زوايا غرف بيوتهم.

ومن أبرز هواة جمع التحف النادرة في العالم الصائغ الفرنسي هنري فيغري (1853م-1942م) الذي جمع منذ عام 1899م، أكثر من ألف تحفة نادرة وهي عبارة عن منمنمات ولوحات مرسومة بالألوان المائية والحبر والموشاة بالذهب، يعود تاريخها الى القرنين الرابع عشر والسابع عشر الميلادي، ومنها الرسوم التي زخرفت بها (الشاهنامة) الهندية 1425-1450م. واختفت هذه المجموعة إبان الحرب العالمية الثانية حتى ظهرت من جديد في نيويورك 1984- 1986م، ولكن نصف الكمية اي 500 لوحة وبلغ ثمنها حوالي 7 مليون دولار، اشترتها مؤسسة سميثسونيان لرعاية الفنون والآثار الأمريكية والعالمية وبشراكة مع الطبيب المليونير آرثر ساكلر- عاشق الكنوز الإسلامية (ت : 1987م). وتحتفظ المؤسسة بهذه التحف في العاصمة الامريكية بمتحف ساكلر للفنون الآسيوية.. وتكريماً للطبيب ساكلر واهتمامه الكبير بالفنون الاسلامية خلدته المؤسسة بإنشاء المتحف الذي يحمل اسمه وحققت حلمه بالحفاظ على كنوز الصائغ الفرنسي هنري فيغير وأن لا تتجزأ المجموعة الفنية التي لا تقدر بثمن.

ومن خلال دراساتي للخط العربي واهتمامي ورد أن الصحيفة القرآنية كتبت سنة 891 هجرية. فإن صح تاريخ كتابتها فهي ليست لابن البواب أبو الحسن علي بن هلال البغدادي وسمي بابن الستري وكنّي بأبي الحسن واشتهر بابن البواب وتوفي رحمه الله عام 413هـ 1032م . في عهد القادر بالله العباس، فكيف يكتبها بعد وفاته؟ ويرجح أن تكون الصحيفة لإمام الخطاطين وشيخهم في عصره الشيخ حمدالله الأماسي ابن الشيخ مصطفى دده البخاري وقد ولد الأماسي سنة 833 وقيل 830هـ، وبلغ من العمر 93 عاماً وقيل بلغ من العمر 124 عاماً،وصفه التاريخ بأنه كان فناناً أسطورياً وكان أعجوبة زمانه، تخطى زمانه بخمسة قرون، وعاصر الأماسي ثلاثة من سلاطين الدولة العثمانية (بايزيد العثماني وياوز سليم خان وسليمان القانوني) وتوفي سنة 957هـ .

وتدل على عبقريته وروائع خطوطه مقتنيات متاحف استانبول وكلها تشهد له باعه في النسخ والثلث. وربما تعود الصحيفة أيضاً الى الشيخ الاكبر خير الدين المرعشي المتوفى سنة 896هـ، الذي تتلمذ على يده وأخذ الخط عنه إمام الخطاطين الشيخ حمدالله الأماسي.

وإذا صح أن ابن البواب هو كاتب الصحيفة القرآنية وهو الذي عرف عنه بقول أبي العلاء المعري:

ولاح هلال مثل نون أجادها

بماء النظار الكاتب ابن هلال

وعرف عن ابن البواب توقيعاته على خطوطه على شكلين (كتبه علي بن هلال المعروف بابن البواب أو علي بن هلل) وبلغ عدد مصاحف القرآن الكريم التي نسخها ابن البواب (رحمه الله) بيده (64) نسخة، منها نسخة بخط ريحان، ويمكن مقارنة الصحيفة بديوان سلامة بن جندل المخطوط بيد ابن البواب والموجود في مكتبة (اياصوفيا) في استانبول- تركيا، أو بالقرآن الكريم الموجود في مكتبة (شستربتي) بمدينة دبلن في إيرلندا الذي يعود تاريخه الى القرن الرابع الهجري.

ورحم الله ابن البواب العالم الأديب وهو القائل:

لا تخجلن من الرديء تخطه

في أول التمثيل والتسطير

فالأمر يصعب ثم يصبح هيناً

ولرب سهل جاء بعد عسير

حتى إذا أدركت ما أملته

أضحيت رب مسرة وحبور

فاشكر إلهك واتبع رضوانه

إن الإله يحب كل شكور

وارغب لكفك أن تخط بنانها

خيراً تخلفه بدار غرور

فجميع فعل المرء يلقاه غداً

عند التقاء كتابه المنشور

وهي خاتمة قصيدته وتمثل رأيه في تعلم الخط العربي، وإذا أسلمنا للرأي أنها لابن البواب تكون الصحيفة القرآنية قد كتبها (رحمه الله) في القرن الثالث أو مطلع القرن الرابع الهجري. وما ذكر بعد كل خمسة آيات يرمز للآية الخامسة بعلامة مذهبة (الهاء) لأنها تحمل رقم (5) في الترتيب الابجدي، وكذلك (الياء) = (10) عشرة، ويأتي حرف (الكاف) بعد (حطي) ويساوي رقم (20) وهكذا (اللام) يساوي (30) و(الميم 40) . ولتعميم الفائدة أكثر يمكن العودة إلى مصادر الخط العربي ومنها (مصور الخط العربي) للمهندس ناجي زين الدين المصرف وwww.abuashour.8m.com. وكذلك www.islamic art.com. وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى