جين نوفاك..ما بين جحيم (التكفير) ومنظمة (ايباك)

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
ما بين ذاك الذي لم يخجل ولم يتردد في نقد الباحثة الأمريكية (جين نوفاك)، في أمور تتعلق بحياتها الخاصة كمواعيد نومها ويقظتها في برنامج مشهور شاهده ملايين البشر على شاشات التلفزة، وذاك الذي أتحفنا مؤخرا بمقطوعة أخرى من النقد الغريب الذي وصل فيه إلى حد التساؤل عما اذا كانت نوفاك آنسة أم سيدة!!، خلاف البداية الغريبة التي تمنى فيها أن تكون نوفاك مسلمة ليس حبا فيها- كما قال - ولكن لكي تدخل (النار) وفقا لتفسير فقهي استند إليه في تكفيرها.

ما بين هذه العقلية وتلك، تتشكل كتيبة رسمية من الإعلاميين الذين يعتمد عليهم الإعلام الرسمي في الدفاع عن نفسه والترويج لإنجازاته العظيمة، ولكنها كتيبة بائسة تخلط بشيء من الغرابة والعجب ما بين العمل الاستخباراتي البحت، الذي يرصد حتى عدد ساعات النوم واليقظة وربما الأنفاس، ومهنية الإعلامي القادر على رصد الحقيقة موضع الجدل والحوار، واعتماد المنطق والمعلومة السليمة في المحاججة ومقارعة الرأي بالرأي الآخر، وهنا لا بد وأن السيدة الأمريكية التي شاء حظها العاثر أن تواجه أحد أفراد تلك الكتيبة قد أصيبت بالدهشة والاستغراب من هذا الخلط العجيب، ومن هذا النوع من الرقابة على السلوك الشخصي الذي طالها وهي على بعد مئات الكيلومترات في بلد تعتمد فيه على القانون وحده لنيل حقوقها والدفاع عن نفسها، ومن ثم فقد جاز لها بعد ذلك أن تعلن على موقعها الإلكتروني (جيوش الحرية) أنها ستغير من مواعيد نومها حتى يشعر أصحاب السعادة بالسعادة والرضى إن كان في ذلك الأمر ما يمكن أن يسعدهم.

إن هذه الأساليب غير المهنية التي أدهشت حتى حافظ الميرازي، وهو القادم من تحت لهيب الشمس العربية، والمزكومة أنفه بمثل هذه الأساليب والوسائل، إنما تعكس في حقيقة الأمر نماذج عربية لا تريد أن تتعلم كيفية التعامل مع الرأي والرأي الآخر الذي يختلف معها والذي يقدم إليها أخطاءها وخطاياها في حق شعوبها وأوطانها، وهي بما تفعل وبما تعتمد من خطاب سياسي بال وقديم، لتؤكد للسيدة نوفاك ولغيرها صحة ما تحصل عليه من معلومات تستقيها من (الإنترنت) الوسيلة العصرية التي سخر منها من كُلّف بمجابهتها والتحدث إليها.

ومع كل هذا الخلط العجيب والغريب يحق لنا أن نتساءل بهدوء ومهنية عن ماهية المعلومات الخطأ التي اعتمدت عليها نوفاك والتي قيل لها ولنا إنها غير دقيقة ولا صحيحة بالمطلق ... فهل كذبت جين حينما ذكرت أن مادة الديزل تتعرض للتهريب، وهي المسألة التي كانت أحد أهم مبررات الحكومة الرشيدة للدفع بالجرعة الأخيرة! أم أنها كذبت حينما تحدثت عن حالات الاعتقال المستمرة للصحفيين والكتاب وإرهابهم وتعرضهم للضرب والاختطاف، إلا إذا كان الزملاء جمال عامر ونبيل سبيع ومصور العربية وغيرهم من الصحفيين لا ينتمون إلى هذا الوطن ولا يقيمون فيه .. أم تراها أخطأت وتجنت على الحقيقة حينما استشهدت بما تم ضبطه من أسلحة يمنية تسربت بطريقة أو بأخرى إلى أيدي من هاجموا القنصلية الأمريكية في مدينة جدة السعودية؟ .. إن ما ذكر في تقرير السيدة نوفاك يعلمه جيدا جميع أفراد الكتيبة الرسمية، ويدركون بكامل وعيهم أنها معلومات صحيحة ودقيقة، وسواء تم استقاؤها من الإنترنت أ م من مصادر أخرى، فإن ذلك لن يقدم في حقيقتها ولن يؤخر شيئا، وكان من الأجدر والأفضل لهم تقديم ما يمكن أن يقنع المستمع والقارئ بأن هناك من يعمل على تصحيح الأخطاء والهفوات بدلا من المحاولات غير الناجحة للتشكيك في الحقيقة من خلال مهاجمة المتحدث بها وخصوصياته وشؤون حياته اليومية، وعلى الرغم من إنكار نوفاك ارتباطها بمنظمة (ايباك) اليهودية، فماذا سيغير من الحقيقة إن أخبرك شارون بشحمه ولحمه أنك أعور العين، وأنت تعلم في حقيقة الأمر أنك كذلك .. فهل من المنطقي أن ترد عليه بأن يستيقظ مبكرا حتى يصبح كلامه مقبولا بشان عاهة العور التي أصابت عينك وحرمتك من نعمة الإبصار بها!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى