هذا غراب والاّ حمامة؟

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
لازم أكون صريح معاكم يا أخواني وأقول لكم اني شكعت ومليت وفاض بي كيل الملل والشكع والشكنكاع اللي وصل إلى درجة من الانشكاع الذهولي الشمولي اللي يورّي لك الطاسة قرنطاسه في البحر غطاسة من كثر ماتشوف وتسمع وتقرأ- وحتى ما أكتبه أنا في بعض المرات - حول اوضاع وأوجاع المعارضة اليمنية وأهمية وضرورة تضافر جهودها ولم شملها وتوحيد صفوفها وجمع كلمتها وانتشالها من نكستها القوية وبلوتها الوبيلة وخيبتها الثقيلة، خاصة في هذه المرحلة الحساسة البساسة التي تشعتلت فيها الدول العربية كلها ما بينها البين وما في داخل داخلها وجلست تفسر في المستقبل منها من ينتف شعر ذقنه ومنها من يربيه.

وكلما واصلت المعارضة جمودها واستمرت في بقبقتها الفاضية والمليانة كلما كان المجال أحسن بيد السلطة لكي تتفرغ بمزاج عال للطبخة الانتخابية الواجية في المرحلة التاريخية القادمة من حياتنا بالعافية والسلامة وقلة الرجالة.. وبدل ما تجلس المعارضة فاضية وما لهاش هم غير انها تجري بعد الزلط فأقترح عليها - أو استقرح عليها استقراحاً مش بطالاً ولا هو بطيب في نفس الوقت- وهو انها بدل ما تجلس فاضية لا شغلة ولا مشغلة - والمثل المصري يقول انها يعني "اليد البطالة نجسة" فاستقراحي للمعارضة هو ان تجلس تطحن بسباس - أحمر وإلاّ أخضر - منشان تستنفع به السلطة في طبختها الانتخابية الواجية.

ولأن الحال من بعضه يا إخوتنا في العروبة والإسلام وفي المعارضة فهات همك جنب همي يا أخي يا ابن عمي انطلاقاً من مقولة ان كثر الشكاء والبكاء يعلم النوح لكنه مايجيبش نتيجة عند سلطة زي سلطتنا مضرطة للناس وللدنيا وللستة والستين ولا معولة بشيء غير نفسها ومصلحتها. وبالتالي يا أيتها المعارضة العزيزة فإن وضعنا المرعبل الذي لا يحسدنا عليه عدو ولا صديق كلما طال أمده وزاد بؤسه كلما اضاف رصيداً اكثر لمصلحة السلطة وأمدها بالحجج الفائضة عن احتياجها لمواصلة مزاولة تهميش وتحقير وإذلال وقمع الغير من الآخرين سواء كانوا من المعارضة أو من عامة الناس ويقوي قناعتها وإيمانها بنظرية الغراب التي تتبناها ولا يبدو أن في نيتها التخلي عنها.

ونظرية الغراب هذه عجيبة وغريبة ككل ممارسات السلطة أو فلنقل الغالبية العظمى منها. فعندما ترى حمامة وتقول لهم ان هذا الطير حمامة.. يقولون لا .. إنها غراب. فتؤكد قائلاً: ولكنها حمامة. فيقولون بإصرار: (قد تكون هناك مصادفة.. فإذا كان الطير على هيئة الحمامة وسلوكه سلوك الحمامة.. فلا بد انه غراب!!) ونرى بعض الضعفاء وقد مالوا إلى الاذعان لذلك بدافع الخوف أو الحماقة.. ويمشي الكلام على الناس بحجة القوة وليس بقوة الحجة!

على العموم خلوا قلوبكم نفس واسمحوا لي أقول ما عندي بحسن نية خالية من أي شبهة في التطاول على أحزاب المعارضة أو شخصياتها. فبصراحة اللي أشوفه ان المعارضة عاجزة عن التعامل او التعاطي وأحياناً حتى التفاهم فيما بيناتها اكثر من عجزها عن التفاهم مع السلطة.. والتفاهم مع السلطة مطلوب ومش عيب لكن العيب هو انه يكون هكذا شاولي باولي وخام رام وشذر مذر كل واحد ينتع من عنده بلا تنسيق ولا حتى حد أدنى من توحيد الموقف والاتفاق ولو على ماهو مطلوب وضروري من القواسم المشتركة.. منشان كذا تلاقي السلطة المناخ المثالي لكي تلعب بنا شوطح يا مسلماني كما يقول المثل العدني.. ونرجع بين اليوم والثاني إلى إقامة الفعاليات والندوات لمناقشة تفعيل دور المعارضة في عصر العولمة والآثار الجانبية للبدنجان المخلل عليها وهكذا.. وصدقوني مش مسألة سخرية ولا تقليل من شأن وأهمية كثير من هذه الندوات أنا بس مكروب لانها ما تخرجش بنتيجة أبداً ولا مرة.. وأبرز دليل على ما أقول - وقد كتبت عن ذلك في حينه وأنا هنا أذكر فقط لا غير - هو سلسلة الندوات القيمة التي اقيمت في عواصم أهم محافظات الجمهورية لمناقشة المشروع السياسي الكبير الذي قدمه الاستاذ عبدالرحمن الجفري، زعيم حزب رابطة أبناء اليمن وشارك مع جماهير الحاضرين بالاتصال من الخارج في مناقشة ذلك المشروع الجاد والمتكامل والذي ترك اصداء مازالت ترن في الوجدان. أقول .. ماذا فعلت المعارضة للمشروع وأين دورها بالاضافة أو التعديل أو حتى الالغاء وتقديم البديل ان كان لديها البديل .. لا شيء. اختارت أن لا تفعل شيئاً.. وكان اختيارها محزناً .

لا أدري لماذا؟! ما تكونش الحمامة اللي شفتها غراب من صدق وأنا مش داري؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى