في العراق..حتى الوحدة الطائفية قد تفضي الى الموت

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
جثة ابو عقيل في المشرحة واثار التعذيب في جسده
جثة ابو عقيل في المشرحة واثار التعذيب في جسده
في بلد يعاني من اراقة الدماء من مواجهات طائفية اعتقد السني أبو علاء ان خوض الانتخابات على قائة مع الشيعة سيدعم الوحدة,ولكن مصير شقيقه كان مثل مصير كثير من العراقيين الآخرين..حيث خطف وقتل,وعندئذ خلص الى نتيجة يشاركه فيها كثير من السنة الذين تعرض أقاربهم للخطف والقتل.

وقال أبو علاء وهو ينظر الى صور جثة شقيقه أبو عقيل في المشرحة "أنا واثق بنسبة 99 في المئة انهم كانوا رجال ميليشيا شيعية على صلة بالحكومة."

وأضاف "لقد عذبوه وأطلقوا رصاصة على رأسه".

وفيما يتحدث مسؤولون أمريكيون وعراقيون عن مدى تحسن آداء القوات العراقية بعد التدريب يركز السنة على ما يقولون انها انتهاكات واسعة النطاق على أيدي القوات الحكومية الشيعية.

بدأت محنة أبو علاء قبل اسبوعين .. في غضون الفترة التي عثرت فيها القوات الأمريكية على 170 من السجناء السنة محتجزين في قبو تابع لوزارة الداخلية تعرض بعضهم فيما يبدو للتعذيب.

فقد اطلق مسلحون النار على صديق شيعي لابو عقيل الذي نقله الى المستشفى حيث توفى الصديق في وقت لاحق.

وبعد قليل يقول أبو علاء ان مسلحين يرتدون ملابس مدنية ويحملون اجهزة اتصال لاسلكية ظهروا بأحد عنابر المستشفى واقتادوا أبو عقيل وثلاثة من الشيعة الى غرفة لاستجوابهم.

وأطلق سراح الرجال الشيعة الثلاثة في نهاية المطاف,وقال أبو علاء ان احدهم أبلغه أنه كان معصوب العينين ونقل الى مبنى حيث كان بامكانه سماع أصوات أناس يتعرضون للتعذيب.

وعلى مدى يومين لم يسمع أبو علاء أي شيء بشأن مصير شقيقه الى أن اتصل به رجل قائلا انه خطف وطلب الحصول على فدية. وبعد التفاوض على الفدية حصل الخاطفون عليها ولكنهم رغم ذلك قتلوه.

وقال ابو علاء الذي رفض الإفصاح عن اسمه بالكامل خشية تعرضه للانتقام "قالوا ان أخي سيسلم بعد يوم,وبعدها اخذنا نبحث عنه في المشارح."

وأضاف "لقد ثقبوا وجهه,وفقدت احدى عينيه. كان جزء من رأسه مهشما بملزمة على الأرجح. نقل صديقا شيعيا الى المستشفى وهذا ما حدث له."

وتقول الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة انها تأمل في أن تشجع الانتخابات البرلمانية المزمعة في 15 ديسمبر كانون الأول المسلحين السنة على القاء اسلحتهم والانخراط في السياسات السلمية.

ولكن الاتهامات السنية المتزايدة بأن القوات الحكومية تقوم بخطف وإعدام السنة أذكت المخاوف من نشوب حرب أهلية شاملة.

وفي اتهام صريح اتهم اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق الحكومة بغض الطرف عن انتهاكات ترقى الى حد الفظائع التي ارتكبت أثناء حكم الرئيس المخلوع صدام حسين.

ونفت الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة والتي وعدت بالاهتمام بقضية حقوق الانسان بعد عقود من حكم القبضة الحديدية لصدام حسين هذه الاتهامات.

وتقول الحكومة انها تحقق في اي تقارير عن وقوع انتهاكات في الحرب التي تشنها ضد المسلحين الذين قتلوا آلافا من قوات الأمن والمدنيين في هجمات انتحارية وإطلاق نار.

ولكن هذه الوعود لا تخفف حدة التوترات الطائفية التي تنتشر بعد كل حادث قتل.

ومازال أبو علاء يخطط للمشاركة في الانتخابات مع رفاق له من الشيعة لاختيار أول حكومة عراقية بعد الحرب تتولى مهامها فترة كاملة.

ولكن ذهنه يفكر في شيء آخر وهو يجلس مع إبن شقيقه القتيل يتفحص الصور التي تظهر الاصابات الغائرة التي لحقت بجثة أخيه في الوجه والعين والسحجات التي كانت تغطي ظهر الرجل الذي كان يعمل سائق سيارة أجرة.

وقال أبو علاء "سنثأر له. ما زلنا لا نعرف على وجه اليقين من فعل ذلك ولكن العاملين في المستشفى تركوا القتلة يدخلون ومن هنا سنبدأ."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى