في ذكرى الشهيد الحبيشي

> «الأيام» عبدالجبار سلام سعيد:

>
الشهيد الحبيشي
الشهيد الحبيشي
لا يمكن للمرء وللقارئ الرياضي اليمني تحديداً، والذين عايشوا تلك الفترة المشرقة في الكفاح المسلح ضد الوجود البريطاني في الوطن أن يتناسى ذلك الشهيد المناضل محمد علي الحبيشي وهو أيضاً ذلك الرياضي الكروي في فريق الأحرار الرياضي، والذي عاش لحظات من السؤال، ربما كان هو أول من وضعه وكان أيضاً أول من طبّقه على أرض الكفاح المسلح، وهذا السؤال هو: « أما آن الأوان للرياضيين أن يحملوا البندقية؟».

من هذه الفواصل، اختط الشهيد الحبيشي لنفسه مسارا غير مأمون العواقب وهو كرياضي يواجه أرتالا من الدبابات البريطانية والقوات البرية بشكل يومي حتى أصبح ذلك منظراً مألوفا لديه.. وهو يختزل زمنه من حيث لا يدري بأن لحظة التوقف ستكون هي محطة الاستشهاد في سبيل الوطن وترابه الغالي من أجل الاستقلال.

كان ذلك في الرابع من ديسمبر 1964م، وتحديداً مع غروب شمس ذلك اليوم عندما كان على موعد مع الشهادة والاستشهاد وهو يخبئ أسراره حتى في لحظاته الأخيره بأنه أحد الفدائيين في تنظيم الجبهة القومية، وكان ذلك الخميس هو آخر أيامه في موعد مع قدره، ليُسطـّر بدمه حروف اسمه الناصعة في سجل الخالدين حين كان الشهيد الحبيشي مكلفاً بتفجير باص يحمل جنوداً بريطانيين في شارع الملكة أروى بالقرب من طريق العقبة وتحديداً في الساعة السادسة مساء، وهي لحظة وصول هذا الباص، ليبقى الشهيد منتظراً مع قنبلته اليدوية.. حتى جاءت اللحظة المرتقبة وإذا بالمفاجأة التي لم تكن متوقعة.. فقد استعد الشهيد الحبيشي بإلقاء القنبلة اليدوية بعد أن سحب مسمارها وبقي ماسكاً لها بيده اليمنى وإذا بالباص ينقل أطفالاً في عمر الزهور، فلم يكن للشهيد الحبيشي من خيار إلا أن يُفجر هذه القنبلة على نفسه مضحياً بحياته على حياة الأطفال الأبرياء وإهدار دمائهم وهو برهان نقي لإنسانية هذا الشهيد البطل وهو لا يتجاوز من العمر سوى (23) عاماً.. وكأبرز صفات الشباب النبيل وهو يواجه لحظة دون سابق علم بها.

واليوم وبعد مرور (41) عاماً على استشهاد أول رياضي يمني الشهيد محمد علي الحبيشي فلا يسعنا إلا أن نذكّر الأجيال الحاضره بأن هناك رجالاً ودعوا الحياة ليرسموا أشرف وأشرق صورة لليمن وهو الاستقلال وتحرير جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني.

لقد كان الشهيد الحبيشي رياضياً محبوباً ولاعباً ذو مهارات رياضية كروية رائعة.. وكانت شعبيته الجارفة في نادي الأحرار الرياضي ومن محبيه على موعد مع دموع الوداع له كشهيد وكرياضي محبوب.. وربما لا تعطي الكلمات، ومهما كتبنا عنه تلك الصفات الإنسانية له كرياضي وكشهيد كان أول من حمل بندقية الكفاح المسلح على كتفه وكان أول من حملوه إلى مثواه الأخير كأول رياضي شهيد.

ومن المناضلين القلائل الذين ودعوا الحياة وهو في عمر الشباب.. وفي فترة يتزامن فيها ناديه بالذكرى المئوية للتأسيس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى