كلية ناصر للعلوم الزراعية..33 عاما من التأهيل والبحث العلمي وخدمة المجتمع

> «الأيام» انتصار سعيد زربة:

>
مبنى الكلية الجديد الذي افتتح عام 2003 ويضم عددا من الاقسام الادارية والعلمية
مبنى الكلية الجديد الذي افتتح عام 2003 ويضم عددا من الاقسام الادارية والعلمية
تعد كلية ناصر للعلوم الزراعية أول كلية زراعة في اليمن، وهي معلم من المعالم التاريخية بمحافظة لحج كونها روضة مهداة من السلطان علي عبدالكريم العبدلي.. وقد مرت بعدة تطورات إلى أن وصلت إلى ما نراها عليه اليوم، بدأت بمعهد ناصر الزراعي في مدينة الحوطة في سبتمبر 1969م، ثم صدر قرار بإنشاء الكلية في 30 مارس 1973م.

كان عدد طلبتها في العام الدراسي 72/73 لا يتعدى 25 (22 طالبا و3 طالبات)، وظل العدد في تزايد مستمر على مدى السنوات. ومنذ انشائها وهي في حركة ديناميكية مستمرة، تتضح من خلال تكوين روابط وثيقة بين الجانبين النظري والتطبيقي، لكي ترتقي بالطلاب الى المستوى المطلوب لخدمة المجتمع .. لهذا وجدنا أن كلية الزراعة تستحق تسليط الضوء عليها، فأجرينا الاستطلاع التالي.

النشأة والتطور
بدأ التعليم الزراعي في اليمن بافتتاح معهد ناصر الزراعي في الحوطة في سبتمبر 1969م، والتحق به الحاصلون على الشهادة الاعدادية، ومدة الدراسة فيه ثلاث سنوات، ويمنح المتخرج منه شهادة الثانوية الزراعية، وقد تخرجت اول دفعة منه عام 1972م ، ولأهمية تأهيل الكادر الزراعي تأهيلاً جامعياً باعتباره العنصر الاساسي في عملية التنمية الزراعية ولأن الزراعة هي من اهم القطاعات التنموية في اليمن، فقد أصبحت الضرورة ملحة لإنشاء كلية ناصر للعلوم الزراعية في اكتوبر 1972م بتخصص واحد في مجال الانتاج الحيواني (الشعبة العامة) يلتحق بها الحاصلون على شهادة الثانوية العامة من القسم العلمي أو ما يعادلها، وكان للبعثة التعليمية المصرية من كلية العلوم الزراعية في مشتهر بجامعة الزقازيق دور ساهم في تأسيس هذه الكلية والتدريس بها بمنهج دراسي مقتبس من المناهج الجامعية لكليات الزراعة المصرية وملاءمتها للظروف المحلية.

< وعن نشأة الكلية وتطورها قال د. عباس أحمد باوزير، عميد كلية ناصر للعلوم الزراعية بلحج: «كانت كلية الزراعة عبارة عن روضة مهداة من السلطان علي عبدالكريم العبدلي، ووفاءً منا قمنا بتسمية احدى قاعات الكلية باسمه (قاعة الشيخ علي عبدالكريم).

وهذه الكلية طليعة كليات جامعة عدن، وهي إحدى ثلاث كليات شكلت البداية الاولى لجامعة عدن، وأول كلية زراعة في اليمن، واول مؤسسة اكاديمية تحقق يمننة الكادر (أي تنجز احلال الكادر الوطني) وتنجز التأهيل العالي لطاقمها التدريسي بشكل مخطط ومنتظم وبدعم كامل من قبل قيادة جامعة عدن، ولقد اهلت اكثر من 60% من اجمالي عدد المهندسين الزراعيين المسجلين في وزارة الزراعة والري.

وفي عام 2003م اثناء احتفالنا بالذكرى الثلاثين من عمر الكلية قمنا بافتتاح المبنى الجديد الذي يضم عددا من الاقسام الادارية والعلمية».

مرافق الكلية
< توجد في الكلية المرافق التالية: قاعات الدراسة والمعامل، مختبر البحوث المركزي، المكتبة، المزرعة التعليمية والبحثية، المنحل، القسم الداخلي، الملاعب الرياضية، مركز الاستشارات الزراعية وخدمة المجتمع. وتتبع المركز الوحدات التالية:

وحدة الكمبيوتر والانترنت، وحدة الانتاج النباتي، وحدة انتاج الالبان واللحوم، وحدة التصنيع الغذائي، وحدة نحل العسل، وحدة مختبر البحوث المركزي، والخدمات البيطرية.

الاقسام العلمية
< تضم الكلية الاقسام التالية: قسم المحاصيل والنبات الزراعي، قسم البساتين، قسم وقاية النبات، قسم الاقتصاد والارشاد الزراعي، قسم التربة والهندسة الزراعية، قسم الانتاج الحيواني، وقسم الصناعات الغذائية.

مستوى الكادر
< تضم كلية الزراعة نخبة من الكوادر العلمية المتخصصة في مجال العلوم الزراعية، التي تتميز بتنوع مصادر التأهيل العالي، مما يعني تجمع خبرات من جامعات وشعوب ومجتمعات وقارات مختلفة (آسيا، افريقيا، اوروبا)، وهذا يعني الاستفادة العلمية والثقافية للاشخاص من المجتمعات والبلدان التي تأهلوا فيها تأهيلاً عالياً. هذا التنوع يشمل 14 بلداً ومجتمعاً غير اليمن منها: بلغاريا، الاتحاد السوفيتي (سابقا)، المانيا، مصر، فرنسا، المجر، رومانيا، الهند، العراق، تشيكوسلوفاكيا، كندا، بريطانيا، بولندا، والاردن.

ولكلية ناصر ميزة خاصة حيث انطلقت في العام الجامعي 72/1973م بدعم من الاشقاء في جمهورية مصر العربية (جامعة مشتهر) وبطاقم تدريسي قوامه 16 عضواً، خمسة منهم فقط من اليمنيين، لكن بعد ذلك تسارعت الخطى في التأهيل ويمننة الكادر الذين وصل عددهم الى ما يقارب 64 عضواً، وهناك من اعضاء هيئة التدريس من كان لهم دور فاعل في بناء الصرح الاكاديمي في كلية الزراعة وهم كثيرون من مصر والعراق واليمن.

البحث العلمي
< تم الاهتمام بالبحث العلمي بعد تأسيس كلية ناصر للعلوم الزراعية واستقرار التعليم الزراعي فيها، وكان ذلك بديهياًَ باعتبار البحث العلمي ركناً من اركان الحياة الاكاديمية.. وحيث لا تتوفر مجالات كافية ومناسبة للنشر العلمي لا تحصل هذه البحوث على فرص التقييم والاشهار.

المختبر المركزي في الكلية
< يعتبر مختبر البحوث المركزي إحدى الدعائم الاساسية في خدمة البحوث في كلية الزراعة سواء كانت بحوث اعضاء هيئة التدريس او طلبة الماجستير، وكذلك المشاريع البحثية الطلابية لطلبة المستوى الرابع من برنامج البكلاريوس بالإضافة إلى اجراء تحاليل مطلوبة من مستفيدين من خارج الكلية. وقد ساهم هذا المختبر في خدمة البحث العلمي في الكلية، وساعد على تحقيق جانب من أسس التعليم العالي، كما أنه كان اضافة لتسهيل إجراء الدراسات والبحوث في المنطقة المحيطة من خلال توفير فرصة التحليل المعملي.

مكتبة الكلية
< تعتبر المكتبة أحد مكونات الكلية وأحد عناصر العملية التعليمية والحياة الاكاديمية، وتخدم الدراسين في مختلف البرامج وتخدم الباحثين وذوي الاهتمام عموماً، وتشهد مكتبة الكلية نشاطاً متواصلاً حيث يصل عدد روادها إلى 1600 مستفيد خلال الشهر الواحد، وهو ما يعني 19200 مستفيد خلال العام الواحد، كما بلغ عدد الكتب المستعارة خلال عام 14400 كتاب. ويصل عدد الكتب المتوفرة في المكتبة الى 14044 كتاباً منها ما يقارب 25 باللغة الانجليزية، أما الكتب الجامعية فيصل عددها إلى 1025 كتاباً، وقد مثلت تلك الكتب نحو 3000 عنوان.

الكلية وخدمة المجتمع
كانت الكلية ولا زالت على مدار تاريخها تعتبر أن من واجبها تقديم المشورة والخدمة المطلوبة من قبل الجهات الزراعية المختلفة ومشاريع التنمية الريفية بشكل عام. وبدون مبالغة فإن الكلية تمتلك من الخبراء والمتخصصين والكوادر بمستويات مختلفة ما يمكنها من ذلك.. وكانت من أهم التطورات في هذا الاتجاه الوصول الى تأسيس مركز الاستشارات الزراعية وخدمة المجتمع، وكان الغرض من تأسيس المركز هو التأكيد على استعداد الكلية وكادرها والجاهزية لممارسة الوظائف التخصصية وتقديم خبراته للمجتمع.. وقد ساعد المركز في تمويل مشاريع تطويرية في الكلية.

ساحة الكلية
ساحة الكلية
قسم الكمبيوتر
< قالت الاخت انجيلا محمد صالح ثابت، مشرفة قسم الكمبيوتر بكلية ناصر: يقوم قسم الكمبيوتر بتقديم خدماته لموظفي الجهات الحكومية وموظفي الكلية وهيئة التدريس، وهناك تخفيضات لطلاب وموظفات الكلية 10% (ما يعادل 1300 ريال للدورة ) أما من خارج الكلية فقيمة الدورة الواحدة 2300 ريال، نقوم بتقسيم الدورات على فترتين صباحية ومسائية.

الصباحية ثلاثة اوقات من 30: 8 - 10 صباحاً، ومن 10- 30:11ظهراً، ومن 30:11 - 1 ظهراً. حيث يتم تعليمهم ثلاثة ايام في الاسبوع لمدة شهر وهكذا بالنسبة للفترة المسائية ثلاثة ايام في الاسبوع من 3- 30:4، ومن 30:4 - 6 ومع كل دورة شهادة يتحصل عليها الدارس.

الانشطة التي تمارسها الكلية
< تمارس كلية الزراعة عددا من الانشطة تحت مسمى «النشاط اللا صفي» والنشاط اللا صفي هو النشاط العام الرياضي والثقافي والعلمي، ويدخل ضمن ذلك المسابقات الثقافية والفكرية والرحلات العلمية والترفيهية والاحتفالات. وقد تميزت كلية ناصر عبر تاريخها بالنشاط العام داخلها، جعلها ذلك كخلية نحل في مراحل كاملة وكان ذلك بفعل تفاني الطلبة والدور العملي لاعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في تلك الانشطة.

الملتحقون من الطلاب
< استقبلت الكلية في العام 2005/2006م (30) دفعة من الدارسين من مختلف محافظات الجمهورية اهمها: لحج، عدن، ابين، حضرموت، المهرة، شبوة، يافع، الضالع، تعز، رداع، اب، صنعاء، ذمار والحديدة، وكذلك من مختلف البلدان العربية الشقيقة اهمها: فلسطين، الاردن، سوريا، العراق، الكويت، عمان والسودان.

المجلس الطلابي
< عن هذا الجانب تحدث الاخ عادل ابراهيم احمد الكندي، رئيس المجلس الطلابي في كلية ناصر عضو مجلس اتحاد الطلاب فرع عدن:«دورنا يتمثل بالعمل النقابي حيث يقوم المجلس الطلابي في الكلية بتنظيم مختلف الانشطة والإشراف عليها سواء على مستوى الكلية أو على مستوى محافظتي لحج وعدن.

اكتساب الخبرة والمعرفة
< محمد الخطيب احد الطلاب العرب (الاردن) المستوى الثالث، تكنولوجيا وعلوم الاغذية عضو المجلس الطلابي رئيس تحرير نشرة «الملتقى» تحدث عن كلية الزراعة قائلاً: خلال دراستي في كلية الزراعة اكتسبت الخبرة والمعرفة، وهذا هو الفرق بين طالب الزراعة والمزارع العادي، وسبب اختياري لهذا التخصص أنه مجال عمل مفتوح بشكل كبير ويتناسب مع سوق العمل عكس الاقسام الاخرى. نحن في كلية الزراعة اهتمامنا ليس فقط في مجال العلوم الزراعية بل لدينا اهتمامات اخرى ادبية وفكرية، وذلك يتضح من خلال اصدار نشرة «الملتقى» لطلبة كلية الزراعة، والتي تضم مواضيع علمية وادبية وقضايا العصر.

العلوم المفيدة
< الطالب عزت محمد علي العمري (لحج)، المستوى رابع - الانتاج الحيواني، قال: «اخترت كلية ناصر لما فيها من العلوم المفيدة التي تدرس والمتمثلة في علوم الاحياء والكيمياء والعلوم الاخرى، ولأني من اسرة مزارعة ومن طبيعة الفلاح حب الزراعة، ولمدى تعلقي بالارض وتربية الحيوانات».

الكفاءة العلمية العالية
< محسن بدو (ابين) المستوى الرابع، بساتين: «تعتبر كلية ناصر للعلوم الزراعية بالنسبة لي البيت الثاني الذي آوي اليه، وفخر لي أن أدرس في هذه الكلية لانها منبع العلوم بمن فيها من اساتذة ذات كفاءة علمية عالية، وأنا سعيد جداً ان انتمي اليها وأتلقى العلم منها، واختياري لهذا التخصص كان عن رغبة وذلك لمحبتي للبستنة والزراعة». وعن السكن الجامعي قال: «يختلف السكن الجامعي من سكن إلى آخر. ولكن نحمد الله على ما نحن فيه حيث يتميز السكن بوجود انواع الوسائل الترفيهية من كرة القدم، كرة الطائرة، التنس، الطاولة، الشطرنج.. الخ بفضل عمادة الكلية التي تهتم بابنائها الطلاب، وكأي سكن جامعي هناك سلبيات وايجابيات ولكن كما قلت نحمد الله على انه توفر لنا السكن».

الكلية المتميزة
< محمد علي اليافعي، المستوى الرابع انتاج حيواني:إن الدراسة في كلية الزراعة شيقة، فهي متميزة عن الكليات الاخرى من حيث نظامها ومن حيث التعليم فيها، وهذا بفضل الله ثم بفضل الجهود المبذولة من قبل العميد وأعضاء هيئة التدريس ورؤساء الاقسام العلمية.

مزايا الكلية
< اقدم كلية تاريخياً، وأول كلية زراعة في اليمن.- وجود كوادر علمية ذات خبرات متنوعة من مختلف جامعات العالم.- ربط الجوانب النظرية بالجوانب التطبيقية.- قربها من السكن الجامعي.- تنظيم الرحلات التعليمية.- الاهتمام بلغة العصر (الكمبيوتر) تواكباً مع التطورات.- اصدار (المجلة اليمنية للبحوث الزراعية) في عام 1981م، أول مجلة علمية زراعية محكمة في اليمن طولاً وعرضاً وهي اول مجلة علمية في جامعة عدن. - السباقة في تشكيل الجمعيات العلمية مثل جمعية البيئة...إلخ.

العلاقة مع المؤسسات
< للكلية علاقة جيدة مع السلطة المحلية في محافظة لحج، وترتبط بجملة من علاقات العمل الاكاديمي والبحثي مع العديد من الكليات وخاصة كلية الزراعة في الجامعات اليمنية (صنعاء، اب، ذمار، وحضرموت) وبعض الجامعات العربية (بغداد، الموصل، دمشق، الاسكندرية، مشتهر، المنصورة).

كما تربط الكلية علاقة وثيقة بوزارة الزراعة والري، ومكاتبها في المحافظات والمؤسسات الزراعية الاخرى. والكلية بعمادتها واقسامها العلمية تسعى جاهدة لتطوير علاقاتها مع المؤسسات الزراعية او المشاريع العاملة في مجال التنمية الريفية، وتجتهد من أجل التطوير لتحقيق اهداف متعددة في مجال البحث العلمي او تنفيذ مشاريع تدريب مشتركة تساعد في جانب منها على تطوير مرافق الكلية وأنشطتها.

< من خلال ما لاحظناه في كلية الزراعة اتضح لنا عن قرب مدى التطور الذي شهدته هذه الكلية خلال 33 عاما من عمرها، فهي وبدون مبالغة روعة بكل المقاييس، وقد لاحظنا ان هناك رغبة في العطاء فكلّ يكمل الآخر.ونتيجة لطبيعتها والمكانة التي وصلت لها يأتيها زوار العلم من مختلف المدارس وبالذات من محافظة عدن، مثل ثانوية عدن النموذجية لاوائل الطالبات، ليس هذا فحسب بل انها تقدم خدماتها لطلبة بعض الكليات الذين هم بحاجة الى كتب كمرجع لبحوثهم في نفس المجال، كما لمسنا حيوية ونشاطا دؤوبا، وهذا يعكس المستوى الذي وصلت اليه الكلية.. ومما يزيد الاعجاب بهذه الكلية ان كل من فيها متعاونون وخدومون ويتعاملون باحترام وتقدير مع بعضهم البعض ومع الآخرين، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على حسن تعاملهم الذي يرتقي بهم الى المستوى الحضاري المتميز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى