كوبا تتحاشى الاحتكاك مع الولايات المتحدة بشأن جوانتانامو

> هافانا «الأيام» رويترز :

>
احد معتقلي جوانتانامو
احد معتقلي جوانتانامو
لم يتمكن نشطون أمريكيون مناهضون للتعذيب نظموا مسيرة في جنوب شرق كوبا احتجاجا امس على احتجاز مشتبه في علاقتهم بالارهاب في قاعدة بحرية أمريكية في خليج جوانتانامو من الاقتراب أكثر من ثمانية كيلومترات.

فالحكومة الشيوعية في كوبا لم تسمح لحوالي 25 عضوا في حركة العامل الكاثوليكي بالسير إلى بوابات الجيب العسكري الأمريكي والمطالبة بمقابلة السجناء.

وبدلا من اغتنام الفرصة لاحراج عدوتها الولايات المتحدة فضلت كوبا تجنب وقوع حادث على قطعة الأرض الحرام المحاطة بأسلاك شائكة وألغام حول القاعدة التي تحتل مساحة 117 كيلومترا مربعا.

وقال مسؤول كوبي "هذه منطقة حساسة يتواجه فيها جيشان متعاديان منذ مدى أربعة عقود."

وتتعرض الولايات المتحدة لانتقادات دولية بسبب اساءة معاملة سجناء في سجن أبو غريب في العراق ومعسكر الاعتقال في جوانتانامو حيث تحتجز 500 من المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة ومقاتلي طالبان منذ اكثر من ثلاث سنوات دون محاكمة.

ووصفت منظمة العفو الدولية سجن جوانتانامو بأنه "قولاق عصرنا" - مستخدمة اسم معسكرات الاعتقال الروسية التاريخية - وطالبت بإغلاقه.

وتندد لافتات في هافانا بالانتهاكات في أبو غريب وتصفها بأنها أعمال "فاشيين". ويشجب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو منذ فترة طويلة الوجود الأمريكي في جوانتانامو ويتهم إدارة بوش بتحويل القاعدة البحرية إلى "معسكر اعتقال".

لكن الجيشين الكوبي والأمريكي يتعاونان بالفعل لتأمين محيط القاعدة من خلال اتصالات هاتفية يومية.

وقال برايان لاتيل وهو محلل سابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية متخصص في أمريكا اللاتينية "الجيش الكوبي يكره مجرد وقوع أي نوع من الحوادث عند تلك الخنادق من شأنه أن يؤدي إلى حادث مثير... إنه لا يريد تحدي الجيش الأمريكي."

ويأخذ منظمو رحلات كوبيون السياح في رحلات الى مطعم على قمة تل يطل على خليج جوانتانامو حيث يحتسون المشروبات الكوبية التقليدية ويتفرجون على القاعدة الامريكة المترامية الاطراف من خلال النظارات المكبرة.

والقاعدة البحرية الأمريكية في جوانتانامو هي أقدم قاعدة عسكرية أمريكية على أرض أجنبية والقاعدة العسكرية الوحيدة في دولة شيوعية,ويقيم بالقاعدة اكثر من 9500 امريكي وبها مطعم مكدونالدز الوحيد على ارض كوبية.

وتسيطر الولايات المتحدة على مدخل خليج جوانتانامو منذ انزال قوات أمريكية هناك اثناء الحرب الأسبانية الأمريكية في عام 1898. وتدفع واشنطن 4085 دولارا سنويا كإيجار للجزيرة لكن كاسترو يرفض صرف الشيك قائلا إن الأرض مسروقة.

وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة استخدمت القاعدة لاحتجاز سجناء اعتقلوا أساسا في أفغانستان,وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في يونيو حزيران الماضي عن بناء منشأة اعتقال جديدة وسياج أمني حول القاعدة بتكلفة 30 مليون دولار تبنيه شركة هاليبرتون.

وعندما أعلنت واشنطن أن القاعدة ستستخدم كمعسكر اعتقال لم تحتج هافانا والتزمت الصمت عندما وصلت أول مجموعة من المحتجزين,وقال لاتيل في كتابه بعنوان "بعد كاسترو" إنه تم إيلاغ كوبا مسبقا بتجهيز القاعدة لاحتجاز متشددين إسلاميين.

وقال راؤول كاسترو شقيق كاسترو الأصغر وخليفته المتوقع ووزير الدفاع إن كوبا ستعيد اي محتجزين يهربون.

وقال البريجادير جنرال خوسيه سولا نائب قائد الجيش الشرقي في كوبا في عام 2002 إن كوبا تسمح لطائرات النقل العسكرية باستخدام المجال الجوي الكوبي لتجنب الحوادث عندما تغير الريح اتجاهها. وأضاف أن كوبا تساعد في حماية القاعدة من الأمراض برش محيطها للقضاء على البعوض.

وقال لاتيل إن التعاون يشير إلى أن راؤول كاسترو وكبار ضباط الجيش الكوبي ربما يفضلون تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى