العراق 2005: بدء محاكمة صدام حسين واستفتاء وعمليتا انتخاب والعنف مستمر

> بغداد ا.ف.ب :

> تأرجح العراق في 2005 بين الفوضى والامل فقد شهد بدء محاكمة الرئيس السابق صدام حسين الذي حكم البلاد بيد من حديد في حين توجه الناخبون ثلاث مرات الى صناديق الاقتراع مع استمرار العنف الدامي الذي يجعل البعض لا يتردد في الحديث عن امكانية نشوب حرب اهلية.

من جانبه، فقد الجيش الاميركي الذي قاد عملية غزو العراق في آذار/مارس 2003 حتى الآن اكثر من 2160 قتيلا، وفق وزارة الدفاع (البنتاغون) بينما لا زال الرئيس الاميركي جورج بوش يبحث عن "انتصار كامل على الارهاب" في العالم.

وبعد رفض قاطع لاي حديث عن انسحاب من العراق، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية قرار عدم نشر لواءين قتاليين السنة المقبلة في العراق مما سيؤدي عمليا الى خفض عديد القوات الاميركية في هذا البلد بنحو سبعة الاف جندي.

وكان صدام حسين هتف اثناء جلسة محاكمته في الخامس من كانون الاول/ديسمبر بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية "يحيا العراق تحيا الامة العربية".

لكن هذه الصرخة اصبحت جزءا من الماضي فالبلد منذ سقوط نظام البعث في التاسع من نيسان/ابريل من عام 2003 لم يعد يتحدث بلغة الخطاب القومي.

فالحكومة العراقية الموقتة التي تولت السلطة قبل سنة يسيطر عليها الشيعة والاكراد وتواجه مشاكل مع معظم دول الجوار التي تحكمها حكومات سنية وينتقدها العراق لانها لا تفعل برأيه ما ينبغي للتصدي للعنف الذي يعاني منه.

وبعيدا عن الهجمات الدامية التي شكلت واحدة من سمات العام 2005 في العراق، لم يعد يتردد البعض في الحديث عن امكانية نشوب حرب اهلية بين الشيعة والسنة.

وشهد العراق خلال عام 2005 هجمات انتحارية دموية عديدة كان ابرزها الهجوم الذي ادى الى مقتل 118 شخصا في نهاية شباط/فبراير الماضي في مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد).

وفي نهاية شهر اب/اغسطس الماضي قتل اكثر من الف شيعي بسبب عملية تدافع فوق جسر الائمة شمال بغداد اثناء احياء مراسم شيعية.

وفي 14 من ايلول/سبتمبر قتل 128 عراقيا في هجمات في بغداد,كما قتل 78 شيعيا في انفجارين عندما فجر انتحاريان نفسيهما في مسجدين للشيعة في خانقين (شمال شرق بغداد) في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وفي بغداد، قتل 32 طفلا في تموز/يوليو الماضي بهجوم عندما فجر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه بعربة عسكرية اميركية كان يوزع جنودها لعبا للاطفال.

وتبنى تنظيم القاعدة في العراق الذي يتزعمه المتطرف الاردني ابو مصعب الزرقاوي معظم هذه الهجمات.

واثر عملية تفتيش نفذتها قوات مسلحة اميركية الشهر الماضين تم الافراج عن حوالى 170 معتقلا في غالبيتهم من السنة من سجن تتولى ادارته وزارة الداخلية العراقية في بغداد تعرض فيه سبعة معتقلين على الاقل للتعذيب بينما حرم اخرون من الطعام والمياه والعناية الطبية. وادى ذلك الى زيادة المخاوف من وقوع حرب اهلية.

لكن البلاد لم تتجه نحو التقسيم كما توقع المتشائمون، وتشهد تطورا في مجال عملية انتقال السلطة حيث تم اجراء انتخابات عامة في 30 كانون الثاني/يناير الماضي ثم استفتاء عام حول مسودة الدستور في 15 تشرين الاول/اكتوبر الماضي ثم انتخابات تشريعية في الخامس عشر من كانون الاول/ديسمبر.

وشهدت الانتخابات مشاركة سنية واسعة بعدما ادى رفض العرب السنة المشاركة في الانتخابات التشريعية في 30 كانون الثاني/يناير الماضي الى قيام برلمان كان تمثيلهم فيه ضعيفا جدا.

ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش الانتخابات النيابية في العراق بانها "يوم عظيم". وكشف عن المشاركة "المرتفعة" في المناطق السنية. لكنه اقر بان "ذلك لن ينهي العنف".

واوضح بوش الذي كان يؤكد باستمرار ان الجنود الاميركيين لن ينسحبوا من العراق من دون احراز "انتصار كامل" ان "الانتصار" يقضي "بوجود حليف في الحرب على الارهاب لتكون هذه الديموقراطية قادرة على ادارة نفسها بنفسها والدفاع عن نفسها بنفسها".

وذكر بوش بان "الانتصار على شخص مثل الزرقاوي" زعيم القاعدة في العراق، "هو احالته على القضاء. والانتصار يعني حرمان القاعدة من ملجأ آمن، والانتصار يعني تهميش الذين يريدون تدمير الديموقراطية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى