يا حيّا الله باجمّال

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
أخيراً بعد نضال شاق وصراع عضال ومرير مع العمل السياسي بشقيه النظري والتطبيقي وبكل أشقاقه الحزبية الجماهيرية الايديولوجية العقائدية الديبلوماسية الكاريزماتية والفنية، وصل الأستاذ عبدالقادر باجمال إلى منصب الأمين العام للمؤتمر الشعبي.. أو أن المنصب والكرسي وصل إليه لا فرق.. المهم أن الوصول قد حدث وتحقق ولم تعد ثمة أهمية في معرفة من وصل إلى الآخر حتى اذا تفلسف أحد مجادلاً بأن ثمة فرق فإن هذا الفرق يبقى هامشياً طامشياً سالطياً مالطياً وعماسياً طماسياً مثل بللورة كريستالية مستديرة تلصي وتطفي بلمسة إصبع وإذا لصيت فإنها لا تبعث نوراً أو ضياء.. وقد يحمل لنا المستقبل بعضاً من مفاجآته - وهوأحياناً كثيرة يفعل ذلك - ويجعل البللورة الكريستالية تضيء عندما نحتاج إلى النور.

أقول بلا تحفظ وبضمير مرتاح إن الأخ عبدالقادر باجمال قد انتظر الوصول إلى هذا المنصب بشوق العاشق المحب الولهان مدة ليست قصيرة - وهذا حق مشروع له كما هو مشروع لغيره - ولكن بالمقابل هل كان المنصب يريده وينتظره بنفس الشوق واللهفة؟ أظن أن الاجابة على هذا السؤال الآن تتعسف الواقع لأنها سابقة لأوانها وهي متعذرة لأنها يستحيل أن تكون منصفة قبل أن يمارس الرجل مهامه لفترة معقولة تمنحه فرصة لائقة للحكم له أو عليه بصرف النظر عن سجل تجربته السابقة المليئة بالأقوال والأفعال وما يمكن أن يكون قد ولّده من انطباعات صاغت بعض المؤشرات عن طبيعة شخصيته وملامحها الأساسية.. نريد أن نبدأ مع عبدالقادر باجمال ونريده أن يبدأ معنا فصلاً جديداً بصفته أميناً عاماً للحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام.

واذا تركنا الكلام الكبير ونزلنا من تحليقنا الحالم مع الطموحات العظيمة والآمال الكثيرة وعدنا إلى الحياة الحقيقية للناس اليمنيين على الارض حكاماً ومحكومين وحسبنا حسبة صغيرة تبين لنا الفروق الموجودة بين ما هو مفروض علينا قهراً بالقوة وبين ما نريده ولا نحصل عليه وتمنع المطالبة به.. بين الممكن والمستحيل.. سيصيبنا الهلع حين نرى بأعيننا كل يوم أن الرغبة في التقدم إلى الأمام نحو الأفضل باتت أمنية عسيرة المنال!! لذلك فإن كابوس الكوز بالطاقة.. والجرعات القاتلة المتوالية هو كابوس لعين مازال يقض مضاجعنا ولن يمحى من ذاكرة الجيل.

وأسأل: ما الذي يقدر عليه عبدالقادر باجمال ولا يقدر عليه سواه من زملائه في المؤتمر الشعبي؟ ولا أقصد التقليل من شأن الرجل ومكانته بين أقرانه في المؤتمر الذي قد يكون هو فيه من بين أفضلهم وأكثرهم حظاً، وقد أسهبت الصحافة المحلية والعربية وحتى الدولية في تعديد مزاياه وعلاقاته وإنجازاته كما إنني - شخصياً - لا أكن له إلا المودة والاحترام.. أنا فقط أسأل، وقد تكون صيغة سؤالي بحاجة إلى تعديل فأقول: «ماذا يريد الأمين العام الجديد؟ وإذا أراد هل يستطيع؟ وإذا لم يستطع هل يجرؤ على مصارحة الناس بالأسباب أم يسكت؟».

عبدالقادر باجمال رجل طموح بلا حدود.. يمتلك مخزوناً كبيراً من (الذكاء السياسي) والكثير الكثير من الحظ وحسن الطالع.. وأقل القليل من القوة، وقد كان من بين رؤساء الوزارات في اليمن هو صاحب أغرب وأغزر تجربة في السلطة وأكثرها تنوعاً وتقلباً.. فيا ليته يستمد من معاناة تجربته الغنية هذه الالهام لرفع المعاناة عن الناس الذين يعرفهم جيداً والذين اكتووا بنيران هذه المقالب والتقلبات!

أهلاً بالأخ عبدالقادر باجمال أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام بعد أن أحب رئاسته للوزراء كثيراً وانتظرها طويلاً.. ولا شك أنه قادر على جعل هذا المنصب الجديد يبادله حباً بحب لتدوم العلاقة بين الاثنين إلى أقصى مدى.. كيف لا وهو قد نجح حتى في جعل كاميرات التصوير تحبه!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى