رغم تزايد شكاوى ومعاناة السكان منها..مشكلة مقلب القمامة بدارسعد مازالت قائمة

> فهد قائد غالب:

>
مواطنون يبحثون في القمامة عن أشياء يستفيدون منها
مواطنون يبحثون في القمامة عن أشياء يستفيدون منها
ماتزال مشكلة مقلب القمامة في مديرية دارسعد قائمة، ومع استمرارها تتزايد شكاوى ومعاناة السكان في المناطق القريبة من هذا المقلب الذي ترد اليه وتتجمع فوق مساحته المحدودة أطنان القمامة والمخلفات الاخرى المنقولة من مختلف المديريات والمناطق بمحافظة عدن، لحج، وبدلاً من اجراء المعالجات اللازمة يقوم البعض من المهتمين بجمع المخلفات الحديدية والبلاستيكية وغيرها ثم إحراق اكوام القمامة تلك، وينتج عن ذلك تصاعد اعمدة الدخان والروائح الكريهة المنبعثة منها، حيث تنشرها الرياح في عدة اتجاهات مما ينذر بكارثة وأضرار خطيرة على البيئة والسكان وخاصة الاطفال وكبار السن.

«الأيام» رصدت بالصورة حال ووضع المقلب الذي يقع تحت اشراف صندوق النظافة والتحسين بمحافظة عدن، كما جمعت ملاحظات وآراء ومطالب المواطنين المتضررين ونقلتها الى الجهات ذات العلاقة لمعرفة ما لديها من خطط وتوجهات لمعالجة المشكلة، وضمّنتها الاستطلاع التالي:

الوضعية الحالية لمقلب دارسعد للقمامة
عند النزول إلى مقلب القمامة في دارسعد.. وكان الوقت صباحاً وقت الدوام الرسمي للعمل.. وجدنا فعلاً كارثة بيئية أول من يعيشونها ويتجرعونها العمال، أي العاملين في المقلب والمشرفين على المقلب وثانياً عمال صندوق النظافة الذين ينقلون القمامة من مناطق مختلفة في عدن ولحج إلى المقلب، وثالثاً بعض المواطنين من الرجال والنساء والأطفال الذين يتواجدون في موقع المقلب للبحث في أكوام القمامة عن أشياء يستفيدون منها بين تلك الأدخنة المحترقة والسامة والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والأدخنة التي تدمع العيون وضيق التنفس الذي يشعر به من يكون موجوداً في المقلب، وهذا ما حصل لي شخصياً أثناء نزولي لكي التقط بعض الصور والتحدث مع العمال الذين شرحوا لي معاناتهم في مقلب القمامة والأضرار التي تلحق بهم بسبب الأدخنة ودون عمل أي وقاية وحماية لهم مثل أجهزة تنفس وكمامات وغير ذلك. وكانت آخر تلك المشاكل لأحد العمال عندما جاء بسيارة القمامة ليلاً لرمي القمامة في المقلب وكان الجو مليئا بالأدخنة، وعند دخوله بالسيارة إلى المقلب تم قلب القمامة، وأثناء خروجه بالسيارة ولعدم توفر الرؤية الكافية بسبب الأدخنة غير اتجاه السيارة فوقعت في حفرة لتستقر بين النيران وتشتعل ابتداءً من الإطارات، وحاول الخروج والهروب إلا أنه تعرض للسع النيران التي أضرت بقدميه ويديه، أما السيارة فاحترقت كاملة.

بعض عمال النظافة يقولون إنهم وعند وصولهم إلى منازلهم يشعرون بروائح الأدخنة ما تزال تزكم أنوفهم مع شعور بحرقة في صدورهم وضيق تنفس، وحتى ملابسهم ما تزال رائحة دخان المقلب عالقة بها.

شكى المواطنون إلى الجهات المعنية الوضع الذي يعانونه من تدفق أدخنة مقلب القمامة منذ حوالي عامين، ولكن لا وجود لأي حلول، مع علمهم بأن هناك موقعا بديلا لمقلب دارسعد وهو موقع في منطقة بئر النعامة بمديرية البريقة، إلا أنه لم يتم العمل بالموقع الجديد ولأسباب عديدة كما عرفناها وهي كالتالي:

أولاً: مقلب دارسعد للقمامة يخضع لإشراف صندوق النظافة بمحافظة عدن.

ثانياً: المقلب يستخدم من قبل صندوق النظافة في محافظة عدن ولحج ويتم قلب القمامة فيه منذ فترة طويلة.

ثالثاً: موقع مقلب القمامة لا يزال يخضع لأراضي محافظة لحج وليس لمحافظة عدن.

رابعاً: الموقع الجديد والبديل لمقلب دارسعد هو مقلب القمامة بمنطقة بئر النعامة مديرية البريقة، وهو يبعد مسافة كبيرة عن مقلب دارسعد بالنسبة لعمال صندوق النظافة في محافظة لحج، ويجدون صعوبة في نقل القمامة إلى موقع بئر النعامة لبعد المسافة.

سيارات تتجمع داخل المقلب اثناء رمي القمامة
سيارات تتجمع داخل المقلب اثناء رمي القمامة
لهذا ما تزال المشكلة معلقة بين صندوق النظافة بعدن ولحج.

أحاديث المواطنين المتضررين ومطالبهم
< المواطن: خالد محمد العولقي، أحد ساكني منطقة دارسعد، شركة مصافي عدن، قال «أعاني مع العديد من سكان منطقة دارسعد من انبعاث وتصاعد الأدخنة من مقلب القمامة، وقد شكينا للسلطة المحلية والمجلس المحلي ولا وجود لحل لمشكلتنا إلى يومنا هذا، وفي الفترة الاخيرة لاحظنا سيارات محملة بالمياه وسيارات أخرى تجلب التراب من لحج يقومون بمحاولة أطفاء وتخفيف احتراق القمامة داخل المقلب وذلك أثناء أنعقاد المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام في عدن. وأيضاً كانت هناك حراسات أمنية على المقلب لمنع بعض من المواطنين الذين يقومون بإحراق القمامة داخل المقلب».

< يسلم حمود محمد ( 37 عاما) متزوج ويسكن دارسعد الشرقية شارع الضياء.. فقال: نحن نعاني من مشكلة تصاعد الأدخنة من مقلب القمامة منذ فترة طويلة، ودائماً مانشعر بتكاثف الادخنة منذ غروب الشمس وحتى شروق شمس اليوم التالي.

وكنا في السابق نشاهد الأدخنة بشكل بسيط، ولكن في السنوات الأخيرة تصاعدت الأدخنة بشكل كبير، وتقدمنا بعدة شكاوى إلى المجلس المحلي بالمديرية، وعدة مناشدات عبر صحيفة «الأيام»، وذهبنا إلى مدير عام مديرية دارسعد ورد علينا بأنه تم رفع الشكاوى إلى مكتب المحافظ للتداول مع مكتب الأشغال العامة من أجل وضع حلول نهائية لهذه المشكلة، حيث إننا نحن الكبار نشعر بضيق في التنفس فما بالكم بأطفالنا الصغار .

< محمد فرحان حسن (60 عاما) يسكن الشرقية دارسعد شارع مصعبين: بدأنا نشعر بالأدخنة المتصاعدة من مقلب القمامة منذ حوالي سنتين، حيث أننا نشعر بكثافة الدخان منذ الساعة السادسة بعد المغرب وحتى الفجر في اليوم الثاني، وأنا أخي مصاب بمرض الربو، وهو كبير في السن، وأشاهده يتعذب أثناء استنشاقه هذه الأدخنة.

< فهمي عبدالملك سعيد، يسكن دارسعد شارع الميدان (37 عاما) متزوج، أفاد بأنه يجد صعوبة في الرؤية ليلا أثناء خروجه من المنزل لجلب بعض أغراض المنزل، وقال: أصبحنا نخاف على أطفالنا من هذه الأدخنة، حيث أننا نحن الكبار نتأثر منها فكيف أطفالنا.

احدى سيارات القمامة احرقت داخل المقلب وأصيب سائقها بحروق
احدى سيارات القمامة احرقت داخل المقلب وأصيب سائقها بحروق
وختاما لاستطلاع رأي المواطنين فإنهم ينتظرون من قيادة المحافظة حل مشكلة مقلب القمامة وتضامن جميع الجهات من مجلس حماية البيئة ومكتب الصحة، للعمل على رفع مقلب القمامة دارسعد من موقعه الحالي.

رأي السلطة المحلية بدارسعد
عند اللقاء بالاخ عبدالملك عبدالرحمن عامر، مدير عام مديرية دارسعد رئيس المجلس المحلي تحدثنا حول مشكلة مقلب القمامة واضراره، فأوضح أن مقلب القمامة يخضع لصندوق النظافة بمحافظة عدن ولا يخضع لصندوق النظافة في المديرية.

وأشار إلى أن العديد من مواطني مديرية دارسعد رفعوا رسائل شكوى إلى المجلس المحلي بالمديرية من الأدخنة المتصاعدة من مقلب القمامة واضرارها. وقد وقف المجلس المحلي بالمديرية وناقش هذه المشكلة في عدة اجتماعات له وتم رفعها إلى المحافظة، كما علق المجلس المحلي بمديرية دارسعد أعماله على مدى أسبوعين لعدم التجاوب في حل مشكلة مقلب دارسعد للقمامة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى