لا ..يا أستاذ حسن اللوزي

> محمد فارع الشيباني:

>
محمد فارع الشيباني
محمد فارع الشيباني
هناك مثل قديم ومشهور يقول «من شب على شيء شاب عليه». والحكم والأمثال عادة تكون مستقاة من خبرة طويلة وواقع معاش وبذلك فهي تعتبر حكمة الشعوب,ولقد ذكرت هذا المثل مؤخرا وذكرني بحادث وقع في السنوات التي كانت فيها لجان توحيد الشطرين نشطة، مما دعا الرئيس والقائد الملهم سالمين أن يقول وبسخرية قوله المأثور «عبدالله طالع عبدالله نازل»، وضمن ذلك النشاط طلعت مع الأستاذ راشد محمد ثابت، وزير الثقافة آنذاك لحضور اجتماع الجمعية العمومية للشركة المشتركة للسياحة، وكان رئيس الجانب الشمالي هو الأستاذ حسن اللوزي، وعند وصولنا الأستاذ راشد وأنا حوش وزارة الإعلام وجدنا شيخا ضعيفا وكبيرا بالسن يستجدي الأستاذ اللوزي للإفراج عن ابنه من سجن الوزارة، الذي أمر الوزير باعتقاله مع قيدين في رجله، ومع إصرار الوزير ورفضه، طلب الأب من الأستاذ اللوزي وزير الثقافة والإعلام على الأقل أن يفك قيوده تخفيفا لآلام الابن، ولكن الوزير رفض طلب الشيخ الكبير وأمر بإخراجه من الوزارة. لقد وقفت يومها مندهشا بل مصدوما أمام ذلك الموقف الذي وقع أمامي ولولا أن كل ذلك حصل أمامي لما صدقته، وكانت تساؤلات كثيرة تدور في رأسي أيعقل أن يكون في وزارة الثقافة سجن للمثقفين والإعلاميين العاملين في الوزارة، وهل من المعقول أن يتصرف وزير للثقافة مثل هذا التصرف، والمفروض أنه مثقف وشاعر مرهف الحس؟ ولكن مع الأسف الشديد كان حقيقة.

ومرة أخرى حصل لي شيء مشابه وهذه المرة كدت أن أكون أنا الضحية، فقد طلب من واحد من الأخوة العاملين في فرقة الرقص الشعبي أخذ شريط فيديو فيه رقصات الفرقة لأخيه الذي كان عضوا في الفرقة ثم هرب الى الشمال وانضم للفرقة التابعة لوزارة الثقافة في صنعاء. وفعلا أخذت الشريط وعند وصولي الى الوزارة سألت عن الاخ المرسل له الشريط وإذا الكل في الوزارة يتحرك وأخذ مني الشريط وظهر أن ضمن الأناشيد المسجلة في الشريط اغنية «حزبي يا نشيد المبحرين» ولم أكن أعلم ذلك، وإذا بالأخ اللوزي وزير الثقافة يهددني بالسجن ولولا أني كنت عضوا في وفد رسمي تابع لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لحصل ما لا تحمد عقباه.

لقد تذكرت كل ذلك وأنا أقرأ التهديد أو بالأصح التحذير الذي أطلقه الأستاذ اللوزي لأن الصحفيين والإعلاميين المعنيين بالأمر قد رفضوا القانون الجديد للصحافة، ولكن زمان كان زمنا آخر يسود فيه الحكم الشمولي أما الآن فنحن في زمن الديمقراطية، في زمن التعددية الحزبية وحرية الصحافة.. فهل نحاول أن ننسى الماضي البغيض؟ أرجو ذلك من كل قلبي. وفقنا الله جميعا، آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى