يوم من الأيــام..هي وقفة

> سلوى صنعاني:

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
أمام آخر ورقة في الروزنامة نقف بتردد لانتزاعها، والوقفة هنا على غير عادتها كل يوم، فهو الأخير والمتمم لعام 2005م... طويلة يحكمها استقراء لما مضى.. لما حدث .. لما كان ينبغي أن نقوم به ولم نفعل بإرادتنا او بآلية متدخلة تعطل تلك الإرادة .. عام من العمر انطوى.. تخبو قناديله.. يحتضر.. يلفظ أنفاسه.. نقول له بأسى وداعاً.. نودعه رصيد العمر المنصرم الذي يلتهم سنواته ويختزلها .. بضعة أيام تنسل شهوراً تنسج سنين هي إنسان.. والإنسان هو بضع سنين.

لحظة مؤلمة ولكنها مقرونة بأمل تشرئب فيه الأعناق لذلك العام القادم 2006م، وسؤال يضع نفسه في الوجدان ترى ماذا تحمل أيامه وبمَ هي حبلى.. بمَ يحقق ما لم ندركه ونتوق إليه؟.. أليست هي العادة.. أن نرحّل جملة من الأحلام والآمال من عام لآخر.. وربما يدركنا العمر ولم ندركها.. وربما كانت تلك الغايات أقصى ما لدينا.. نبذل الجهد لهثاً، سعياً إليها.. حتى نعيا، نتعب ولم تدنُ إلينا قطوفها.. بعيدة تكاد تكون مستحيلة.. ولكن قد تأتي - وآه من لكن- أحياناً في وقت قد بهت فيها بريقها أو تكون شبه ميتة أو لم نعد في الأصل بحاجة إليها، أشبه ما تكون بمادة مضت فترة صلاحيتها.

آمال تموت وأخرى تولد وتتقد في أعماقنا.. ربما أكبر من رقعة المساحة المتاحة لتحقيقها.. تتعثر في الغالب، ترتطم بصعوبات كأداء فتتناثر أشلاؤها.. نعود للملمتها سعياً للحفاظ على ما بقي.. وأحياناً تتحقق ونفرح ولكن مساحة الفرح محدودة، لذلك هي متميزة لحظاته أو أيامه.. منها يشكل طفرة في المسيرة الحياتية.. بيد أن الحياة لقنتنا الكثير لنسلم بحقيقة أن القاعدة هي الحزن.. وأن الفرح والسعادة هي الطفرات.. عنها نبحث .. لحظة بهجة.

هل نستطيع أن نضع لانفسنا ولمن حولنا دائرة بهجة في زمن لا يتسع لآمالنا وأفراحنا؟ هي الإرادة إذن.. الإرادة المقرونة بكم الجمال في أنفسنا وبحجمه وبرصيده المخزون في وجداننا.. نعم نستطيع ذلك.

في مثلث الزمن تسكن تلك الآمال .. الماضي، الحاضر، المستقبل.. والأخير نتطلع في أفقه ونحلق في فضاءاته لأنه مازال بكراً صافياً.. لا ندع الماضي يلقي بظلاله الرمادية عليه.. نمضي لأن عجلة الزمن لا تعود إلى الخلف.. وعقارب الساعة تمضي قدماً تنسج الزمن بأيامه وشهوره وسنيه.. فلنجعل القادم أجمل من الذي مضى.. ها هي مواكبه قادمة وأعلامه مشرعة.. أهلاً ربما تأتينا بما لم يأت الأول. وكل عام وجميعنا بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى